* سيدتي: الحياة نهر أحيانا وحبر هادر أحياناً كثيرة وما بين عذوبة النهر وملوحة البحر أعيش.. هانئة سعيدة تارة.. ومعذبة تارة أخري.. وأحياناً يختلط العذب بالمالح وتتوق نفسي للتفريق بينهما. خطبت لابن عمي يحبني جداً.. أنا الاخري أحبه ولا أستطيع فراقه.. لكن حبيبي لا يحب أختي وزوجها لأنهم يقولون عنه غير جاهز مادياً وأنه يسمع لكلام والدته أخته وقد حدثت مشاكل كثيرة بسبب هذا الموضوع وقد خيروني بينهم وبينه.. وقد أوقعني هذا في حيرة من أمري هل استغني عنهم بعد كل ما فعلوه لأجلنا؟ أحياناً اتفق معهم فهم خائفون عليَّ.. يريدون راحتي وفي نفس الوقت أنا إنسانة طموحة جداً.. أريد أن أعيش حياة كريمة ولذلك أشعر بخوفهم عليَّ.. لأنهم يخشون ألا أتكيف مع حياتي الجديدة لظروف حبيبي المادية والمعيشية.. لقد رحل النوم عن عيني وأخشي أن أفقد أحداً منهم أختي وزوجها.. أو خطيبي وحبيبي.. خاصة أن زوج أختي يجعلني أعيش كملكة وسط زملائي ويغدق علي بمستوي لا يستطيع حبيبي أن يوفره لي. سيدتي أرجو أن يتسع صدرك لي وهذا ما عاهدناه فيك وأرجو منك ان ترشديني ماذا أفعل؟ ** عزيزتي: ما أصعب أن نؤرجح مشاعرنا بين المتاح والبعيد بين المرغوب والحقيقة.. لقد أعطاك زوج أختك الحماية والمال والمستوي المادي والاجتماعي الذي أسعدك.. ولهذه الأسباب يرفض ابن عمك وتتأرجح مشاعرك أنت الاخري بين.. نعم ولا.. هذا لأنك تريدين كل شيء.. ومن يريد كل شيء يخسر كل شيء بمنتهي البساطة. يا صديقتي الحب في حدا ذاته لا يقدر بمال إن وجد.. لأجله يضحي المرء بالحياة الثابتة الآمنة نفسها ولكنك لا ترغبين في حب مع عذاب الاحتياج.. عليك بالتفكير الجيد.. أي الطرفين أنت بحاجة إليه جانب المادة والاستقرار.. أم الحب فأنت لا تخافين علي مشاعر زوج أختك ولا أختك أنت تخافين.. توقفهم عن الدفع والمساعدة لك بالمال الذي يحقق المستوي المطلوب أو يجعلك ملكة وسط الأصدقاء.. إذن هذا هو اختيارك.. المادة وفي هذه الحالة ابتعدي عن ابن عمك.. اما ان أخذت الحب فابحثي فيه عن شيء آخر يدعمه.. الأخلاق والدين هل يتمتع بهما ابن عمك.. ان كان يملكهما فتأكدي أن الحب سيستمر أما إن كان فاقداً لهما فلا تجازفي.. يبقي سؤال مهم.. لماذا رفضت أختك ابن عمكما زوجاً لك هل الفقر فقط لا أظن وقصة انه يستمع لكلام والدته فهذا اتهام يواجه به معظم الرجال ممن يكنون الحب لأسرهم وكأنه عار.. لهذه العلاقة حدود إن تجاوزها فهي علاقة مرضية وإن كانت في حدود المعقول فهو ليس عيباً. إبحثي عن أسباب أخري غير المادة فهي ليست كافية لرفضهما.. وما موقف والدتك؟!.. أسئلة كثيرة أود معرفتها ولكن هناك انطباعا عاما علي رسالتك أشعر به.. هو أنك ربما قد اخترت جانب أختك وزوجها.. فهذا ما يشير به كلامك وهذا ليس عيباً.. العيب ألا تكوني واضحة مع نفسك وتقدمي راحتك ضحية لسوء الاختيار.. فكري والأمر لك.. فقط لا تتركي مشاعرك وقراراتك تتأرجح فوضوح الرؤية قبل الزواج تؤمن حياتك بشكل يضمن نجاحها مستقبلاً.. ولك أرجو التوفيق. *** همسات الصديق/ فوزي يا صديقي لا تعتب علي زوجتك أنت الذي بدأت تلك التصرفات أي أن أفعالها رد فعل لما قدمته أنت.. راجع نفسك مرة أخري وإذا أعترفت بما فعلته أنت واجهها وحاولا إصلاح تلك المشكلة بالاتفاق والحب والالتقاء في منطقة وسط.