أكد السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي باسم الأزهر أن فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر دعا الشيخ يوسف القرضاوي لحضور اللقاء التمهيدي للملتقي العالمي لخريجي الأزهر.. واستقبله بمطار القاهرة.. رغم كل تحفظات الدولة آنذاك علي الشيخ القرضاوي. أضاف - في شهادة للتاريخ أثناء مؤتمر صحفي - أن الإمام الأكبر قال لرجال الأمن عندما طلبوا منه أن يتحدثوا مع الشيخ القرضاوي لمدة ساعتين: "والله.. سأستقيل لو مس أحد ضيفي".. وبالتالي لم يتعرض أحد للشيخ القرضاوي.. موضحاً أن الإمام الأكبر لم يطلع الشيخ القرضاوي علي هذا الأمر. أكد أن الأزهر فوق الحكومات والثورات.. ولم ولن يتملق أي سلطة. قال الطهطاوي: عندما توجهت للإمام الأكبر في شقته المتواضعة بمصر الجديدة.. لاستئذانه قبل أن أنزل إلي ميدان التحرير وأنضم للمتظاهرين.. رد علي الإمام الأكبر: "أنت تتملق النظام منذ 30 عاماً.. وتأتي اليوم وتعمل عليّ بطل".. فقلت: "حان الوقت لاتخاذ ذلك الموقف.. إنني لم أتملق النظام". أضاف: رد الإمام الأكبر: "لست أكثر مني رجولة أو بطولة أو وطنية.. لكنني أقف علي رأس مؤسسة عمرها ألف عام.. وأنني حسني - نسبة إلي الحسن بن علي بن أبي طالب - لذلك آثرت أن أقود الإصلاح.. وبالتالي لا يصح أن أميل كل الميل إلي طرف دون الآخر.. كما أنني أخشي علي هذا البلد من التدخل الأجنبي". أشار إلي أن الإمام الأكبر كلف الشيخ حسن الشافعي من كبار علماء الأزهر بأن يذهب إلي ميدان التحرير ويقول ما يشاء علي لسانه ممثلاً للأزهر.. ولكنه لم يتمكن من الوصول إلي المنصة آنذاك. قال إن الإمام الأكبر لم يقبل استقالتي عندما ذهبت إلي ميدان التحرير.. وفي ذلك مخاطرة سياسية.. لكنه لم يهتم بها لأنه في حكم المستغني.. أبداً لم يسع إلي منصب أو سلطة.. واسألوا التاريخ. ورداً علي سؤال حول موقف الأزهر من جماعة الإخوان المسلمين.. قال الطهطاوي: الإمام الأكبر سئل نفس السؤال منذ عدة أشهر في لقاء مع وفد من الدنمارك.. وكان رده: أن الأزهر مؤسسة تعليمية وجماعة الإخوان حركة سياسية.. وأن عقيدتنا واحدة لكن اجتهادنا مختلف. كان الإمام الأكبر قد أعلن أنه لا يستطيع أحد أن يزايد علي موقف الأزهر الداعم لأي حركة تحرير داخل مصر وخارجها.. وأن الأزهر لا يتردد ولا يخاف ولم يكن يمسك العصا من الوسط.. بل أمسكها وهو يتقلب بين خوفين. خوف من قطرة دم تراق من هؤلاء الشباب "شباب 25 يناير". وخوف علي الوطن من أن ينفرط عقده ويدخل في مجهول.