شهد السوق الخيري الذي نظمته جمعية الشابات المسيحيات هذا الأسبوع إقبالاً كبيراً من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار لشراء المعروضات المتنوعة من المشغولات اليدوية والسجاد والتحف وغيرها من السلع التي أنتجتها مجموعة من الفتيات والسيدات اللاتي واجهن البطالة من خلال الاتجاه إلي العمل الحر وتعلم الحرف المختلفة وإقامة مشروعات صغيرة حققت أحلامهن وزادت من دخولهن بدلاً من انتظار وظيفة "ميري" لن تأتي في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها حالياً. التقينا مع عدد من هؤلاء السيدات والفتيات: تقول بسنت صلاح بكالوريوس تجارة: كنت أعمل سكرتيرة للدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي وبعد الزواج تركت العمل المكتبي واتجهت إلي العمل الحر من خلال تنفيذ مشروع للمشغولات اليدوية علي الغازات واللوحات التي تتراوح أسعارها من 120 إلي 150 جنيهاً للفازة الواحدة وهي منتجات الكريستال أما اللوحات فأسعارها ما بين 500 إلي 600 جنيه. أكدت أن العمل الحر أفضل من أي عمل خاصة بالنسبة للمرأة.. وتنصح الفتيات بالاتجاه إلي إقامة مشروعات صغيرة بعد اكتساب مهارة إحدي الحرف. تقول مروة محمد مرسي بكالوريوس تجارة دفعة 1998: بعد حصولي علي المؤهل الجامعي لم أفكر في الوظيفة الميري علي الاطلاق لأنها ببساطة مضيعة للوقت واتجهت علي الفور لإقامة مشروع صغير تكلف 20 ألف جنيه استطعت ادخارها طوال سنوات الدراسة.. وبدأت بمشروع إنتاج زيت الزيتون وإنتاج الجلاليب والمفارش والمنتجات السيناوية. في البداية واجهت مشاكل وخسرت مالياً ولكن بمرور الوقت تمكنت من تسويق الإنتاج بشكل كبير واستطعت تعويض خسائري بل وتحقيق أرباح. تطالب بضرورة السماح للمنتج المصري الصغير بالاشتراك في معارض خارجية بهدف زيادة الصادرات المصرية وتشجيع الشباب علي الاتجاه للمشروعات الصغيرة. أما صفاء علي بكالوريوس تجارة دفعة 1998 فتقول: إنها تزوجت من طبيب عيون رفض السماح لها بالعمل وطلب منها أن تتفرغ لتربية أولادها حتي تخرجوا في كليات الهندسة.. وبعدها شعرت بفراغ كبير في حياتها ففكرت في مشروع الحلي والاكسسوارات وقامت باستغلال غرفة في منزلها لإقامة هذا المشروع. أضافت شاركتني في البداية أخت زوجي.. وكان من باب التسلية وليس الجد.. ولكنني بعد ذلك أخذته في الاعتبار وكنت أشتري الخامات من خان الخليلي وأقوم بإنتاج الاكسسوارات التي يقبل عليها السياح والمجتمع الراقي وحققنا مكاسب كثيرة. تطالب بتشجيع تصدير هذه المنتجات لأنها ستضرب عصفورين بحجر واحد الأول زيادة الصادرات والثاني تشجيع المصريين علي الإنتاج. تتفق معها ليلي صلاح كيميائية تحاليل طبية بالمعاش وتؤكد أنها بعد خروجها علي المعاش قررت إقامة مشروع لإنتاج التحف بالكريستال وفازات وقطع ديكورية.. وحققت مكاسب كبيرة من تسويق هذا الإنتاج بالاضافة إلي أنها شغلت أوقات فراغها في عمل مفيد لها وللمجتمع. الإنفاق علي الجمعية تقول إيمان لطفي مدير عام جمعية الشابات المسيحيات إنها تحرص علي إقامة السوق الخيري سنوياً من أجل توفير موارد مالية للانفاق علي الأنشطة التي تقوم بها الجمعية مثل مبني الطالبات المغتربات بالتحرير والتدريب المهني وفصول محو الأمية وبرامج الكفيفات والصم والبكم. أشارت إلي أن العديد من سفارات وقنصليات الدول الأجنبية تشارك في هذا السوق ولكن هذا العام