تابعت بحرص كبير الحوار التليفزيوني الذي أجراه الزميل خيري رمضان مع وزير الداخلية اللواء محمود وجدي.. وكان حواراً دقيقاً جداً. اشتمل علي كل صغيرة وكبيرة من الزميل الصحفي والإعلامي خيري رمضان.. مع ردود "بالحساب" من وزير الداخلية. بحكم موقعه الحساس جداً في تلك الظروف الحساسة جداً. والتي تجعل كل كلمة محسوبة عليه أو له. أو لجهاز الشرطة كله. الذي يمثله كوزير. وأؤكد.. أنه لأول مرة أري في مصر وزيراً للداخلية. يتكلم بهذا الوضوح رغم بعض التحفظات ويخوض في كل الموضوعات المطروحة في الشارع بصراحة شديدة. مما يعطي انطباعاً بأن جهاز الشرطة لن يكون في الأيام القادمة ومستقبل الأجيال الجديدة. هو ذلك الكائن الغامض والمخيف. والذي كان يقال عنه في العهد الضائع.. الداخل مفقود. والخارج مولود.. ولم يكن خافياً أيضاً حالة الاحتقان التي كانت سائدة بين المواطنين ورجال الشرطة. رغم أنهم منا وعلينا. إلا أن بعض الممارسات رسخت في أذهان المواطنين صورة غاضبة جداً عن رجل الشرطة. اليوم.. لابد أن نبدأ عهداً جديداً مع رجال الشرطة.. وهم بدورهم لابد أن تكون لهم الرغبة في الاقتراب أكثر من المواطنين. والتعامل بشجاعة وثقة. والأهم هو الرغبة في العمل. وليس مجرد الظهور السطحي. دون تفاعل مع الشارع. وخلال الحوار المطول. توقفت أمام مقولة غير واقعة للسيد وزير الداخلية. وهو رجل أمن ميداني من الطراز الأول ونعرفه جيداً منذ سنوات طويلة.. ولكنه أصابني بالحيرة عندما قال: إن جهاز الأمن والشرطة عاد إلي الشارع ومواقعه بنسبة 97%. وهي نسبة أصابتني بالذهول لأنني بحكم وطبيعة عملي في الشارع ليل نهار.. أين هذه النسبة في الشارع.. ما نراه الآن في الشارع لا يزيد عن 40% مما كنا نراه قبل يوم 25 يناير. سواء من رجال الأمن العام أو المرور أو النجدة أو حتي الأمن المركزي. المتمركز احتياطياً في عدة مواقع رئيسية. يا سيادة اللواء العزيز.. رجال الشرطة مازالوا غير متواجدين بالنسبة التي توفر الأمن والأمان للشارع والمواطن. وإذا وجدوا فهم يديرون للشارع ظهورهم. وكأن مسألة الأمن لا تعنيهم في شيء.. وأكثر من ذلك أنهم تركوا المهمة للمجندين البسطاء.. كما أن الصورة أمام الأقسام تصيب الناس بالذهول.. وانقل هذه الصورة من أمام قسم عين شمس الذي أمر به يومياً في طريقي لعملي وعودتي. وأجد أن السادة الضباط تجمعوا في حلقة سمر أمام أبواب القسم. حتي موعد انتهاء العمل الرسمي. دون تحرك بالشوارع ومناطق الحي.. وهذه الصورة موجودة تقريباً أمام جميع أقسام الشرطة.. فالتواجد علي الورق فقط وليس في الشارع. وفي أقل عدد من ساعات العمل.. هذه هي الصورة الحقيقية الآن لجهاز الشرطة. الذي نعتز به ونفخر به أيضاً. ويهمنا كل الاهتمام أن نجده فخوراً بنفسه. وقادراً علي أداء كامل واجباته. باقتناع وشجاعة. وليس بإجبار وخوف.