نشرة التوك شو| بطيخ مسرطن ومشادة بين "صلاح ويورجن كلوب" وبيان لصندوق النقد    موعد مباراة ليفربول المقبلة بعد التعادل مع وست هام في الدوري الإنجليزي    عاجل.. حسام البدري يفجر مفاجأة حول عرض تدريب الزمالك    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    لأول مرة بالمهرجانات المصرية.. "الإسكندرية للفيلم القصير" يعرض أفلام سينما المكفوفين    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    أهالي الأسرى يُطالبون "نتنياهو" بوقف الحرب على غزة    مصدر أمني إسرائيلي: تأجيل عملية رفح حال إبرام صفقة تبادل    قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعشرات الانفجارات في المنطقة (فيديو)    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    ألميريا يهبط إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني بعد الخسارة من خيتافي    حالة الطقس اليوم الأحد 28 - 4 - 2024 فى مصر    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    أول تعليق من الأزهر على جريمة طفل شبرا    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    ضبط مهندس لإدارته شبكة لتوزيع الإنترنت    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    وفاة الفنان العراقي عامر جهاد    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    لميس الحديدى: نعمت شفيق تواجه مصيرا صعبا .. واللوبي اليهودي والمجتمع العربي"غاضبين"    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



37 عاماً علي زلزال أكتوبر.. الذي حطم الغطرسة الإسرائيلية [4] مدير جمعية المحاربين القدماء ل "المساء": رعاية طبية شاملة لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية طوال العام
نشر في المساء يوم 06 - 10 - 2010

37 عاماً مضت علي ذكري أعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ العسكري العالمي.. سجله المقاتل المصري بأحرف من نور بروحه ودمائه الذكية التي روت رمال سيناء.. فالمقاتل المصري هو خير اجناد الأرض والفرد المقاتل والجندي البطل كان مفاجأة حرب 1973 هذا البطل شهد له العدو قبل الصديق.. ستظل العسكرية المصرية علي مر العصور نبراساً يحتذي به في كل العصور.. وبطولات الجيش المصري سجلها التاريخ منذ عهد مينا موحد القطرين حتي حرب أكتوبر.. سالت دماؤهم وصعدت أرواحهم في بورسعيد والإسماعيلية والسويس ودمياط والمنصورة والشرقية في قاهرة المعز والصحراء الغربية في الإسكندرية وفي جنوب الوادي قصص وبطولات سجلها التاريخ وشهد بأن المقاتل المصري هو بحق خير أجناد الأرض كما قال رسول الإنسانية صلي الله عليه وسلم.
ولم ينقطع دور فرسان العسكرية المصرية المرابطين خلف اسلحتهم في كل شبر من أرض الوطن عيون ساهرة لحماية سماء ومياه وأرض مصر الكنانة مدافعين عنها ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب أو المساس بأمن مصر الغالي..
37 عاما مضت علي ذكري أعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ العسكري العالمي.. سجلها المقاتل المصري بأحرف من نور بروحه ودمائه الزكية التي روت رمال سيناء.. فالمقاتل المصري هو خير أجناد الأرض والفرد المقاتل والجندي البطل كان مفاجأة حرب ..1973
"المساء" شاركت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب احتفالها بذكري انتصار أكتوبر 1973 فقال اللواء أ. ح. محمود الميهي مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب: الجمعية تقدم خدمات عديدة للمحاربين القدماء حيث تم تنفيذ رحلتي عمرة وحج سنوياً لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية وأعضاء الجمعية ففي هذا العام تم تكريم 12 أسرة شهيد برحلات عمرة و5 رحلات حج علي نفقة القوات المسلحة مع تقديم الرعاية الطبية الشاملة والاقامة والاعاشة لمصابي العمليات الحربية خلال الحروب المختلفة وحرب 1973 أو أثناء الخدمة بالاضافة إلي بعض مصابي وزارة الداخلية ومحدودي الاعاقة من المدنيين.
أضاف مدير الجمعية: كما تقوم الجمعية بصرف إعانات شهرياً للمصابين من ذوي المعاشات المحدودة وصرف إعانات بدل مرافق شهرياً للمصابين الذين معهم قرار قوميسون طبي بأحقيتهم في مرافق.
إعانات دورية
وقال اللواء محمود : ايضاً نقوم بصرف إعانات دورية في المناسبات القومية والدينية مثل 6 أكتوبر ويوم الشهيد ويوم المعاق العالمي وعيد الفطر وعيد الأضحي. وصرف هدايا عينية ومادية خلال الاحتفالات التي تنظمها الجمعية في كافة المحافظات خلال العام.
