حدث تلقائي. يقع كل عام في اتحاد الكتاب. ويمر كأن شيئاً لم يكن. إلا هذا العام. فقد تحولت كل الأنظار إليه. بعيداً حتي عن انتخابات التجديد النصفي التي ستجري الجمعة الأخيرة من هذا الشهر. تمثل هذا الحدث في إعلان الفائزين بجوائز الاتحاد وتحديداً جائزة التميز التي انشئت منذ سنوات لتمنح لكبار المبدعين عطاء وتفرداً لاسنا طبعاً!! وحصل عليها رموز الاتحاد من امثال د.كمال نشأت ود.حسن فتح الباب وخيري شلبي وعبدالغفار مكاوي ومحمد محمود عبدالرازق وعبدالمنعم عواد يوسف وفؤاد حجازي.. وكان متوقعاً.. طبقا لترشيحات لجنة الجوائز ان يحصل عليها هذا العام كاتبة رائدة ومهمة وقامة ابداعية عالية هي فوزية مهران.. لكن جري تصويت في مجلس الاتحاد أدي لاستبعادها وحصول كاتب آخر عليها. بالاضافة إلي د.يوسف نوفل الذي حظي بما يشبه الاجماع. قامت الدنيا ولم تقعد بسبب استبعاد "فوزية" بصفتها الاجدر بها بدون منازع وثارت معركة علي "النت" لكن حين اردنا ان نوثق هذه المواقف ونقدم الرافضين والمؤيدين لهذه النتيجة. تملص البعض من الكتاب وتهربوا من الاجابة.. فعلا.. انهم أصحاب موقف!! ونحن نطرح الآن خلفيات القضية من خلال د.مدحت الجيار رئيس لجنة الجوائز.. ثم آراء المؤيدين والمعارضين للنتيجة. * د.مدحت الجيار: بصفتي رئيساً للجنة الجوائز أقول ان اللجنة بريئة من الاتهامات التي وجهت إليها لأن جائزة التميز يقرها مجلس الإدارة وبالتالي ما تم في الجلسة الأخيرة لم يكن من عمل اللجنة بل اقتراح تقدم به الزميل حسن الجوخ عضو المجلس ووافق عليه بعد التصويت مجموعة كبيرة من الأعضاء في حين كانت اللجنة قد رشحت الاستاذة فوزية مهران ود.يوسف نوفل لنيل الجائزة ولكن للأسف تم تغييب إرادة اللجنة بأخذ التصويت بحصول رفض يدوي علي هذه الجائزة وكنا نتمني من المجلس الموقر اعتماد نتائج لجنة الجوائز التي بذلت جهداً كبيراً للوصول إليها.. ولو راجعنا الاسماء التي حصلت عليها لوجدنا مصداقاً لهذا القول. لجنة الجوائز تحكم في ثلاث جوائز تخص الاتحاد وست جوائز يشرف عليها اتحاد الكتاب وينفق عليها الذين يعلن عن الجائزة باسمائهم مثل د.عبدالغفار مكاوي. ود.حسن البنداري. وبهاء طاهر. ويوسف أبورية. وعلاء الدين وحيد وهذه الجوائز لم يعترض عليها أحد لأنها وفق تقارير من محكمين موضوعيين ومن جهات مختلفة وبالتالي لاقت الأسماء التي فازت قبولا عند باقي الزملاء بالمجلس. أما جائزة التميز تختار السيرة الذاتية والعلمية والأدبية للمرشح وتجمع المعلومات من كل الاماكن التي يمكن ان تعرف شيئا عن المرشح وبالتالي تدخل هذه الجائزة في عداد الجوائز الصعبة وهذا العام رشحنا عن النقاد د.يوسف نوفل وقد وجد قبولا وفي الأدب رشحنا الاستاذة فوزية مهران. وهنا بدأ الاختلاف وطلب الجوخ ترشيح رفقي بدوي ووافق علي هذا الترشيح الزملاء ربيع مفتاح ومصطفي القاضي وأحمد عبدالرازق أبوالعلا والمنجي سرحان ود.مرعي مدكور وغيرهم وتم التصويت حول فوزية مهران ورفقي بدوي فحصل رفقي بدوي علي صوتين زائدين علي فوزية مهران وبالتالي اصبحت النتيجة ملزمة للجنة الجوائز ان تعلن عنها فليس من حق اللجنة ان تخالف رأيا لمجلس الادارة وهنا لابد ان نعيد علي اسماع الزملاء انه علينا ان نحترم ترشيحات لجنة الجوائز في جائزة التميز لأننا نظل طوال العام نجمع تواريخ وسير الشخصيات حتي يرتضي ضميرنا اسمين فاعلين في تاريخ الحياة الثقافية وهذا ما كان في د.يوسف نوفل وفوزية مهران.. أما ما يحدث من اتهامات فمردود عليها في مكانها.. شرحت فقط آليات عمل لجنة الجوائز ليفهم الزملاء ما خفي عنهم. حصص تموينية * د.