معهد بحوث العيون بالجيزة نموذج يستحق الإشادة والتقييم علي مستوي الجمهورية وقد أنشئ منذ عام 1989 ويعتمد علي كوادر طبية أكاديمية تداوم علي البحث العلمي والتدريب ويعتمد علي أحدث الأجهزة والمعدات الطبية ويتلقي دعماً غير محدود من وزارة البحث العلمي وعلي رأسها الوزيرة د. نادية زخاري. ويضم أقساماً إكلنيكية وأخري أكاديمية. "المساء" تفقدت أروقة المعهد وأقسامه المختلفة والتقت المرضي والأطباء والعاملين بالمعهد. حيث تبين لها أن المعهد يقدم خدمات مجانية لغير القادرين وأخري اقتصادية للقادرين بأسعار توازي الثلث أو نصف تكلفة المراكز الخاصة وعيادات كبار الأطباء . كما يستقبل حالات من التأمين الصحي. يقول د. أحمد شعير رئيس معهد بحوث أمراض العيون: إن المعهد يعتبر رائداً في مجال جراحات العيون المتطورة ووسائل العلاج الحديثة والتشخيص وإجراء البحوث علي مستوي الشرق الأوسط منذ تم افتتاحه عام 1989 ويضم أقساماً إكلينيكية. وقسماً داخلياً يضم 80 سريراً وغرفة عناية مركزة ملحقة بغرف العمليات التي تجري أكثر من 30 عملية جراحية يومياً. أضاف المعهد يضم عيادات خارجية وأخري تخصصية تستقبل نحو 45 ألف مريض سنوياً. وتقوم بالكشف وإجراء الفحوصات وتقديم علاج مجاني لغير القادرين تتولي كما يقدم علاجا اقتصاديا للقادرين أكد د. شعير أن وزيرة البحث العلمي د. نادية زخاري لا تدخر جهداً في دعم المعهد. وزيادة بند الاستثمارات المخصص للمعهد في الميزانية السنوية التي تصرفها وزارة التخطيط لتحديث الأجهزة سنويا لمواكبة المستجدات الدائمة في هذا المجال. وتشجييع شباب الباحثين وربطهم بكل جديد في أبحاث العيون. يوضح د. أنس ألفي نائب مدير معهد بحوث العيون أن المعهد قام بمسح طبي لعيون الأطفال بالجيزة في الفترة من 2009 حتي 2012. لاكتشاف مسببات أمراض العيون. وتوصل إلي أن التهابات العيون بجميع درجاتها "بكتيرية وفيروسية" تصيب نحو 75% من الأطفال بسبب زيادة التلوث البيئي ونقص الوعي الصحي وتسبب عتامات والتصاقات بالغشاء الشفاف "الملتحمة" التي تصيب الأطفال بالضعف البصري. وهناك مشروع جديد لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج عتمامات القرنية واستشراف أحدث ما وصلت إليه الأوروبية. ويقوم المعهد بتنفيذ برنامج التعليم الطبي المستمر لأطباء المعهد أو أقسام لجميع المستشفيات لتطوير الأداء والاطلاع علي أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والرسائل العلمية. وعمل برنامج تدريبي مجاني للتطوير المهني والاحترافي لأساتذة العيون بمصر عن طريق اتفاقية علمية مع الكلية الملكية بإنجلترا لدعم استمرار قيام المعهد بدوره في خدمة مرضي العيون . يقول د. إيهاب الزقزوق "أستاذ مساعد جراحة الشبكية بالمعهد"إن المعهد يعمل بأحدث الأجهزة ويتولي توفير كل جديد سنويا ومنها جهاز إزالة الجسم الزجاجي وجهاز تشخيص أمراض الشبكية والجزء الأمامي للعين "O.C.T" الذي يقترب سعره من 750 ألف جنيه. لكن أعداد المرضي في تزايد مستمر وثمة قائمة انتظار . وخصوصا في عمليات الترقيع وتجميل القرنية والشبكية ويقوم المعهد باستيراد القرنيات بإجراء المناقصات فليس لدي المعهد بنك للقرنيات لأنه ليس مستشفي يجمع القرنيات من مرضي العمليات الجراحة أو الحوادث. وتصل مدة انتظار العمليات لنحو الشهر كما يوجد بالمعهد وحدة تصحيح الإبصار وعمليات الليزر. أما د. طارق العمري أستاذ العيون بالعيادات الخارجية للمعهد أن نسبة مرضي العيون كبيرة جداً . حيث يحضر إليه مرضي غير قادرين أو محولون من التأمين الصحي وكذلك القادرين الذين يعانون أشد المعاناة في العيادات الخاصة. وحالاتهم سيئة جداً ولكن كفاءة الأطباء والأجهزة تعمل علي تحسين حالاتهم حيث يعمل بالمعهد أفضل الكوادر المتخصصة في مجال العيون. "المساء" التقت المرضي للتعرف آرائهم في الخدمات التي يقدمها المعهد.. فقال أشرف شعبان "موظف" إنه يتردد علي المعهد منذ 3 سنوات ويعاني انفصالاً في الشبكية. وأجريت له عملية المياه البيضاء وزرع عدسة بالمعهد. ويتولي الأطباء برعايته بالعيادة الخارجية. ويدفع التأمين تكلفة العلاج. بينما يقوم بشراء الأدوية علي حسابه. وهي غالية جداً لأنها مستوردة. وفي أحيان كثيرة يوزع الأطباء أدوية يوفرها أهل الخير.. لكنه يشكو الزحام وطول انتظار الدور في الكشف والمتابعة. رغم وجود أماكن انتظار آدمية ومكيفة بالعيادات الخارجية علي عكس المستشفيات الحكومية. توضح أم علي "ربة منزل" أنها تجد معاناة في الحضور للمعهد لعلاج ابنها "20 عاماً" الذي اصيب بطلق خرطوش في إحدي المشاجرات وأجريت له عملية جراحية لاستخراج الشظايا من عينه اليمني التي فقد البصر بسببها تكلفت 4 آلاف جنيه ويحضر للمتابعة انتظاراً لإجراء عملية المياه البيضاء. أما محمود علي "فلاح" فيجئ للمعهد بصحبة ابنه عبدالله "8 سنوات" من محافظة بني سويف. حيث يعاني نجله انفصالاً في الشبكية ومياها بيضاء وقد حوله التأمين الصحي وتقررت عملية جراحية له . ويتم عمل الأشعة والفحوصات اللازمة علي حساب التأمين الصحي المدرسي وتمني أن يكون هناك معهد قريب من سكنه حيث يتكبد مشقة الحضور أسبوعياً تشكو عزة عوض "ربة بيت" معاناتها مع أحد كبار أطباء العيون الذي أجري لها عملية انفصال بالشبكية وفشل فيها وتسبب في فقدها الإبصار بالعين اليمني. وأنها تجد كل رعاية كاملة من أطباء المعهد. توضح فاطمة ربيع "موظف" أن تعاني الزحام والطوابير والروتين وبطء الاجراءات داخل المعهد . فهي تشكو انفصال الجسم الزجاجي والشبكية بعد فشل العملية الجراحية التي أجرتها في مستشفي الدمرداش.