المساجد الأثرية في القاهرة التاريخية مازالت معرضة للنهب والسرقة فسرقة منبر مسجد قايتباي الرماح الأثري لم يكن الأول ولن يكون الأخير ففي عام 2008 سرقت ثلاثة منابر شبابيك لمساجد أثرية مرة واحدة منها مسجد الطنبغا المرداني ومسجد حاتم البهلوان وسبيل رقية داود .. وهذه المنابر الأربعة من أقدم المنابر في مصر. وعلي الرغم من المسئولية في هذه السرقات مشتركة بين وزارة الأوقاف والأعلي للأثار إلا أن الكل يتجاهل هذه المسئولية تاركين هذه المساجد الأثرية مفتوحة علي مصاريعها دون رقابة حتي وقائع السرقة دائماً يتم اكتشافها بالصدفة!! قامت "المساء" بجولة علي بعض المساجد الأثرية بالدرب الأحمر والجمالية والدراسة وميدان الظاهر فوجدنا حالتها متردية فالقمامة ومخلفات الحيوانات تعلو أسوارها ورغم ما حدث مازالت هذه المساجد دون رقابة!! في مسجد السلطان برقوق وجدنا الأبواب مفتوحة والأطفال يلعبون في فنائه وبعض السائحين يقومون بالتجوال وبتصويره من الداخل رغم أن حالة جدرانه سيئة نتيجة الإهمال وعدم وجود أي موظف من وزارة الأوقاف أو المجلس الأعلي للأثار لمنع العبث بمثل هذه الأماكن .. فقد فوجئنا ببعض الشباب يتسلق سور هذا المسجد التاريخي من الخلف ويقفز داخله في "عز الظهر" ولم يمنعهم أحد وليس معروفاً هويتهم!! في مسجد الأمير الأثري بمنطقة قايتباي والذي يقع علي أطراف شارع الأوتوستراد من عند كوبري الفردوس فهو نموذج الإهمال والصورة هناك لا تحتاج إلي رتوش .. حيث وجدنا تراكماً من مخلفات الهدم في كل مكان بفناء المسجد مما يثير اشمئزاز الناظرين ومع ذلك فإن هذا المشهد لم يحرك ساكناً للمسئولين حتي أصبحت المساجد سكناً للخفافيش!! الصورة لم تختلف كثيراً في مسجد الأشرف فأكوام القمامة تعلو أسواره التي أصبحت مرتعاً للحشرات والكلاب والقطط الضالة.. فأهالي المنطقة اتخذوا أسواره وللأسف كمقلب للمخلفات رغم حضور السائحين إلي مثل هذه المساجد يومياً!! وعلي الرغم من أن بهذا المسجد مقابر أثرية في فنائه الخلفي مما يجعله مكاناً لجذب السائحين ومع ذلك وجدناه مهملاً تماماً وكل أبوابه مفتوحة علي مصاريعها دون رقيب!! استمرت المساء في جولتها حتي وصلنا إلي مسجد وسبيل أخت الأمير بمنطقة الدراسة رغم مساحته الشاسعة .. إلا أن الاتربة تعلوه وجدرانه وحوائطه متآكلة ومخلفات هدم المباني لا نعرف من أين جاءت فهي متناثرة بفناء هذا المكان الأثري بصورة تدعو للحزن والأسي. مسجد الظاهر بيبرس بميدان الظاهر لا يختلف كثيراً عن باقي المساجد المهملة وأن كان بدأ ينال حظه من الاهتمام حيث يقومون الآن بترميمه ولكن ببطء شديد!! عدت من جولتي وأنا أتمني أن تنال هذه المساجد والأماكن الأثرية ما تستحقه من اهتمام بدلاً من ترك السائحين يصورونها علي حالتها هذه ويعرضونها علي العالم!!