فقط وبعد الثورة انعدمت هذه المشاركة. نيفين لورانس رئيس مجلس إدارة الجمعية تقول: حرصنا علي تنظيم دورات تدريبية علي إنتاج السجاد اليدوي والمشغولات.. وتعليم الأمهات اللاتي لديهن أطفال معاقين مهنة أو حرفة لعمل مشروع صغير. أشارت إلي أن الجمعية تسعي أيضا لتوفير فرص عمل للشباب خاصة ما يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة.. وذلك لشغل أوقات فراغهم لأن لديهم طاقة فائقة لابد من استغلالها. جيهان باقي مدربة أعمال بجمعية الشابات المسيحيات قالت: أتولي مسئولية تدريب الفتيات المعاقات علي الكمبيوتر واللغة الإنجليزية وذلك بطريقة تربوية نظراً لأنني حاصلة علي دبلوم تربوي ومن أهم سمات المدرب التي يجب أن يكون عليها أمرين هامين وهما الصبر وحب هذه المهنة التطوعية. تؤكد مادونا وصفي "18 سنة" أنها تعلمت جميع المشروعات من الخزف والصيني وذلك من خلال التدريب حتي تمكنت من إعداد الاسطمبات الخاصة بالخزف مما أتاح لها فرصة الاشتراك في هذه الأسواق. تري مني فايق مدير مركز الرجاء لذوي الإعاقة بالجمعية: أن تعليم المهنة للطفل المعاق مهم للغاية لأنه يساعد الأمهات والأسر الفقيرة من خلال مراكز المجتمع المدني. أشارت إلي أنه يمكن إعداد مشروع صغير برأسمال 500 جنيه فقط. أضافت : مشكلة البلطجة بصفة عامة لا تحل إلا بحل مشكلة البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب والدفع بهم للصحراء لتحويلها إلي أراض زراعية حتي تتمكن الدولة من تغيير السلوك الذي يعاني منه المجتمع بأسره. التجربة الألمانية يقول أشرف حلمي مدير تدريب الأطفال المعاقين إن الأطفال شاركوا في السوق الخيري من خلال عرض منتجاتهم المستوحاة من البيئة. يطالب الحكومة بتنفيذ التجربة الألمانية الخاصة بإقامة معسكرات خاصة بالأطفال المعاقين لتدريبهم علي إقامة مشروعات صغيرة وتسويق هذه المشروعات. التقينا مع عدد من المترددات علي السوق.. تقول ساندرا وليم بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: إنها تفضل التردد علي الأسواق الخيرية نظراً لأنها تتضمن منتجات راقية ومختلفة مشيرة إلي أنها اشترت مجموعة من الحلي المتمثلة في "الخواتم" المصنوعة من الأحجار الزرقاء وسعرها 40 جنيها. تقول زميلتها آلاء مصطفي: إنها فضلت شراء قطعة من الخزف تعبر عن البيئة متمثلة في فلاحة تربي الكتاكيت وهذه اللوحات أو القطع الخزفية لا تراها إلا في الأسواق الخيرية لأنها تشارك فيها السفارات والقنصليات لذلك تحرص علي متابعة هذه الأسواق. تقول ليلي صبري مرشدة سياحية: يحرص السياح علي حضور مثل هذه الأسواق الخيرية وشراء الاكسسوارات والحلي والمفارش المطرزة بالرسومات العربية. "جوليانا" من فرنسا تؤكد: أنها زارت السوق الخيري نظراً لوجوده في الفندق الذي تقيم به واشترت بعض المعروضات في حدود "50 يورو" لتقديمها كهدايا لأصدقائها في بلادها. في النهاية أكد كل من عادل دياب مسئول الاتحاد الاقليمي للجمعيات وناهد عبدالرحمن مسئولة المعارض بوزارة الشئون الاجتماعية: بعد افتتاحهما السوق الخيري: ان الوزارة تقوم بتشجيع مثل هذه المعارض والأسواق الخيرية.. وهناك معرض تشرف عليه الوزارة سنوياً وهو معرض "دريانا" علاوة علي معارض الأسر المنتجة الدائمة.. كما نقوم بتشجيع الفتيات علي التدريب والمنتجات اليدوية والكروشيه وغيرها من الحرف وعرضها أيضا من خلال هذه المعارض.