مشيراً إلي تكريم أعداد كبيرة معظمهم من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية في الاحتفال بيوم الشهيد في مارس الماضي كما قامت الجمعية بالمرور الشهري علي المصابين بالمستشفيات وتقديم خدمة توفير عربة تكريم الإنسان لجميع أعضاء الجمعية مجاناً
التقت "المساء" مع أسر الشهداء تقول فريدة أحمد زيدان والدة الشهيد جندي عثمان عبدالعزيز: لقد كان عثمان ابني البكري ورغم أنه قام الخدمة العسكرية وكان "رديف" تم استدعاؤه مرة أخري وسلم نفسه.
وكان عثمان يعمل في الشركة العامة للبصريات "هابي" عندما تم استدعاؤه لتأدية الخدمة العسكرية وكانت وحدته في دهشور وينزل كل شهر وفي احدي الزيارات فوجئت به ينزل قبل ميعاد اجازته وقال لي: كتيبتي مقدمتها في الطريق لسوريا وأنا سأظل هنا في مكاني حتي تصدر لنا أوامر أخري.
وبعد أسبوع واحد نزل مرتين وكانت المرة الثانية قبل حرب يونيو 1967 وقال لي: أنا مش عارف حاروح سيناء أو مكان آخر. وبعد خروجه من المنزل مباشرة فوجئت بلمبة الصالة تنفجر إلي فتات فشعرت برهبة وخوف لم أعرف سببها إلا بعد سماع نبأ استشهاده.
كان معي ابني علاء حيث وضعته من عدة أيام وإذا بنا جميعا نسمع نبأ معركة 1967. تنصت قليلاً وكأنها تسترجع شريط الذكريات وهي تمسح بمنديلها دموعها.
الله يرحم جمال عبدالناصر كان زعيماً حقيقياً وقف أمام الاستعمار وكانوا عايزين عبدالناصر والشعب المصري يركعوا لهم ولكن أبداً لم يستطيعوا ذلك.
قامت المعركة وسمعنا بالهزيمة التي جرحتنا جميعا وانتظرت ابني عثمان أن يعود وعندما لم يعد بدأنا نسأل عنه في وحدته والأماكن العسكرية والمستشفيات حتي وصلت لمستشفي الحلمية وظلت حياتنا منذ تلك اللحظة في حيرة وقلق مستمر حتي أننا ذهبنا لنسأل عنه في مقر عمله بشركة هابي.
ثم ذهبنا بعد انتهاء المعارك للإسماعيلية وزيارة مقابر الشهداء فهم عند ربهم يرزقون ولكننا لم نجد اسمه هناك وسلمنا أمرنا لله ثم فوجئنا بعد فترة ببرقية عزاء من وزير الدفاع وذهبنا إليه وقام يتسليمنا مبلغاً مالياً وذهبت إلي جمعية المحاربين والتي قدمت لي مبلغاً مالياً شهرياً. وذهبت منذ فترة إلي مدير الجمعية وكان املي أن أحج إلي بيت الله وتكاليف الحج كبيرة وفوجئت به يرد عليا فوراً مبروك الحج ليكي يا حجة ولم أدر بنفسي من هول الفرحة وظللت أردد شكراً لك يا رب شكراًً لك يا رب.
أما فوزية سعيد عفيفي زوجة الشهيد أبوالمعاطي أحمد محمد من المنصورة : لقد استشهد زوجي في حرب 1967 وكان من سلاح المشاة لقد كان زوجي مجنداً وكان معي ابني حميدو وكان عمره 9 سنوات وكنت حاملاً في ابني صبري إلا أنني لم انهار وتماسكت بعد استشهاد زوجي واخذت علي عاتقي أن أبذل قصاري جهدي لتربية أبنائي وكان المعاش قليلا ولكنني عملت قرضا وبنيت منزلاً دورين أقيم مع ابني الكبير والدور الثاني لابني الثاني.
