* يسأل عطية حسن عطية راشد بكالوريوس تجارة: ما هو سجود الشكر.. وما كيفيته.. وما حكمه؟! ** يجيب الدكتور سعيد صالح صوابي أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر: اعلم يا أخي أن الله عز وجل إذا أنعم علي عبد بنعمة أو صرفت عنه نقمة فإنه يسن له أن يسجد سجدة واحدة شكرا لمولاه لقول عبد الرحمن بن عوف: "خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فاتبعته حتي دخل نخلا فسجد فأطال السجود حتي خفت أن يكون الله قد توفاه. فجئت انظر فرفع رأسه فقال: مالك يا عبد الرحمن؟ فذكرت ذلك له فقال: إن جبريل عليه السلام قال لي : ألا أبشرك؟ إن الله عز وجل يقول لك: من صلي عليك صليت عليه. ومن سلم عليك سلمت عليه" أخرجه البزار والحاكم. وقال: هذا حديث صحيح. وأخرجه أحمد ورجاله ثقات. وزاد أحمد في رواية: "فسجدت لله عز وجل شكرا". وسجود الشكر سنة عند تجدد نعمة ظاهرة واندفاع نقمة أخصته النعمة والنقمة أم عمت المسلمين وكذا إذا رأي مبتلي ببلية في بدنه أو غيره أو بمعصية يستحب للمرء أن يسجد لله تعالي. * تسأل الدكتورة دينا راشد ونجلاء فتحي عبد العاطي من السويس: يظن بعض الناس أن الإسلام إنما جاء بالعنف والتطرف والسماجة برجاء توضيح الحقيقة والرد علي هذه الشبهة؟ ** يجيب الدكتو كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: الإسلام دين التسامح: وهو اللين والتساهل قال ابن الأثير: والسماحة: المساهلة. وقال الفيروز آبادي: وتسامحوا: تساهلوا وهو نوع من أنواع الإحسان الي النفوس التي جبلت علي حب من أحسن إليها. لذا فإن التسامح يؤدي الي المحبة والتآلف ونبذ العنف والتنافر . ولقد أمر الله تعالي رسوله صلي الله عليه وسلم بأعلي درجات التسامح فقال له تعالي: "فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين" "سورة المائدة آية:13" وقال أيضا : "فاصفح الصفح الجميل" "سورة الحجر آية 85" ومعني العفو: ترك المؤاخدة بالذنب. ومعني الصفح: ترك أثره من النفس. وكونه لم يبق أثره في النفس قمة في التسامح وهو بغية المؤمن الذي يدعو الله تعالي: "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" "سورة الحشر آية10" ومن نعم الله علينا وعلي الإنسانية إرساله نبينا محمد صلي الله عليه وسلم بالحنيفية السمحاء رحمة للعالمين. وهذه الرحمة ذات صور من الود والتسامح والعفو والتناصح تضافرت نصوصها من القرآن والسنة وتجسدت مرحلتها الأولي في المدينة النبوية من خلال تعامله صلي الله عليه وسلم مع المسلمين وغيرهم فقد اجتمعت الأقوال والأفعال فإذا بقاموس يشتمل علي جميع مفردات السماحة يتحرك في شتي نواحي الحياة. ومع هذا فإن بعض الناس الذين لايعرفون حقيقة هذا الدين يظن ان الإسلام لا يعرف العفو والصفح والسماحة. وإنما جاء بالعنف والتطرف والسماجة. لأنهم لم يتحروا الحقائق من مصادرها الأصلية وإنما اكتفوا بسماع الشائعات والافتراءات من أرباب الإلحاد والإفساد الذين عبدوا الشهوات ونهجوا مسلك الشبهات بما لديهم من أنواع وسائل الإعلام المتطورة. ولم تقتصر سماحة النبي صلي الله عليه وسلم مع المسلمين فقط بل شملت أهل الكتاب وأهل مصر خاصة فقد أوصي بالقبط خيرا فقد ثبت عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: "اذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا. فإن لهم ذمة ورحما" "أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي" وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما" "صحيح مسلم" قال الإمام النووي: وفي رواية "ستفتحون مصر. وهي أرض يسمي فيها القيراط. وفيها : فإن لهم ذمة ورحما" والذمة فهي الحرمة والحق وهي هنا بمعني الذمام وأما الرحم فلكون هاجر أم اسماعيل منهم وأما الصهر فلكون مارية أم ابراهيم منهم وفي عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض لكبار السن من أهل الكتاب معاشا يكفي حاجتهم. وحاجة أولادهم.