شن المشاركون في ندوة الجهاز المركزي للمحاسبات بعنوان "دور الجهاز في محاربة الفساد.. نظرة نحو المستقبل" والتي عقدت بنقابة الصحفيين الليلة الماضية هجوماً كبيراً علي المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات واتهموه صراحة بأنه تستر علي الفساد وأضفي عليه المشروعية.. وتواطأ مع الفاسدين..أضافوا في الندوة التي كانت اشبه بالمحاكمة أن الملط ساهم بقوة في اهدار دور الجهاز الرقابي في حماية المال العام ومنع الفساد مؤكدين أنه كان جزءاً من هذا الفساد. أوضحوا أن رئيس الجهاز استمر لمدة 12 عاماً يقدم تقارير ولا واحد منها حقق نتيجة ايجابية وطالبوه بتقديم استقالته فوراً. أكد د.علاء الأسواني أنه واجب علي كل وطني مخلص أن يناصر قضية الجهاز المركزي للمحاسبات والتي فجرها مجموعة "رقابيون ضد الفساد" مشيراً الي أن مطالبهم عادلة وتكمن في استقلال الجهاز وتفعيل دوره في محاربة الفساد وحماية المال العام ولم تكن مطالبهم علي الإطلاق فئوية.. وإنما من أجل الحرية والعدل وحماية مصر من النهب. تساءل الأسواني قائلاً: إذا كان هناك جهة رقابية كالجهاز وهو رائد في مكافحة الفساد وحماية المال العام ويضم أكبر الكفاءات من الناحية الرقابية.. فكيف كان رئيس الجهاز يتستر علي فساد النظام السابق ويروج ضمن وسائل الإعلام أنه المحامي الشرس المدافع عن المال العام.. وللأسف تبين أن التقارير المقدمة منزوعة الدسم؟! وأين كان رئيس الجهاز وكل هذا الفساد يستشري في كل قطاعات ومؤسسات الدولة. أوضح أنه من الخطأ الكبير وصف كل الاحتجاجات بأنها فئوية.. فالثورة قامت من أجل الحرية وازاحة الطاغية حسني مبارك.. وكان من الطبيعي أن يستأنف الثوار ثورتهم ضد اذناب النظام.. وهو ما يفسره احتجاج أعضاء الجهاز المركزي مشيراً الي أن الحجر علي الاحتجاجات المشروعة عداء للثورة.. كما أن تجريم التظاهر والاعتصام خطأ كبير لأن حكومة الثورة جاءت من ميدان التحرير. أضاف الأسواني أن قضية الجهاز المركزي ليست في شخص رئيس الجهاز وإنما هي قضية مصر.. فالنهب الذي حدث يجب ألا يتكرر وهذه مهمة الجهاز الوطنية. وفي تلميح الي بعض وسائل الإعلام المقروءة والمرئية التي ناصرت المستشار الملط ودافعت عنه باستماتة قال الأسواني إن هناك بؤراً كبيرة في الإعلام مازالت تتبع النظام السابق وتقدم صورة خاطئة ودعاية لأشخاص لا يستحقون.. وعلي الشرفاء جميعاً أن يتواصلوا مع الجماهير لمحاربة الدعاية الإعلامية الكاذبة. أضاف: كلما ظهر مناضل ليعري الحقيقة فوجئت بدعاية كبيرة لرئيس الجهاز مشيراً الي أن الثورة نجحت ولكن نتائجها تتطلب منا الدفاع عنها بكل قوة وشراسة لأن دماء الشهداء في رقابنا. أكد د.جمال زهران البرلماني السابق أنه لو قدر له العودة الي البرلمان نائباً عن الشعب فسوف يتبني اقتراحات الأعضاء بتعديل قانون الجهاز المركزي للمحاسبات وتفعيل دوره الرقابي. فجر زهران مفاجأة من العيار الثقيل مؤكداً أن حوالي 100 عضو مستقل كانوا يطالبون الملط ببعض التقارير ولا يوافينا بها مشيراً الي أن تقارير الجهاز غير منظمة وغير مؤرشفة.. وقد طلبت من الملط مقابلته أكثر من مرة.. وأمام طلبي المتكررر سمحوا لي بمقابلة محمد ونيس وكيل الجهاز.. وطلبت منه تقارير كما منحني الدستور وكان الرد: تقدم بطلب من خلال د.فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وسوف نبعث اليك بما تريده.. ويستطرد قائلاً : للأسف تقارير الجهاز كانت ممنوعة عن أعضاء البرلمان. قال إن الملط جرد الجهاز من دوره الرقابي وحرم الأعضاء من حقي الضبطية القضائية.. وحتي "الكارنيه" الذين يحملون يعد اهانة لهم.. ونحن بدورنا نرفض اهانة أعضاء الجهاز. أوضح د.زهران أن الجهاز تستر علي فساد الحكومات السابقة.. وأضاف نحن نربأ بالجهاز أن يتستر علي فساد.. وأطالب كل الشرفاء بالجهاز بفتح ملف شرم الشيخ "سنتي.. سنتي" لنعرف من الذي سطا علي أغلي بقعة في العالم.. كما أطالب بفتح ملف أحمد بهجت وشركته وبيعه في مزاد علني 831 فداناً .. وللأسف شارك الجهاز في التستر علي البيع وفي حماية الفساد وأضفي المشروعية علي عملية البيع. تساءل أين تقارير الجهاز عن ميزانية ودخول قناة السويس ورئاسة الجمهورية التي لا نعرف ميزانيتها ولا أوجه انفاقها وأين تقاريره عن الرقابة الإدارية والصناديق الخاصة بالمحافظات والتي وصلت الي تريليون جنيه وأخفي الجهاز عنها معلومات مهمة.. وقال إنها فقط 27 ملياراً.. وهذه فضيحة. صواريخ أرض جو أما د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية فقد وجه العديد من الصواريخ "أرض جو" الي رئيس الجهاز نالت تصفيق الحضور أكثر من مرة مؤكداً أن القضية ليست شخصية وما يعنينا أن نتأكد أن الجهاز المركزي دوره قوي وفي أيد أمينة تحافظ علي المال العام.. ولو فرط رئيس الجهاز في ذلك فمن حقنا أن ننتقده. قال د.نافعة إذا كان دور الجهاز المركزي الأساسي هو محاربة الفساد.. وعندما ينكشف هذا الفساد الذي لم يكن يخطر علي بال أحد.. وأن الرئيس السابق هو رأس هذا الفساد فمن الطبيعي أن يتولد تساؤل لدي المواطن العادي وأين كان الجهاز المركزي للمحاسبات.. ولماذا لم يقم بدوره؟! أجاب د.نافعة لم يقم الجهاز بدوره لأنه كان جزءاً من منظومة الفساد.. ولم يحم المال العام.. وأضاف: إذا كانت ملايين الجنيهات تصرف علي الجهاز لحماية المال العام ولم يفعل.. فهنا يجب الغاؤه..وتساءل: بعد هذا الكم من الفساد.. لماذا لم يؤد الجهاز دوره.. وهل هذا تقصير قيادة أم أعضاء أم قصور في اللوائح؟! أوضح نافعة أن هناك أسباباً عديدة أدت لمنع الجهاز من دوره وفي مقدمتها وأهمها: أن قيادة الجهاز كانت تتستر علي الفساد وتتواطأ مع الفاسدين.. وهناك وقائع تؤكد ذلك.. وأن رئيس الجهاز قام بأدوار ما كان يجب أن يقوم بها علي الإطلاق. أكد أن من الأسباب أيضاً أن رئيس الجهاز لم يكن يرسل فرق فحص للأجهزة الحساسة رغم أن ذلك من صميم اختصاصه.. فالعديد من الوزارات والأجهزة مثل الرئاسة والرقابة الإدارية والداخلية وعدد كبير من الأجهزة لم تكن تفحص بتعليمات من الملط وكان يرضخ ويماطل في ذلك وهذا خطأ كبير.. كما أن هناك تقارير عديدة رصدت مخالفات بمليارات الجنيهات ولم ترسل وكان رئيس الجهاز يقوم بقلمه بتخفيفها.. وتساءل: هل حولها الي النائب العام. أضاف أن الملط بعد ثورة 25 يناير وصف بعض رءوس النظام والقيادات الوسطي بالفاسدة.. فلماذا لم يقل ذلك قبل الثورة ويبرئ ذمته.. وأليس ذلك تستراً علي الفساد؟! وأضاف للأسف كان المستشار الملط يعلم بالعديد من المخالفات ولم يتخذ القرار المناسب. قال د.نافعة: حتي لا نفاجأ بظهور الملط علي شاشات التليفزيون وحتي لا يدعي مرة ثانية أن شقته 120 متراً وسيارته قديمة ورئيس الوزراء يقول له "متزعلش" و"حقك عليه".. أقول له: لم أذهب الي اعارة مثلك وعندي بيت كويس فهل أنا بذلك حرامي نحن لا نشكك في ذمتك المالية؟! إن ما تتحدث عنه شيء يخصك ونحن نتحدث عن قضية الجهاز المركزي وليس عن شخصك. واستطرد: علمت أن اقرار ذمتك المالية يتضمن حوالي 30 أو 40 مليون جنيه.. ونحن لا نريد شخصنة الموضوع علي شاشات التليفزيون. سأل د.