فتحت واقعة سرقة منبر مسجد «قانيباي الرماح» الأثري ضرورة الكشف عما حدث خلال العامين الماضيين من أعمال سرقة منظمة قامت بها عصابات متخصصة في سرقة المساجد الأثرية في القاهرة وتعد هذه الواقعة ليست الأولي والأخيرة لسرقة منبر أثري فلقد سرق العديد من المساجد الأثرية العريقة دون انتباه الأوقاف والآثار لهذه الوقائع وهذا تنفرد به «روزاليوسف» من خلال تقرير سري وخطير حصلنا عليه يؤكد تعدد أعمال السرقة في أماكن متفرقة بالقاهرة الفاطمية.. المئات من القطع الفنية النادرة التي صنعها العمال المهرة من مصر وتركيا والشام في أزهي العصور الإسلامية التي شهدتها قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.. للأسف سرقت وبيعت إلي تجار الآثار بأسعار باهظة وأخري زهيدة. هذا ما أكده التقرير الموجود تحت أيدينا والذي كشف عن تعرض 117 مسجدًا أثريا انتبهت إليها الأوقاف والآثار بعد وقائع السرقة المتكررة والتي ركزت عليها مافيا الآثار الإسلامية.. من خلال القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري وتحديدا في منطقة الدرب الأحمر التاريخية حيث أكد التقرير سرقة منابر أثرية وكراسي ومقاعد للمصاحف ومعظمها مطعم بالعاج والنحاس ومن هذه المساجد «المرواني» و«جانم البهلوان» و«الأشرف برسباي» ومسجد «الهياتم» حيث تم تغيير منبره الأثري بمنبر عادي ومسجد «قانيباي» ومسجد خانقاه الأشراف برسباي ومسجد الوفائية إضافة إلي وجود منبر أثري غير مدون بالكشوف الأثرية في مسجد الشيخ علي المطهر وتمت سرقة كرسي المصحف وقطع النحاس من باب المنبر الأمامي. وكشف التقرير عن دق ناقوس الخطر في المسجد الذي سرق منبره مؤخرًا وهو قانيباي الرماح الذي لا يوجد فيه عمال ولا توجد به حراسة بعلم الآثار والأوقاف معا وقد أخلي وزير الأوقاف مسئولية الوزارة عن هذا المسجد تحديدا بأنه في حوزة الآثار منذ عام 1993 . وكشف التقرير للأسف عدم وجود حراسة من قبل الآثار إضافة إلي استيلاء بعض الأهالي علي العديد من المساجد وتحديدا في مسجد المسبح باشا في شارع صلاح الدين حيث تبين للجنة التفتيش وجود ماكينة فرم لحوم وبوتاجاز وتعد علي أسوار المسجد بمعرفة عامل المسجد. وأكد التقرير الصادر أواخر عام 2008 عن وجود أعمال سرقة لمعظم أجزاء المنابر الأثرية في عدد كبير من المساجد بجميع أنحاء القاهرة الكبري والذي لا يدع مجالا للشك في وجود تشكيل عصابي منظم قام علي مدار السنوات الماضية وفي ظل الغياب الكامل للمسئولين بسرقة المحتويات الأثرية النادرة في المساجد الأثرية. ومن أغرب الملاحظات التي رصدها التقرير وجود أسر بالكامل تسكن في بعض المساجد، إضافة إلي قيام عامل بصنع صندوق نذور خاص به في مسجد عقبة بن عامر والذي سرق منبره الأثري أيضا. ورصد التقرير وجود فاترينات للمشروبات وأكشاك لبيع الشاي والقهوة ومخازن للحديد قام بها الأهالي في ظل غياب المسئولين. والتقرير الذي ننفرد بتفاصيله علي الرغم من مرور عامين عليه إلا أن الملاحظات التي وردت فيه لم يأخذها المسئولون باهتمام شديد مرعاة لبيوت الله في الأرض والتصدي بيد من حديد لأشخاص انعدمت فيهم الضمائر وأصبحوا لا يفرقون بين بيوت الأشخاص وبيوت الله التي يجب أن تصان من أعمال السرقة والتعدي.