ندوة قضايا أدبية.. ناقشت رواية "زفاف إلي السماء" للدكتورة مرفت صادق.. قال الناقد السوري محمد غازي التدمري إن الرواية هي الأولي للكاتبة. لكنها تخطت مراحل التجريب لتشتغل علي بنية روائية مالكة لأدواتها الفنية والإبداعية. وقد تنامت أبعاد الرواية أفقياً علي مسار سياق روائي متقن. ينهض علي تكوين لغة روائية نشطة. أضافت إلي الصراع الدرامي الذي يجرِّد الواقع وينتقده من أجل الوصول إلي الحرية المنشودة حرية الوطن والمواطن. وذلك من خلال مواكبة واقعية وميدانية لثورة 25 يناير. والاندماج الواقعي مع الداخل النفسي الثائر علي الظلم والفساد. في وحدة الهم. مما يجعل الرواية خطوة متقدمة علي مستوي المضمون الإنساني والاجتماعي والانتقادي السياسي. وعلي مستوي الشكل الفني الذي حافظ علي ثقافة لفن الروائي. ومصطلحاته الفنية. كاشفاً عن قامة روائية مبدعة. وأشار الشاعر ناصر رمضان عبدالحميد إلي أن الرواية تتكيء علي السيرة الذاتية. وهي سيرة ذاتية.. لكن المبدعة مزجت بين الهم العام والهم الخاص. فهي ليست تجربة حياتية تتعلق بالمبدعة. إنما هي قصة جيل عاني في ظل حكم امتد علي مدار ستة عقود. وإن أشادت الكاتبة بعبدالناصر. وعرضت ثورتي يناير ويوليو. وما بينهما من أحداث. ويجد فيها القاريء متعة اللغة والسرد. وتقنيات الرواية المعاصرة. ولاحظ د.جمال عبدالعظيم أن الكاتبة أجادت تصوير المشاعر الإنسانية للمرأة في لحظات القوة والقدرة. وأجادت لتقابل بين شخصيتي الرئيس السابق والزوج كامل. ورحيل كليهما. وتتقن الكاتبة المنحني الرومانسي في السرد من حيث الموقف واللغة والإحساس. ومح القاص أشرف خليل إلي أن الرواية تكشف عن روائية تجيد الحكي القصصي بأسلوب سلس. ولغة سهة. مما يتيح لجبهة عريضة من القراء الاستمتاع بالحكاية أو الحدوتة. التي أعطتنا المتعة والبهجة. وقال الناقد رمضان عبدالله إن الكاتبة حاولت إبداع عمل يوازي بين الواقع المتماهي والواقع الروائي. ويقرب بين جيل ثورة يوليو وجيل ثورة 25 يناير. وما له من وعي وحراك اجتماعي وثقافي وطبقي. وتقدم الرواية البطلة بلغة الأنا مع تواز يتماشي مع ثورة يناير. تعتمد لغة الرواية علي الجملة البسيطة. كما تقدم نموذج البطلة التي تحافظ علي دينها. حيث تطيع الزوج رغماً عنها. رغبة في استحواذ الرجل. كما تحاول الرواية صنع تواز بين الزوج الظالم كامل. ونهاية الحاكم مبارك. والسؤال هو: هل مصير الإنسان الفرد يوازي مصير دولة من حيث الظلم والقهر والاستبداد. وتحدثت القاصة إسراء الديك عن بداية الرواية. فقالت إنها مواكبة لأحداث ثورة 25 يناير. مما يدل علي معايشة البطلة للأحداث الجارية حولها. وفاعلها معها. وتأملها مشهد الشهاب. وربطه بثورة يوليو. استطردت الساردة في تفاصيل الميدان وأحداثه. وقد تميز الحوار بالتماسك والتعبير عما في داخله من مشاعر وأحاسيس. وعموماً. فقد عبرت الرواية عن حالة إبداعية متميزة. ولغة بسيطة. وأسلوب سلس وعذب.