قال أحمد محمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل الدولية إن تدفقات الاستثمار الأجنبي في الوطن العربي والتي بلغت نحو 100 مليار دولار لم تسهم بالقدر الكافي في حل مشاكل البطالة في الوطن العربي والتي تهدد السلم الاجتماعي مشيراً إلي أن هناك تعاوناً كبيراً في توزيعات الاستثمار التي تركز علي دول محدودة كما تتجه لقطاعات بعينها التي تتسم بسرعة جني الأرباح وغير كثيفة العمالة. قال في تصريحات علي هامش القمة الاقتصادية التي أنهت أعمالها قبل يومين بشرم الشيخ إن المشروعات الصغيرة والتي يبلغ عددها 12 مليون منشأة تمثل نحو 85% من المنشآت الصناعية بالوطن العربي لا تحصل علي التمويل المصرفي اللازم لتطورها والذي يمثل أحد التحديات الهامة التي تواجهها حيث لا يزيد نصيبها علي 12% من حجم التمويل المصرفي العربي. أشار لقمان إلي أن ثروات المهاجرين العرب التي تتجاوز 20 مليار دولار لا يستثمر منها سوي 10% فقط في المنطقة العربية مؤكداً أهمية العمل علي جذب هذه المدخرات. قال "لقمان" إن منظمة العمل العربية تشعر بالتفاؤل تجاه تفعيل صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي جاء بمبادرة كويتية أثناء القمة الاقتصادية الأولي بالكويت مشيراً إلي أن المنظمة علي وشك اطلاق برنامج لدعم قدرات تأسيس المشروعات الصغيرة وتحسين ادارتها ودعم التعليم الفني كما أن هناك برنامجاً آخر لدعم قدرات الخريجين والباحثين عن عمل. قال إن المنظمة تعد الآن لبدء حوار عربي عربي بين بلدان الارسال والاستقبال للعمالة لتحسين شروط وقواعد عملية الاستخدام وتقديم تسهيلات عامة لحركة العمالة والتشغيل. مؤكداً أن أسواق العمل العربية تحتاج إعادة تنظيم تستهدف تشغيل العمالة الوطنية أولاً ثم العربية كأولوية تالية وطالب بضرورة تعبئة الموارد الوطنية والعربية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفقاً للأسس الاقتصادية ووضع برامج لخفض معدلات الفقر والعمالة مشيراً إلي أن معدلات البطالة في المنطقة العربية تجاوزت نسبة ال 14% أي أن هناك 18 مليون عاطل عربي 60% منهم من الشباب وذلك وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن المنظمة في يوليو الماضي. من جانبه. قال عبداللطيف الحمد رئيس الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والمكلف بإدارة أموال صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة إن الصندوق اتخذ كافة الخطوات والاجراءات التنفيذية لتفعيل الصندوق حيث تم اقرار اللائحة التنفيذية له في اكتوبر الماضي وتم فتح الحساب لدي الصندوق لتلقي الدفعة الأولي من المساهمات والتي تمثل 25%. قال إن الصندوق سوف يعتمد القواعد التي تحدد أسلوب وإدارة العمل بالصندوق وأهم الأنشطة التي يقوم بها. من ناحية أخري قال الحمد إن صندوق الإنماء يتابع مشروعات الربط الكهربي العربي وإعداد الدراسات الخاصة بذلك والتي انتهت إلي انشاء مشروعات بتكاليف استثمارية تبلغ نحو 2 مليار دولار سوف يسهم الصندوق بنحو 700 مليون منها. كما قام الصندوق برصد التمويل اللازم للربط البري من خلال السكك الحديدية.