تصمت قليلاً فوزية وهي تبكي بشكل متواصل وكأنها تسمع لأول مرة خبر استشهاد زوجها أنني لن أنسي أبداً الشهيد لقد كان رجلاً بكل ما تعنيه هذه الكلمة يحبني ويحترمني وكان دائماً يقول لي إنه يشعر بأنه سيموت شهيداً قال لي هذا بعد أن خطبني وبعد أن وضعت ابني الأول حميدو وكان عنده 9 شهور فوجئت بحملي في ابني صبري وبعد سفره في آخر زيارة له أرسل لي خطابا قال فيه إنه في بورفؤاد لا تقلقي ثم قامت الحرب ولم آره بعدها حيث استشهد في حرب .1967
الحمد لله قمت بتأدية الرسالة وربيت أولادي وعلمتهم فابني حميدو حاصل علي معهد تجاري ويعمل في مكتبة وصبري أثناء فترة دراسته بالثانوي مرض مرضاً شديداً منعه وقتها من مواصلة تعليمه وحالياً يعمل سائقا.
وتضيف كان حلم حياتي أن أذهب إلي مكة وأعمل عمرة حيث كنت أحلم بأنني أؤدي مناسك العمرة وفي ابريل الماضي أثناء صلاتي دعوت الله وأنا أبكي أن يجعلني أذهب إلي بيته الحرام وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة فاستجاب الله لي واذا بتلغراف يصلني من جمعية المحاربين يقولون لي لقد جاء اسمك ضمن من سيقمون بتأدية فريضة العمرة في شعبان وطلبوا مني تجهيز الأوراق والباسبور عمري كان 70 عاما وبعد العمرة شعرت أن عمري أصبح 30عاماً.
وتقول هنية عبدالرءوف عبدالعال زوجة الشهيد طه عبدالعال والذي ظل مجنداً 9 سنوات واستشهد في حرب 1967 وكان معي أمجد مدرس "أزهري" كان عمره 5 سنوات ومصطفي مهندس زراعي كان عنده 3 سنوات وابني رضا كنت حاملا فيه في شهر وكان مدرس لغة عربية ولم يعمل حتي الآن.
أيام عصيبة
كان عمري عند استشهاد زوجي 26عاماً مرت أيام عصيبة حتي وفقني الله في تربية أولادي ليتخرجوا في الجامعات وانني اناشد الدكتور أحمد زكي بدر في أن يصدر قراراً بتعيين نجلي رضا ابن الشهيد طه عبدالعال حيث تخرج ابني في كلية دار العلوم عام 1998 ولم يتم تعيينه حتي الآن وعمل في مدارس خاصة والتي لا تعطي مرتباً خلال فترة الصيف هذا بجانب ضعف هذه المرتبات وأصبح ابني عنده 36عاماً ويقيم معي في قرية البراجيل بمحافظة 6 أكتوبر.
وتقول عائشة محمد عبدالقادر زوجة الشهيد حسن عبدالعزيز مشعل زوجي كان مزارعاً في القصاصين ثم عمل بالتجارة استشهد في حرب 1967 وكان سلاحه المشاة.
كان عندي أربعة أولاد أحمد كان عمره 6سنوات وتخرج في دبلوم المدارس التجارية ويعمل في العريش وابني السيد كان عمره 4 سنوات خريج اعلام ويعمل بالعلاقات العامة في وزارة الأوقاف ومحمد كان عنده ثلاث سنوات تخرج طبيباً في كلية الصيدلة وهو مسافر بلندن وابني عبدالعزيز كان عنده شهران خريج حقوق ويعمل في شركة كهرباء.
لقد كانت سعادتي كبيرة عندما تم اختياري الأم المثالية للقوات المسلحة في مارس الماضي لأنني ربيت أولادي وعلمتهم حتي تخرجوا في الجامعات المختلفة وزوجتهم حيث اشتريت ماكنية حياكة أعمل عليها بجانب المعاش حتي استطيع أن أفي باحتياجاتهم ولقد استجاب لدعائي فكرمتني القوات المسلحة بمناسك الحج هذا العام وأنا قدمت لهم كل الأوراق في انتظار هذه الرحلة المباركة.
وتقول عوضة محمد عبدالعال زوجة الشهيد عبدالقادر السمان الذي استشهد في حرب 1967 سلاح المشاة يوم 7 يونيو كان معي محمد 8 سنوات ومعه معهد تجاري وابنتي نجاة كان عمرها عاما ونصف العام موظفة في مديرية الصحة.
زوجي مفقود
لم أعرف خبر استشهاد زوجي حيث أبلغونا بأنه مفقود وكانت القوات المسلحة تصرف لي راتباً شهرياً طوال هذه الفترة وبعد أربع سنوات أبلغونا باستشهاده لتصرف لي القوات المسلحة معاشا لقد ظللت مع زوجي 12 عاما حي استشهد كان رجلا صالحا وكريما..