عيد صالح: مع ان اجمل قصيدة وقصة مسرحية لم تكتب بعد إلا انه لا أحد ينكر ما للجوائز من اغراءات الاعتراف والشهرة وتتويج رحلة المبدع والأهم هو ما يصاحب تلك الجوائز من إلقاء الضوء علي أعمال الكاتب والتعريف به. وبالتالي تتسع دائرة قرائه وان كان تضعه في دائرة المسئولية ومحك المقارنة والمنافسة. لكن ما صاحب الجوائز في السنوات الأخيرة من مجاملات وتربيطات ولوبيات وأشياء كثيرة غير الجودة والتميز كمرض المبدع أو حاجته لقيمة الجائزة وبالتالي تتحول إلي صندوق اجتماعي. كل ذلك قلل من قيمة الجوائز وقل اقبال المبدعين علي الاشتراك فيها ولا أحب ان اذكر بواقعة أحد الكتاب الذي دخل علي أعضاء لجنة الجائزة وفي يده مسدس وهدد اللجنة بالانتحار ان لم يعطوه الجائزة!! وكثير من الاعمال الفائزة كانت الاعمال الوحيدة المقدمة أي لم يكن هناك منافس حتي لو كانت جيدة ولا ننسي نكتة الفائز المكرر وتقسيم الجائزة والقائمة القصيرة والعوامل السياسية والجغرافية كالحصص التموينية!! ومن ثم لم أعد اتابع المسابقات المحلية والعربية والعالمية. * سمير الفيل: اعتقد انه من الضروري ان نرتفع بمستوي جوائز اتحاد الكتاب في مصر واتوقع ان يكون هذا "الحادث" فرصة للتأكيد علي ضرورة الالتزام بالشفافية وان تكون الأمور في نطاق تكافؤ الفرص.. يشعر المرء بالغضب ان هناك من العقول من يحتفظ بأشكال قديمة من التعامل مع الشأن الثقافي.. ليت أعضاء مجلس الإدارة يترفعون عن الانزلاق في مثل هذه الاشكاليات وان ينتبهوا للدور المهني.. أما ما يحدث وما حدث ويخص توزيع الجوائز الأخيرة فبحاجة شديدة للمراجعة.. اتحدث عن قاعدة عامة ولا اتوقف كثيراً امام الموقف الأخير فربما كانت هناك أسباب لا نعلمها أدت لهذا الموقف الذي اثار غضب الكثيرين وهو ما تزامن مع انتخابات التجديد النصفي والمقرر عقده يوم 29 مارس الجاري. * محمد عبدالحافظ ناصف: نتمني ان يكون الجدل حولها الآن موضوعياً وبعيداً عن معركة تكسير العظام في انتخابات اتحاد الكتاب وان تكون مراحل تحكيمها موضوعية ولا تخضع لأي ضغوط أو مصالح وعلي المحكمين الاعتذار في حال استشعار الحرج وقد فعلت ذلك حين وصلتني أعمال اصدقائي للتحكيم فيها واعتقد ان اغلب من فازوا بها يستحقونها هذا العام ولست مع من أثاروا زوبعة ضد رفقي بدوي لحصوله علي جائزة التميز وأري ان الأمر لا يتعدي توجس عودة بعض رموز المجلس القديم والذي يعتبر رفقي أحدهم ويري من يحلمون برئاسة الاتحاد ان رفقي عاد بقوة لمناصرة سلماوي الذي له الفضل في دعم ميزانية الاتحاد بما يقرب من 22 مليون جنيه لذا وجب تشويه صورته واسقاطه مثل الدورة السابقة وبعيداً عن ذلك أري ان بدوي يستحق ككاتب قصة قصيرة ومتميزة وهوأحد أهم من كتبوا في السبعينيات وعلي من يريد ان يعرف ان يعود لاعماله.. وسعيد ايضا بفوز د.يوسف نوفل وهو يستحق وارجو ان يعطي الرجل حقه ولا يضيع في زوبعة الانتخابات ورفض ترشيح رفقي بدوي وتشويه الجائزة كي يسقط في الانتخابات والحمد لله انني لم اترشح في هذه الدورة فالمناخ سييء جداً والعمل العام لم يعد يشجع والكذب والتلفيق سيد الموقف في مصر الآن. عجائب!! * ماجد أبادير: المشكلة الأساسية تكمن في الضمائر وفي لجان التحكيم فمنذ سنوات قريبة أهدي أحد شعراء مصر الكبار والذي كان علي رأس لجنة تحكيم إحدي الجوائز.. الجائزة لنفسه!! أليس هذا من العجب أي ثقة يمكن ان نطمئن لها والأمر هكذا؟! وللأسف ان مناخ الساحة الأدبية في مصر غير صحي فهو مريض بامراض عضال منها الشللية ومنها الانانية ومنها عدم القبول لأي إبداع أصيل وكأن كل اديب لا يقرأ سوي لنفسه.. أما ما اثير علي صفحة الاتحاد من صراعات حول جائزة الاتحاد ولمن ذهبت إليه فقد تباينت بين مؤيد ورافض.. قرأت معظمها وكنت أقرأ ما بين السطور فالمؤيد كان يري أن ننظر للأمر علي أنه عمل أدبي وأن نصوت جميعاً عليه وهناك من قال ان الفائز يستحق والمعارض كان يري أن النصاب القانوني لم يكتمل وان اللجنة عرضت الأمر في غفلة من الزمن وكان من الممكن الانتظار لبعد الانتخابات حتي لا تتأثر اللجنة بها. خلاصة القول لابد من اكتمال جميع العناصر التي تناولتها الزملاء حتي يكون هناك شفافية وحياد كامل. * ميرفت أبوبكر: حصلت علي جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل ولم يكن يعرفني أحد وهذا من سنوات طويلة.. ربما لأن الجائزة كانت للمبتدئين فلم يكن بها تربيطات أو غيرها أما ما يحدث علي الساحة مؤخراً فهو تربيطات وشللية وأزمة إبداعية وكأن كل الأمور تتكاتف لقتل الابداع والمبدع معاً.. وهذا ضد مصلحة الثقافة وضد مصلحتنا ككتاب وكمصريين.