تحت عنوان "الإنصات للشعوب.. الأممالمتحدة وعالم عربي متغير" عقدت ساقية الصاوي الليلة الماضية لقاءً مفتوحاً بين بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وبعض شباب ثورة 25 يناير ومنهم: وائل غنيم المدير الإقليمي لمحرك البحث Google الذي أطلق حملة "كلنا خالد سعيد" وكانت الشرارة الأولي للثورة وأنيسة حسونة مساعدة الجراح العالمي مجدي يعقوب وعزالدين شكري أستاذ بالجامعة الأمريكية. فاجأ كي مون الحضور فور دخوله قائلا لهم: "السلام عليكم" فضجت القاعة بالتصفيق فردد كي مون باللغة العربية "شكراً" علي هذا الاستقبال الدافئ. وفي بداية حديثه حرص الأمين العام للأمم المتحدة علي توضيح موقفه من الثورة قائلاً: اذكر جيداً انني حينما كنت شاباً في الجامعة اجتاحت بلادي "كوريا" مظاهرات طلابية غاضبة تطالب بالديمقراطية بعد عقود من القيادة العسكرية وكنت أحد المشاركين في هذه المظاهرات واليوم أصبحت بلادي إحدي أقوي الاقتصاديات في العالم لذلك جاءت كل تصريحاتي منذ اندلاع الثورة في صالح الشباب الذي كان يصرخ في ميدان التحرير كما كنت أصرخ مع زملائي في كوريا إيماناً مني بأن هذه هي لحظة مصر التي خرج شعبها لصياغة تاريخ جديد بنضال سلمي غير مسبوق في العالم واليوم أشعر أنني في مجتمع يتمتع بالحرية والديمقراطية الحقيقية فهنيئاً لكم ذلك ويكفي أنكم أصبحتم الآن صوت التغيير في كل العالم الذي تعلم منكم كيف يقول "كلنا مصريون" لتضج القاعة بالتصفيق مرة أخري. ونفي كي مون في كلمته تماماً أن يكون هناك أي تدخل من الأممالمتحدة في الشأن المصري الداخلي قائلاً: جئت لأنقل لكم تضامن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مع ثورتكم العظيمة ولأنصت لكافة طموحاتكم وآمالكم ولأعلم أيضاً ما المساعدة التي تنتظرونها من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في العملية الديمقراطية التي تعيشونها حالياً والتي هي ملك لكم ولا يستطيع أي احد التدخل فيها فدورنا يقتصر علي مد يد العون لكم لأننا نمتلك خبرة كبيرة في مجالي اعداد الدساتير والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة. طلب كي مون دعوة الحضور للوقوف دقيقة حداداً علي أرواح الشهداء والضحايا قبل أن يشيد بالدور التاريخي الذي لعبه الجيش المصري في عملية الانتقال السلمي للسلطة في مصر وقال: حينما التقيت بقيادات المجلس الأعلي للقوات المسلحة طلبت منهم انهاء حالة الطوارئ بالبلاد قبل اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي لابد أن تكون حرة ونزيهة وطلبت منهم أيضا اجراء حوار وطني شامل لكل الأطراف. كما دعوت إلي صياغة دستور يليق بالشعب المصري ويرتكز علي حقوق الانسان وإلي العمل علي نمو الاقتصاد المصري بشكل يغير من حياة كل المصريين. شدد كي مون علي أهمية تطوير التعليم واشراك المجتمع المدني في كل جوانب الحياة بمصر. وتوقف كي مون كثيراً عند حضارة ورقي الشعب المصري قائلاً: انه أذهل العالم في عملية الاستفتاء الأخيرة موضحاً أنه من المستحيل أن نغفل أثر الثورة المصرية علي كل بلاد العالم فما يحدث في البحرين واليمن وليبيا وغيرهما انعكاس طبيعي لنجاح الثورة المصرية. انتقد وائل غنيم عدم تحرك الأممالمتحدة لمساعدة مصر في التغلب علي الأزمة الاقتصادية المحدقة بها قائلا: اذا وقعت الأزمة الاقتصادية التي يتنبأ بها البعض سيفضل الناس الحكم الديكتاتوري لذلك ينبغي علي العالم القيام بدوره في انجاح الثورة المصرية التي تعلم منها كل العالم أن قوة الشعب تفوق قوة من هو في موقع السلطة وأن الديمقراطية لن تهبط علينا من القوي الخارجية لأنها تولد من رحم الشعوب. كما وجه عز الدين شكري أحد شباب الثورة: انتقادات حادة للأمم المتحدة لعدم انصاتها للشعوب والتركيز في حديثها علي بعض الحكومات التي لا تعبر مطلقاً عن رغبات الشعب. قالت منة أنيسة حسونة احدي المشاركات في الثورة: لن يرضينا أو يكفينا أن تستمع الأممالمتحدة إلينا لأن ما نطمح إليه بالفعل هو أن تتخذ اجراءات لتحقيق مطالبنا علي أرض الواقع.. ولفتت النظر إلي حقوق المرأة السياسية في مصر والتي تم اهدارها بالرغم من أن المرأة شاركت بقوة في انجاح ثورة 25 يناير. ورد كي مون علي هذه الانتقالات قائلاً: عليكم أن تفخروا كشباب بأنكم تسيغون تاريخاً جديداً للبشرية لذلك أعدكم بمضاعفة عمل الأممالمتحدة في مصر خلال الفترة القادمة من خلال مكاتبنا وبرامجنا فأنا مدرك تماماً لحجم التغيير الذي أحدثتموه ببلادكم وسأعمل علي مواكبته ولن أكتفي بالإصغاء اليكم. وفيما يتعلق بعمل المرأة السياسي قال: اعلم جيداً أن النساء يشكلن نصف عدد سكان العالم لذلك اتخذت قراراً بزيادة عدد كبار الموظفات في الأممالمتحدة بنسبة 20% بعدما لاحظت أنه تم اهدار حقها السياسي بالرغم من أنه بدون ممارسة هذا الحق لن يتمكن أي مجتمع من النهوض. وقبل ختام هذا اللقاء الذي حظي بتغطية إعلامية محلية وأجنبية كبيرة ومميزة صعد رئيس ساقية الصاوي محمد عبدالمنعم الصاوي مع ابنته منة لتكريم كي مون وأهداه باقة زهور خاصة أن هذه هي المرة الأولي التي يزور فيها ساقية الصاوي.