تعرضت العاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية لقصف جوي لليوم الثالث علي التوالي رغم إعلان الجماهيرية الليبية التزامها بوقف إطلاق النار طبقا لقرار مجلس الأمن .1973 ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بطرابلس إنه سمع دوي إنفجارات وأصوات طلقات مدفعية مضادة للطائرات خاصة في منطقة شرق المدينة علي ساحل البحر المتوسط. وكان القصف الجوي والصاروخي من البحر قد أدي في يومه الأول إلي سقوط حوالي 150 بين مدني وعسكري علاوة علي عشرات الجرحي.. وتم أمس في طرابلس تشييع الضحايا بمقبرة الشهداء في المدينة في جنازة شعبية حاشدة. وفي نفس الوقت يواصل المواطنون الليبيون احتشادهم في مواقع حيوية عديدة ومنها بيت القائد معمر القذافي في "باب العزيزية" بطرابلس دفاعا عنها ضد أي هجمات من جانب التحالف الغربي. وكان بيت القذافي قد تعرض لهجوم جوي نفذته طائرة دنماركية. أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده لن تشارك في العمليات المتعلقة بالحظر الجوي المفروض علي ليبيا. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن ميدفيديف قوله إن روسيا لا تعتزم الاشتراك في عمليات الحظر الجوي علي ليبيا كما أنها لن ترسل أي قوات في حال ما إذا تحولت تلك العملية الي عملية برية وهو احتمال غير مستبعد. ونبه ميدفيديف إلي أهمية تعزيز المجتمع الدولي جهوده لوضع نهاية للصراع في ليبيا من خلال المفاوضات مؤكدا أن الوضع الراهن في ليبيا إنما يرجع أصلا الي الجرائم التي ارتكبت من جانب قيادة البلاد ضد شعبها. انتقد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف رئيس حكومته فلاديمير بوتين ودعاه إلي توخي الحذر في تقييم الوضع في ليبيا وتجنب استخدام عبارات من مثل "الحملات الصليبية" وهي عبارة استخدمها بوتين الذي كان يوصف بأنه "المرشد والأستاذ في عالم السياسة لميدفيديف". ونقلت "نوفوستي" عن ميدفيديف قوله: "ينبغي علينا أن نكون دقيقين في التقييم إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام عبارات تؤدي من حيث الجوهر إلي اصطدام الحضارات مثل حملات صليبية وغيرها". وأضاف: "هذا غير مقبول".. فيما كان بوتين قد انتقد بشدة قرار مجلس الأمن واعتبره "معيبا وخاسرا ومدمرا" لأنه يسمح بكل شيء ويذكرنا بدعوات من القرون الوسطي إلي شن "حملات صليبية". واعتبر رئيس الوزراء الروسي أن القرار يجيز - بشكل فعلي - التدخل في أراضي دولة ذات سيادة وقال "التدخل في شئون الدول الأخري أصبح سمة من سمات السياسة الخارجية الأمريكية والأحداث في ليبيا تشير إلي أنه علي روسيا تقوية قدراتها الدفاعية". أعربت باكستان عن قلقها البالغ بشأن التطورات في ليبيا وأسفها للخسائر البشرية التي وقعت هناك مؤكدة ضرورة التوصل الي حل سياسي سلمي يصيغه الشعب الليبي بنفسه بروح من التراضي والمصالحة الوطنية. وقالت حنه رباني كهار وزيرة الدولة الباكستانية للشئون الخارجية في بيان أصدرته إن باكستان تتابع بقلق بالغ التطورات في ليبيا في أعقاب الضربات العسكرية مشددة علي أن استقرار وسلام ووحدة ليبيا أمر بالغ الأهمية. وطالبت باكستان بضرورة أن تحظي الأعراف الإنسانية باعتراف جميع الأطراف المعنية نصا وروحا مضيفة أن ما يرد من تقارير عن وقوع خسائر في الارواح بين المدنيين أمر محزن للغاية ويثير تساؤلات خطيرة ويمكن أن يترتب عليه آثار بعيدة المدي حول تفسير وتطبيق المبادئ الانسانية. ترأس رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان اجتماعا مهما عقب وصوله الي أنقرة قادما من السعودية لبحث التطورات في ليبيا ورسم خريطة طريق للتحرك التركي تجاهها. ضم الاجتماع وزيري الخارجية أحمد داود اوغلو والدفاع وجدي جونول ورئيس أركان الجيش الجنرال أشك كوشنر ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان وعدد من المسئولين العسكريين والمدنيين لتقييم التطورات علي اثر بدء قوات التحالف الدولي شن سلسلة هجمات عسكرية علي ليبيا. كما سيجري رئيس الوزراء اردوغان عدة اتصالات هاتفية مع عدد من زعماء دول العالم لتقييم الوضع الراهن في ليبيا وقالت لمصادر دبلوماسية إن تركيا تتابع عن كثب كافة التطورات الجارية وليست خارج نطاق المرحلة الجارية لكنها لا يمكن ان تساهم مطلقا في تقديم الدعم العسكري لقوات دول التحالف الدولي في ليبيا. ندد تجمع دول الساحل والصحراء "س.ص" بشدة بالعدوان علي ليبيا من قبل التحالف الذي تقوده أمريكا وبريطانيا وفرنسا. وقال تجمع "س.ص" في بيان أصدره "يتابع تجمع " س.ص " بقلق وانشغال عميقين العدوان الغاشم الذي يتعرض له هذا البلد الافريقي ويدين بكل ما أوتي من قوة هذا العدوان ويندد بالهجمات التي تقوم بها قوات التحالف الغربي ضد شعب مسالم بحجج وذرائع واهية ويتوجه بأحر التعازي لأسر الضحايا المدنيين والعسكريين الذين سقطوا خلال الأحداث الجارية". وعبر تجمع "س.ص" الذي تتخذ امانته العامة من طرابلس مقرا لها عن تضامنه المطلق مع شعب الجماهيرية في تصديه لهذا العدوان غير الشرعي وغير المبرر ويحيي الدور الافريقي المنادي بالوقف الفوري لهذا العدوان. واستنكر التجمع رفض الأممالمتحدة إعطاء تصريح الي لجنة رؤساء الدول التي شكلها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي لتقصي الحقائق عن كثب للحضور الي الجماهيرية الليبية.