* يسأل ابراهيم الملواني صاحب شركة للتسويق العقاري بالإسكندرية: نظراً لتكاليف السفر أريد عمل أكثر من عمرة في سفر واحد لي ولغيري.. فما الحكم؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد وكيل معهد المدينةالمنورة بالإسكندرية: اختلف أهل العلم في تكرار العمرة والإكثار منها علي أقوال تدور بين الاستحباب والكراهة. فذهب إلي استحبابها جمهور الفقهاء عدا المالكية واستدلوا بأدلة نصية وعقلية منها: أولاً: ماروي أن عائشة رضي الله عنها أحرمت بعمرة عام حجة الوداع فحاضت فأمرها رسول الله صلي الله عليه وسلم أن تحرم بحج ففعلت فصارت قارنة أي بين حج وعمرة ووقفت المواقف. فلما طهرت طافت. وسعت فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم: قد حللت من حجك وعمرتك. فطلبت من النبي صلي الله عليه وسلم أن يعمرها عمرة أخري فأذن لها فاعتمرت من التنعيم عمرة أخري يأذن لها. * قال الشافعي: وكانت عمرتها في ذي الحجة أعمرها العمرة الأخري في ذي الحجة ثم أعمرها العمرة الأخري في ذي الحجة. فكان لها عمرتان في ذي الحجة. وعن عائشة رضي الله عنها أنها اعتمرت في سنة مرتين بعد وفاة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي رواية ثلاث عمر. وعن ابن عمر رضي الله عنها أنه اعتمر أعواماً في عهد ابن الزبير مرتين من كل عام ويستأنس لمشروعية تكرار العمرة في سفرة واحدة بعموم حديث "العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما".. وقال به جمهرة من السلف الصالح رضي الله عنهم منهم: علي وابن عمر وابن عباس وأنس وعائشة ومن التابعين طاوس وعكرمة وعطاء. فقد روي عن علي في كل شهر مرة. وكان أنس إذا حمم رأسه خرج فاعتمر. وقال عكرمة: يعتمر إذا أمكن الموس من شعره. ويري الحنابلة: يستحب الإكثار من الاعتمار وبهذا وضح مشروعية تكرار العمرة واستحبابها في سفرة واحدة مع مراعاة الإحرام من التنعيم. * يسأل مصطفي القصيف مدير مركز الوطن لحقوق الإنسان: بم ينعقد الاحرام بالحج هل بالنية فقط.. أم بالتلبية؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمه أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: أجمع العلماء علي أن الإحرام فرض عين علي من مر بالمواقيت يريد الحج أو العمرة. فإن تركه بطل نسكه.. واتفقوا علي أن الإحرام لا يكون إلا بالنية. ولا خلاف في أن الحج يجب بخمسة شروط الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والاستطاعة. واتفقوا علي أن الحج فرض علي المسلم الحر العاقل البالغ الصحيح المستطيع. والمرأة كذلك ويحج معها ذو محرم أو زوج. أو رفقة صالحة واختلفوا في أي شيء ينعقد به إحرامه؟ هل بالنية فقط أم بالنية مع التلبية أم سوق الهدي مع التلبية؟ والراجح أن إحرامه ينعقد بالنية فقط علي ما قاله جمهور الفقهاء عدا الحنفية. واستدلوا بأدلة منها قوله صلي الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي". فالنية أصل الأعمال القولية والفعلية. وأن النية عبادة ليس في آخرها نطق واجب فلم يكن في أولها كالصيام. والمعتبر فيه والدخول في حرمات الحج أو العمرة المنسحبة حكماً لآخر النسك. أما غير النية كاجتناب محظورات الإحرام من الترفه والمباشرة الجنسية والعلاقة الزوجية والصيد البري. فهو واجب علي حدة. وكذلك التلبية فهي واجبة بمفردها. وعلي هذا فالإحرام ينعقد بالنية وحدها دون ارتباطها بشيء آخر. مع العناية بإخلاصها لله عز وجل فيكون القصد والامتثال لأمر الشارع بأداء شعيرة من شعائر الله تعالي "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب". "فاعبد الله مخلصاً له الدين" وليس لغرض دنيوي يؤثر في القبول والمثوبة والقول بانعقاد الإحرام للحج أو العمرة بالنية فقط فيه يسر "وماجعل عليكم في الدين من حرج".