نافعة المستشار الملط: عندما تملك ما يدين الرئيس السابق وأسرته وفي التقرير الذي قدمته للبرلمان تقول إن الرئيس كان هدفه توفير حياة كريمة للمصريين.. وأثنيت عليه كثيراً.. وهو بهذا الفساد.. أليس هذا تواطؤاً مع الفساد وتغطية عليه. استطرد أستاذ العلوم السياسية موجهاً كلامه الي الملط: قل كلاما منطقيا وكفي خداعاً وتضليلاً ومحاولات لتلطيخ شرفاء الجهاز.. وأضاف لا يجب أن نندهش أن يأتي الملط من خارج الجهاز ويصف الرئيس السابق مبارك بالمخلص؟! في كلماته موجزة أكد د. أيمن سعد أستاذ القانون المدني بجامعة القاهرة أن النظام سقط ويجب أن يسقط معه جودت الملط.. ورسالتي الي الملط قواعد الثورة أن التخلية قبل التحلية.. تراجع بشجاعة قبل أن تروع بشناعة.. ورسالتي الي الرئيس المخلوع ورجاله: لن نسمح لكم بعدما قتلتم أحلام الشباب أن تفلتوا من العقاب.. ورسالتي الي "رقابيون ضد الفساد" نحن نقبل رءوسكم وبترت يدا من يمسكم". جامل المخلوع في كلمة بدأت بالمزاح خاطب د.ممدوح حمزة الاستشاري الهندسي والناشط السياسي الحضور قائلاً: لو بقالي 12 سنة بندق خوازيق ومشلتش أية مبني.. الطبيعي أن الخوازيق تشيلني واستطرد قائلاً: المستشار الملط بقاله 12 سنة بيضرب تقارير ولا واحد منها جاب نتيجة.. ولو كنت رئيس الجهاز وتقاريري ليس لها نتيجة.. كنت حصوت.. ألطم.. أروح السيدة زينب وأدعي علي اللي معطلها.. أعمل مظاهرة لوحدي أمام بيت الرئيس.. ولكن للأسف الملط لم يفعل ذلك وإنما قال إن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يتفاعل مع التقارير التي كان يرسلها الجهاز وإن الجهاز كان يلقي كل الدعم المستمر من فخامة الرئيس ولولا دعمه ورعايته لم تتحقق للجهاز كل هذه الطفرات والآن يقول بعد الثورة إن الجهات المختصة كانت تهمل التقارير وهو تناقض شديد يصل لحد التضليل وهذه أيضاً مخالفة صريحة أطالب أعضاء نقابة المحامين بتقديم بلاغ بها للنائب العام. قال د.حمزة: من المضحك والمبكي في نفس الوقت إن الملط ذكر في تقريره للبرلمان أن حكومة نظيف حققت تحسناً ملحوظاً ونمواً واضحاً في العديد من المجالات ولها 21 انجازاً.. واستطرد قائلاً: هذه عبقرية الخيال أن يجد الملط لحكومة نظيف 21 انجازاً!! أشار د.حمزة إلي أنه شاهد عيان علي مشروع توشكي وما تم فيها موضحاً أنه قضي حوالي 5 سنوات في تصميم المحطة والقناة المائلة وفوجئ بحديث الملط علي شاشة التليفزيون عن المشروع ويقول إنه تم اهدار 6 مليارات جنيه في مشروع توشكي.. وهذا خطأ كبير..أضاف أن التقرير الذي أعده أعضاء الجهاز تم حذف عدة صفحات منه من 49 الي 58 ثم تم تقديمه الي مجلس الشعب. قال أبو العز الحريري البرلماني السابق إن شهادة الزور من محاسب الشعب في اشارة الي الملط في المصلحة خيانة.. وأضاف مازالت هناك ضمائر حية قابضة علي الوطنية كالقابضين علي الجمر ومنهم "رقابيون ضد الفساد" ود.عبدالرحمن الذهبي وكيل الجهاز السابق الذي رفض أي تغيير في تقرير احتكار أحمد عز للحديد والذي أعده بنفسه.. وسأل الملط: لماذا لم تقدم التقرير الأصلي.. تم قدمته بعد ذلك في تقريرين بعدما هاجمناك في البرلمان وحذفت منهما ما أراده الفاسدون.. واستطرد قائلاً: إن الملط كان المغطي والمبرر للفساد.