خلال 150 سنة الماضية تولي حكم مصر ثلاثة يحملون لقب خديو.. وواحد كان سلطاناً واثنان حملا لقب ملك وأربعة كانوا رؤساء جمهورية. خمسة منهم تم خلعهم من سلطة الحكم.. الأول الخديو إسماعيل الذي تم خلعه في 26 يونيه سنة 1879 بعد أن ساءت حالة البلاد الاقتصادية وأصبحت مديونة لبنوك كثيرة ومرابين أجانب وسلطات حكومية في أنحاء العالم.. وقامت بريطانيا وفرنسا بنصح الخديو إسماعيل بتنازله عن العرش لابنه توفيق ولكنه رفض وحاولت العناصر الوطنية المصرية إقناعه بالاستقالة فرفض.. ولكن الباب العالي وجد في هذه الصيحات فرصة لعزله وأرسل إليه برقية قال فيها "لما تبين أن بقاءكم علي الحكم يزيد من المصاعب الحالية فقد أصدر جلالة السلطان إرادته بناء علي قرار مجلس الوزراء بإسناد منصب الخديوية في مصر إلي صاحب السمو توفيق باشا.. وعليه أدعو سموكم منذ تسلمكم هذه الرسالة إلي التخلي عن حكم مصر". وبالفعل رحل الخديو إسماعيل بعد تسلمه الرسالة بأربعة أيام. أما الثاني الذي تم خلعه فهو الخديو عباس حلمي الذي سافر إلي اسطنبول في 20 مايو سنة ..1914 وبعد أقل من ثلاثة أشهر بدأت الحرب العالمية الأولي.. وعندما قرر الخديو العودة إلي مصر تلكأت السلطات البريطانية في الرد عليه والتصريح بعودته ثم فاجأته في 19 ديسمبر 1914 بقرار وزارة الخارجية البريطانية بخلعه عن العرش فأصدرت بياناً قالت فيه إن عباس حلمي باشا انضم إلي أعداء ملك بريطانيا العظمي وبالتالي رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوية مع عرض المنصب السامي بلقب سلطان مصر علي سمو الأمير حسين كامل باشا نجل الخديو توفيق باعتباره أكبر أفراد الأسرة العلوية. المهم أن الخديو عباس لم يعترف بهذا الخلع لأنه لم يصدر من سلطان تركيا وباعتبار أن ولاية مصر تكون لأكبر أنجال الوالي طبقة.. طبقة وبالتالي فإن خلعه يعد باطلاً.. وعندما أعلنت بريطانيا تصريح 28 فبراير سنة 1922 ومنح مصر الاستقلال.. تجاهلت بريطانيا أي احتجاج للخديو عباس واعترفت بأحمد فؤاد الذي تولي سلطنة مصر بعد وفاة السلطان حسين كامل.. وصار لقبه ملك مصر.. ووضع الملك فؤاد نظاماً لتوريث العرش.. غير أن الخديو عباس ظل علي عدم اعترافه بشرعية الملك فؤاد ولا بنظام التوريث.. وإن رضخ في النهاية واعترف بشرعية الملك فؤاد وأرسل له خطاباً وجدانياً بعد وساطة رئيس الوزراء إسماعيل صدقي واعتمدت له مخصصات مالية طيلة حياته. أما الحكام الثلاثة الذين تم خلعهم فقد كانوا الملك فاروق والرئيس محمد نجيب والرئيس حسني مبارك.. ولكل منهم حكاية من حكايات كل عصر..