"مترو الأنفاق" من المشروعات القومية الكبري فهو يخدم ملايين المواطنين في تنقلاتهم اليومية مما يساعد علي تخفيف العبء عن وسائل المواصلات الأخري.. المشروع كان يتميز في السابق بتنفيذ كافة قواعد الالتزام من عدم التدخين والاهتمام بالنظافة داخل المحطات وخارجها ومنع انتشار الباعة الجائلين حول أسوار المحطات. الآن الصورة تبدلت وامتدت يد الإهمال إلي هذا المشروع الحضاري من كل جانب وأصبحت القمامة تعلو أسواره إضافة إلي عدم الانضباط في فترات التقاطر بين القطارات مما يؤدي يوميا إلي زحام شديد طوال اليوم وليس في وقت الذروة فقط. أضف إلي ذلك استمرار الأعطال وتآكل الأرضيات وتهالك المقاعد.. إضافة إلي مشاركة الحيوانات للركاب داخل القطار بصورة غريبة. "المساء" رصدت كل ما يدور بمترو الأنفاق وجدنا مشاكل عديدة بل ومزمنة أيضا منها كثرة الأعطال التي زادت عن الحد في الفترة الأخيرة خاصة بمترو المرحلة الأولي. فضلا عن انتشار الباعة الجائلين الذين يتركون مخلفاتهم تتراكم بكل مكان في مشهد غير حضاري. أما شبابيك المترو والتهوية فحدث ولا حرج فكلها متهالكة بعد تعطل مراوح التهوية رغم اننا مقبلين علي فصل الصيف. وبالنسبة لماكينات الدخول والخروج فقد أصبحت لا تعمل مما يساعد علي إحداث فوضي وارتباك كبير خاصة في فترات الذروة في الدخول والخروج أما الشيء الذي أصبح أكثر فجاجة فهو كثرة السرقات داخل المترو لغياب الجانب الأمني. أثناء جولتنا بمحطات المترو لاحظنا وجود أعمال تطوير ببعض المحطات منها محطة سرايا القبة ودار السلام وحدائق المعادي وكانت المفاجأة ان معظم المحطات بالمرحلة الأولي يتم إنشاء سلالم كهربائية بها بداية من محطة الدمرداش وحتي حلوان. تقول مبروكة شعبان "ربة منزل" وسمير فتحي "موظف": نريد عودة المترو إلي سابق عهده من النظافة والتهوية وعدم تأخر فترات التقاطر لأن المترو يعتبر أفضل وسيلة لتنقلاتنا داخل القاهرة الكبري. أما سيد مصطفي محمد "بالمعاش" ونجوي شوقي "موظفة" فيقولان ان كثرة الأعطال أدت إلي هروب الكثيرين من مستخدمي المترو إلي وسائل المواصلات الأخري. تؤكد نجوي إبراهيم "موظفة" وصلاح سليمان "مدرس" أننا أصبحنا نتأخر عن مواعيد عملنا بسبب تأخر القطارات. أضاف ان أعمال الصيانة التي كانت تتم يوميا لم تعد تحدث مما ساعد علي تعطل الكثير من قطارات في المحطات المختلفة. أما عبلة توفيق وسهير علي من "ربات البيوت" فتؤكدان ان الركاب يعانون من ارتفاع سلالم المترو ولا نعرف ماذا نفعل فمعظم المسنين منا والمعاقين يعانون أشد المعاناة أثناء الصعود والنزول ونتمني ان يتم إنشاء سلالم متحركة بكل المحطات. تشير هبة محمود حسن وعلياء عبدالسلام "طالبتان" إلي كثرة السرقات داخل المترو باستخدام الأسلحة البيضاء ولا يستطيع أحد الاعتراض. أما محمد سعيد "سائق بمترو الانفاق" بالمرحلة الأولي فقد أكد ان السلوك الخاطئ لمستخدمي المترو وراء كثرة الأعطال لأنه رغم ان المترو يعتبر أعظم وسيلة للانتقال في مصر إلا ان المواطنين لا يحافظون عليه. يؤكد صدام حسن "ميكانيكي سيارات" ومحمد رفعت "مهندس" ان انتشار الباعة الجائلين حول معظم محطات المترو بمنشية الصدر والدمرداش والمطرية والحلمية يعوق دخولنا المترو ويعرضنا للبلطجية والمنحرفين الذين استغلوا فرصة الغياب الأمني بالشارع وشرطة المرافق وبدأوا ينتشرون حول المحطات. تشير صابرين عبدالقوي "موظفة" وتامر خليل "معيد باحدي الجامعات" إلي ان التلوث السمعي والبصري أصبح سمة من سمات محطات المترو من الداخل والخارج فالكل أصبح يدخن "عيني عينك" فضلا عن انتشار الباعة وأكوام القمامة حول أبواب المترو.