ولقد قامت الجمعية بمنحي عمرة شعبان الماضي والحمد لله لقد أديت الأمانة نحو زوجي الشهيد حيث علمت أولادي وزوجتهم وأنا أقيم في بيتي وأعيش بمعاش القوات المسلحة وربنا يبارك فيهم وفي مصر.
وشعرت بالفرحة عندما كرموني في بورسعيد وبلغوني بعمرة شعبان وأنا الآن عندي 70عاماً كل ما أتمناه من الله أن ينعم عليّ بالحج فهذا هو حلم حياتي.
وقال المحارب كمال أنور مصطفي من سلاح الدفاع الجوي مصاب عمليات في حرب أكتوبر يوم 22 في القطاع الأوسط لقد أصبت في يدي اليسري نتيجة احدي الغارات الجوية المعادية وهذه الاصابة هي وسام وشرف لي ولكل مقاتل.
لقد كان التدريب يتم ليلا ونهارا وكنا نقوم بتجهيز المدافع والضرب علي طائرات العدو والتي لابد وأن تكون في أقل وقت من نصف إلي دقيقة.
وكان دائماً معنا القادة الذين كانوا يرفعون من روحنا المعنوية لقد تغلبنا علي الصعاب وعلي الأحوال الجوية صيفاً وشتاء سيظل نصر أكتوبر محفوراً في وجداننا جميعاً.
وقال محارب سمير عبدالجليل أحمد من المشاة مصاب في حرب أكتوبر يوم 16 أصبت في المفصل السلامي في يدي اليسري ولكني أقول الحمد لله أنني شاركت في حرب أكتوبر وهذه الاصابة شرف عظيم وكبير لكل من شارك في هذه الحرب.
ولقد لقنا العدو درساً لن ينساه علي مر السنوات وكان لي الشرف تدمير 4 دبابات للعدو يوم 16 اكتوبر والدبابة الخامسة تركها جنود العدو ولاذوا بالفرار ثم جاءت طائرات العدو ولم تستطع النيل ولكنني أصبت باحدي الشظايا في هذه الغارة ولقد كنت أنا وزملائي نطلب الشهادة فداء للوطن ولمصر وفي هذه الذكري الغالية ارسل بتحياتي للرئيس حسني مبارك لحفاظه علي هذا النصر العظيم طيلة ال 37عاماً.
حرب الاستنزاف
تقول سهير أحمد محمد زوجة الشهيد النقيب محمود محمد محمود من سلاح الدفاع الجوي في حرب الاستنزاف يوم 24يوليو 1969 في الجيش الثالث الميداني كان عندي ابني هشام عمره ثلاث سنوات وهو يعمل الآن في جريدة الأهرام وكنت حاملا في ابني حسام 6 شهور ووضعت يوم 21 أكتوبر .1969
تزوجت من زوجي محمود عام 1965 وكان وقتها في دهشور وبعد حرب 1967 انتقل محمود إلي السويس وكانت اجازاته قليلة يومين أو ثلاثة علي الأكثر وكانت وسيلة الاتصال بيننا بالخطابات أو التليفون.
وأتذكر في آخر زياراته أثناء ذهابه للجبهة فوجئت به لأول مرة وكأنه يودعنا كان يقول لي اجلسي معي قليلاً أريد أن اتحدث معك وكنت خلال حديثه معي هذا اشعر بالاستغراب ولكنني لم أكن أعلم بأن هذه هي المرة الأخيرة التي أري فيها زوجي بعد سفره وبعد فترة سفره جاءني خطاب وأبلغني بأنه قادم في اجازة يوم 24يوليو وكان هذا اليوم الذي استشهد فيه نتيجة لاحدي غارات العدو.
لقد كان زوجي ضابطاً كفئا حيث أسقط ثلاث طائرات للعدو ولهذا حصل زوجي علي نجمة الشرف من الدرجة الأولي بعد استشهاده والذي منحها له الرئيس جمال عبدالناصر.
ولقد قام أحمد شقيق زوجي وهو ضابط مهندس بالإسماعيلية وكان أصغر من زوجي بابلاغه نبأ استشهاد شقيقه وعندما جاءني الخبر سألوني عن أحمد أخو زوجي وتصورت في البداية أنهم يقصدون شقيق زوجي في البداية هو الذي استشهد.
وأرسلت القوات المسلحة لي ضابطين من القوات المسلحة وكنت يومها أنتظر وصول زوجي لانه كما ابلغني سيأتي يوم 24يوليو واذا بالمفاجأة ابلاغي باستشهاده وكانت فجعتي كبيرة لأنني كنت أنتظره واذا بهذه المفاجأة غير المنتظرة ولم اشعر بنفسي إلا وأنا مغشي علي ودخلت في غيبوبة لمدة اسبوع نقلت علي اثرها للمستشفي وظللت عدة شهور لا اصدق حيث كلما دق الباب اجري وأنا اتصور انني سأجده أمامي.
