في 19 ديسمبر سنة 1914 أصدرت سلطات الاحتلال البريطاني قراراً بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني خديوي مصر ومنعت عودته .. حيث كان في زيارة لتركيا .. وأعلنت انتقال الحكم إلي السلطان حسين كامل باعتباره أكبر أفراد الأسرة العلوية طبقاً لفرمان سلطان تركيا الذي ينص علي أن ولاية مصر تنتقل إلي أكبر أولاد محمد علي باشا من الذكور وأولاد أولاده ولكن الخديوي عباس لم يعترف بهذا الخلع لأنه لم يصدر من سلطان تركيا .. وهو لم يكتب اقراراً بتنازله عن عرش مصر .. وسافر إلي سويسرا وظل يعتبر نفسه هو الخديوي الرسمي .. ولكن السلطات البريطانية لم تعبأ بكل ما كان يقوله. وفي 15 مارس بعد إعلان 28 فبراير سنة 1922 الذي الغي الحماية .. أعلنت بريطانيا أنها تعترف بأحمد فؤاد الأول ملكا علي مصر. ويقول إسماعيل صدقي باشا في مذكراته انه في عام 1930 كان رئيساً للوزارة أنه ظهرت مشكلة كانت تؤرق الملك أحمد فؤاد هو أن عباس حلمي الثاني لم يتنازل عن السلطنة ولا يعترف بخلعه. وبدأ يجري مفاوضات مع الخديوي عباس من خلال سكرتيره عبدالله البشري بك لاقناعه بكتابة وثيقة التنازل عن العرش .. ورضي أن يكتب هذه الوثيقة بدافع الوطنية والحب .. ولكنه طالب بتعويض ولكن الحكومة والاحتلال والملك فؤاد رفضوا دفع أي تعويضات .. ولكن الخديوي قال إنه مفلس .. لأنه لم يهرب أمواله إلي الخارج .. وكل ما كان معه بدأ ينضب .. وقررت الحكومة أن تدفع له معاشاً سنوياً قدره 30 ألف جنيه حفاظاً علي كرامته في أوروبا وكرامة البلاد التي كان يتولي عرشها وقررت الحكومة أن هذا المعاش لا ينسحب علي الماضي ولا يصرف بآثر رجعي .. كذلك لا يصرف لأي من ورثته بعد وفاته.. وكان الخديوي لايتخذ من سويسرا مقراً دائماً ولكنه كان دائم التنقل بين تونس والجزائر كما ذكر إسماعيل صدقي المهم أن الخديو عباس عندما كتب وثيقة التنازل لم يفكر في احداث قلاقل في مصر.. ولم يسلط بلطجية أو من يثيرون الفتن ولكنه أكد علي اقراره بأن الملك أحمد فؤاد هو ملك مصر الشرعي وأنه تنازل عن كل دعوي علي عرش مصر وتنازل عن كل مطالبه ناشئة عن أني كنت خديوياً لمصر أياً كان وجهها سواء عن الماضي أو المستقبل. وهذا هو الفرق .. لقد ذهب وفد مصري يضم اثنين فقط لكتابة هذه الوثيقة ولم يكن لدي الخديوي أي أموال مهربة .. حتي يسهل الوفد لدي الحكومة السويسرية للحصول عليها .. أما نحن الآن بعد ثورة 25يناير نسعي بكل قوة للحصول علي أموالنا المهربة بسويسرا والمجمدة هناك.