* في هذه المرحلة الدقيقة الانتقالية التي نعيشها حالياً بعد ثورة 25 يناير.. فلابد أن نركز علي مبادئ أساسية وواضحة لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيانها وسط خضم الأحداث.. الوطن هو حياة الإنسان وعزه ومجده.. والإنسان قطعة من وطنه منه يحيا وبخيراته يعيش وعلي أرضه يموت وفي ترابه يدفنه وفي تربته يتحلل.. الإنسان بلا وطن كالجسم بلا روح لذلك يحب الإنسان وطنه ليحيا ويضحي في سبيله لينال الخلود.. في الوطن آباء الإنسان وأجداده وعلي ظهره يعيش أصدقاؤه وفوقه تنبت ذكرياته وتتطور علاقاته فيكون له من كل ذلك دافع إلي الحياة ومن ثم وازع للدفاع عن تلك الحياة. وإذا كان الوطن حياة الإنسان.. فالواجب يفرض علي المرء أن يدافع عن ذلك الوطن.. وأن يرد عنه كيد الأعداء ولو ضحي بنفسه في سبيل مجد وطنه.. فالإنسان الذي يقبل الحياة ووطنه يعاني لن يكون جديراً بالحياة.. والإنسان الذي يغمض له جفن ووطنه يتعرض لأي أحداث جسيمة وفي نفس الوقت عظيمة لن يكون حقيقاً بشرف الانتساب إلي هذا الوطن. من هنا تثور نفس الحر علي الذل وتندفع إلي ساحة الوغي غير مبالية بالموت في سبيل حياته لمجد الوطن.. لأن الموت في سبيل الوطن حياة.. وفي سبيل تحقيق ذلك تبرز أمامنا مجموعة من الأهداف التي لابد أن نسعي لتحقيقها خلال الفترة المقبلة.. منها زيادة سريعة في الانتاج في كل وحداته لنعطي دفعة قوية لتحقيق الزيادة المطلوبة في الانتاج.. واتباع أسلوب الحل الذاتي للمشاكل الجماهيرية باعتبار أن ذلك يمثل تخفيفاً عن كاهل الموارد المالية المتاحة للدولة لا سيما في هذا الوقت الذي تحاول فيه الدول اتباع سياسة التوسع بعض الشيء في مجال الخدمات وتعديل السلوك المعيشي اليومي للجماهير بما يتفق مع المناخ الذي يسود الأمة.. نحن لا نطلب من الجماهير شيئاً فريداً فالأمم التي مرت بأحداث مماثلة حددت بارادتها واختيارها الأسلوب الذي يلائم الظروف التي تمر بها ولا شك أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة قادر علي أن يكون قدوة للجماهير في هذا المضمار إلي جانب قيامه بحث الجماهير علي تعديل سلوكها المعيشي.. وبعد فإن طريق النصر ليس مفروشاً بالورد والريحان ولكنه تعب ونضال واحتمال للشدائد والنصر للشعب.