العيب كل العيب أن يجلس وزير الصحة مستريحاً علي كرسيه والمرضي يعذبون في المستشفيات قوائم الانتظار في مختلف الجراحات وخاصة جراحة القلب والعظام وكبار الأطباء لا ينتظمون في العيادات الخارجية معظمهم غياب والأدوية غير متوفرة وفيها نقص شديد في§ الصيدليات رغم ارتفاع أسعار العديد من الأدوية والأمصال غير متوفرة في الوحدات الصحية. سكان القري والريف يعيشون علي أطلال الوحدات الصحية لا أمل لهم سوي مشاهدة طبيب الوحدة الصحية الذي لا يجد ما يعطيه للمريض سوي الروشته المكتوبة بالقلم الرصاص حتي أبسط الأدوية والمستلزمات الجراحية البدائية غير متوفرة في الوحدات الصحية. المرضي يعيشون علي وهم التصريحات التي يطلقها المسئولون في مؤتمراتهم وندواتهم لكن الواقع مرير والمعاناة التي يعانونها لا تسر عدوا ولا حبيبا فمن الذي يسمع نداء مواطن أو مريض في أقصي الصعيد ومن الذي يحاسب المسئول المقصر هناك. وزير الصحة أكد في أكثر من لقاء مع الصحفيين أن سكان القري والريف تنقصهم الرعاية الصحية الجيدة وهو يعلم ذلك جيداً لأنه من أبناء هذه القري وتربي علي ترابها لكنه لم يستطع أن يغير شيئاً منذ أن تولي شئون الوزارة فالوضع مازال يسير للأسوأ والمريض فقد الأمل حتي في وجود طبيب مؤهل لإجراء جراحة له أو توقيع الكشف الطبي اللازم له. من يصدق أن الوحدات الصحية خاوية علي عروشها حتي من أمصال عقر الكلب أو لدغة العقرب والثعبان مع أن هذه الوحدات هي الملاذ الوحيد لإنقاذ المواطنين الذين يتعرضون لمثل هذه الحوادث ولكنهم لم يجدوا مثل هذه الأمصال مما يعرضهم للموت حيث إن المستشفيات المركزية التي قد تتواجد فيها مثل هذه الأمصال تبعد عن القري أكثر من 30 كيلومتراً والمواطن لا يجد وسيلة للوصول إلي المستشفي خاصة بعد منتصف الليل..هذا ما حدث بالفعل مع المواطن خالد عبدالبديع محمد الذي تعرضت نجلته "ندي" لعقر كلب وتوجه بها إلي الوحدة الصحية بقرية الغابات بمركز البلينا سوهاج لكنه لم يجد أي أمصال داخل الوحدة الصحية لأن الأمصال ممنوعة من الوحدات الصحية ويتم توزيعها علي المستشفيات المركزية فقط إذا ما هو الداعي لوجود وحدة صحية في القرية وما هو الدور التي تقوم به إذا كان وزير الصحة لا يمدها بالأمصال اللازمة لإنقاذ حياة المواطنين مما دعا والد الطفلة إلي اللجوء للوسائل البدائية التي تحاربها وزارة الصحة وتوجه بنجلته إلي حلاق القرية الذي قام بتشريط جسد الطفلة للتخلص من ميكروب عضة الكلب وتكرر هذا المشهد مع المواطن أحمد حنفي بنفس القرية بعد تعرضه للدغة العقرب وهذه النماذج أصبحت السمة السائدة في كل القري خاصة مع قدوم فصل الصيف الذي يكثر فيه ظهور الثعابين والعقارب والكلاب المسعورة في القري والريف. فهل نجد تحركا من وزير الصحة لإنقاذ المواطنين في الأرياف وامداد الوحدات الصحية بالأمصال اللازمة؟ أم أنه سوف يعيدنا لعصور الجاهلية الأولي.