أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة بحبس محمد عبدالمنعم فرج "23 سنة" عاطل 4 أيام علي ذمة التحقيق بعد أن وجهت له تهمة قتل مصمم الأزياء الشهير محمد داغر "39 سنة" داخل شقته بالمهندسين وذلك بضربه بزجاجة ويسكي.. وعندما حاول القتيل ضربه بسكين خطفها منه وسدد له طعنات قاتلة في رقبته. اصطحبت النيابة القاتل إلي مسرح الحادث بالعقار رقم 5 بشارع البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين وسط حراسة العقيد محمود خليل مفتش مباحث الوسط والمقدم أحمد الوتيدي رئيس مباحث العجوزة.. حيث رفضت النيابة تصوير المتهم أثناء تمثيله للجريمة وسمحت لمصور الأدلة الجنائية بالتواجد في مسرح الحادث ومثل جريمته في ثلاث ساعات. فرضت الشرطة كردونا أمنيا حول العمارة لمنع الناس من الاقتراب وتم غلق باب العمارة ووضع حراسة أمنية ولم يسمح للدخول إلا للسكان فقط. الاعترافات استطاعت "المساء" الحصول علي أدق التفاصيل التي أدلي بها في محضر التحقيقات قال: نشأت في أسرة رقيقة الحال بمنطقة المنيب لكن والدي علمني أن القناعة كنز لا يفني. لم أكمل مشواري التعليمي.. واكتفيت بالشهادة الاعدادية عملت في أكثر من وظيفة فرد أمن.. عامل دليفري.. عامل في بنزينة. المهم انني تنقلت بين عمل وآخر لأنني لم أقتنع بهذه الأعمال.. والتي لم تكن تناسب طموحاتي. ليلة المول سارت حياتي علي هذه الوتيرة.. إلي أن جاء يوم 10 ديسمبر في العام الماضي وكنت مع مجموعة من أصدقائي بكايرو مول بالهرم.. وفوجئت بأحد الأشخاص يضع يده علي كتفي ويرحب بي بحرارة.. أصابني الذهول للحظات وقلت لنفسي ربما أعرفه ونتيجة ضغوط الحياة ضاع من ذاكرتي وخاصة انه كان يقول لي إزيك "يا حمادة". المهم والكلام علي لسان المتهم دار حوار قصير بيني وبين ذلك الشخص وأخبرته في النهاية انني لا أعرفه.. فاعتذر لي.. ولكننا تبادلنا أرقام الهواتف.. وبعد انصرافه قمت برمي الورقة التي تحتوي علي رقم الهاتف.. إلي أن فوجئت باتصال هاتفي من المجني عليه في اليوم التالي وطلب مني مقابلته وفوجئت به يعرض علي أن نكون أصدقاء رحبت بذلك وخاصة انه شاب وسيم وجنتل مان.. وأصبحت فيما بعد لقاءاتنا شبه يومية.. وكنت أقضي معه معظم ساعات النهار. صديق الفنانات قال المتهم الحق يقال لقد كان القتيل كريم معي لأقصي درجة.. ولم يسمح لي بدفع الحساب في أي مطعم تناولنا فيه طعام الغداء والعشاء.. بل ووعدني بأنه سيساعدني في ايجاد وظيفة مناسبة.. ووثقت في كلامه لأنني شاهدت فنانين وفنانات بصحبته وكانت علاقته بهم قوية جداً.. كما انني ترددت علي شقته أكثر من مرة.. وكان يعجبني جو الفرفشة فهو كان ابن حظ. العشاء الأخير في يوم الحادث تقابلت مع القتيل.. وتوجهت معه إلي شقته التي شهدت الحادث وطلب لنا طعاما من أحد المطاعم.. وبعد أن انتهينا من تناول الطعام شربت كأس ويسكي.. ودار بيني وبين المجني عليه حوار قصير وبعدها حاولت الانصراف لكن داغر رفض وهددني بأنه سيبلغ الشرطة ضدي ويتهمني بانني اقتحمت شقته وحاولت سرقته وصدقته لان علاقاته بعلياء القوم قوية.. وانتهزت فرصة دخوله لاحضار زجاجة الويسكي.. لأنه قال لي هتشرب "كاس" وتهدي.. وحاولت الفرار من الشقة.. لكنه طاردني وقام بضربي بالزجاجة في ظهري.. فاستدرت لأجد أمامي وحش كاسر غير الإنسان "اللارج" الذي تعرفت عليه.. وهنا أيقنت انني في موقف إما قاتل أو مقتول.. وخطفت من يده زجاجة الويسكي وضربته بها.. فانكسرت وضربته برقبة الزجاجة.. فانفجرت الدماء بغزارة. أضاف القاتل: ظل داغر يقاوم لآخر لحظة فأمسك بسكين وحاول طعني بها.. لكنني خطفتها من يده.. مما أدي لاصابتي بجرح كبير في أصبع يدي.. وضربته ضربتين.. سقط بعدها علي الأرض مفارقا الحياة.. تنهدت وجلست بجواره لمدة ساعتين.. أفكر في مخرج للمصيبة التي وقعت فيها.. ووجدت ان ملابسي قد تلوثت بالدماء.. فقمت بتغييرها وارتديت ملابس من دولاب القتيل.. وغسلت يدي وجسدي من اثار الدماء.. واستوليت علي هاتفه المحمول ومفاتيح سيارته الجيب وغادرت مسرح الجريمة مسرعاً.. رغم ان البواب شاهدني ويدي مربوطة. وضعت السيارة في جراج بالقرب من منزلي.. وتوجهت إلي قصر العيني لعلاج الجرح الذي أصبت به في يدي لكن الطبيب أخبرني بضرورة خضوعي لعملية جراحية لأنني مصاب بقطع في الوتر.. وان هذه العملية ستتكلف ثلاثة آلاف جنيه.. ونظرا لأنني لا أملك هذا المبلغ فطلبت منه عمل الإسعافات الأولية وتوجهت إلي المنزل أرقب الحادث من خلال صفحات الجرائد. كان رجال مباحث الجيزة قد شكلوا فريق بحث علي أعلي مستوي بتكليف من اللواء فاروق لاشين مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة ضم اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة وفايز أباظة مدير المباحث الجنائية. كانت أهداف فريق البحث حصر علاقات المجني عليه أول شيء لاحظه العميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال ان أصدقاء القتيل تواجدوا في يوم اكتشاف الجريمة.. وانهم تساءلوا عن سبب اختفاء صديق القتيل محمد عبدالمنعم. فالتقط العقيد محمود خليل مفتش مباحث الوسط الخيط وبدأ في تتبع الصديق الغائب.. وأكدت المعلومات ان الصديق يستخدم هاتف القتيل المسروق فتوجهت مأمورية لضبطه بعد الحصول علي إذن من النيابة وعندما وصل المقدم أحمد الوتيدي إلي منزل المتهم بالمنيب تقابل مع شقيقته علي الباب وعندما سألها عن الشقة التي يقيم بها محمد عبدالمنعم ردت عليه بأنها شقيقته وانه نائم لتعبه حيث انه أصيب في يده بعد مشاجرة مع أحد البلطجية. صعد رجال المباحث إلي الشقة وفتحت أم القاتل الباب وكان المتهم نائما فاستيقظ علي صوت رجال المباحث وعندما شاهدهم لم يقاوم وقال أنا قادم معكم.