ظلت والدتي بجانبي وأشقائي لم يتركوني وظللت فترة لا تقل عن ثلاثة شهور حتي وضعت ابني حسام ووجدتني انني لابد وأن أحمد الله وأتماسك حتي أربي أولادي وأكون عند حسن ظن زوجي فهو شهيد ولكنه حي يرزق في السماء ولم أشعر قط بأنه غير موجود لأنني كنت أشعر كأن روحه الطاهرة لاتزال معنا بالمنزل وكنت أصطحب أولادي مع رجال الدفاع الجوي إلي نصب الجندي المجهول ونضع الزهور.
ونجح ابني هشام في التخرج في كلية التجارة وحصل علي كورسات في جريدة الأهرام وبعد أن تلاحظ انه كفء تم تعيينه في الأهرام.
أما ابني حسام الذي لم ير والده فبعد حصوله علي الثانوية العامة أصر علي التقدم الي الكلية الجوية ليصبح ضمن نسور قواتنا الجوية مؤكداً أنه لابد وأن يكون امتداداً لوالده الذي كان يدافع عن سماء الوطن ضمن زملائه من سلاح الدفاع الجوي وأنه لابد أن يدخل القوات الجوية ليدافع ايضا عن سماء الوطن.
وتضيف : أنا لم أنس زوجي قط فكانت أخلاقه حميدة ودائماً كانوا يقولون عنه هذه اخلاق ملائكة وليست أخلاق بشر كان متسامح واذا حدث أي شيء كان يقول قدر الله وما شاء فعل كان مؤمناً بجانب كونه ضابطا ناجحا جداً.
فلقد دخل باختياره للكلية الحربية لأنه خريج كلية الهندسة وصمم علي الالتحاق بالكلية الحربية ليكون ضمن أبناء القوات المسلحة كان يحب الوطن وكان دائماً يقول أملي أن أكون من ضمن أبناء القوات المسلحة.
ولقد فوجئت هذا العام بتكريمي بالحج وكانت مفاجأة كبري لي فهذا هو حلم حياتي واشعر بكل الفخر لانني زوجة شهيد بطل وأنا أشكر القوات المسلحة والدفاع الجوي..
وأنا دائماً احكي لأولادي عن والدهم وابني هشام يتذكر والده أما حسام فلم يره ولكنه فخور جداً بوالده ويحبه كثيراً ويحتفظ بصوره ومكبرين صوره ونضعها في كل مكان بالمنزل.
حاول أولادي أن أقيم معهم ولكنني أبدا لن اترك منزلي الذي عشت فيه اجمل سنوات عمري مع زوجي الشهيد محمود.
وتقول عصمت أحمد إبراهيم حمودة والدة الشهيد نقيب محمد عاصم أحمد من رجال الشرطة وكان بقسم السويس انني لا أزال أتذكر كلمات الرئيس أنور السادات عندما قال لقد قامت قوات الجيش مع الشرطة والشعب بأكبر وأروع ملحمة علي أرض السويس وأنني فخور بأن يكون أول عمل أمارسه كرئيس أعلي للشرطة هو أن أكرم شهداءها الشهيدين نبيل شرف وابني عاصم حمودة وترقيتهما إلي الرتبة الأعلي وتتكفل الدولة بأولادهما وعائلتهما الي الأبد ويمنح كل واحد منهما نوط الواجب الذهبي من الطبقة الأولي ولقد استشهد ابني يوم 24أكتوبر .73
تكريم الرئيس مبارك
وتضيف والدة الشهيد لقد كرمني الرئيس حسني مبارك في اليوبيل الفضي علي ذكري مرور 25عاماً علي نصر أكتوبر وإنني أتوجه بكل الشكر والتقدير للرئيس حسني مبارك والمشير حسين طنطاوي واللواء محمود الميهي علي رعايتهم لي وتكريمهم لنا.
وأشكر حبيب العادلي وزير الداخلية ووقوفه بجانبي ورجال العلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية.
وتقول شقيقته عزة كان عندي 23عاماً عندما عرفنا خبر استشهاد شقيقي ولكنهم لم يبلغونا بالخبر إلا بعد استشهاد شقيقي بشهرين فلقد كان في قسم السويس برتبة نقيب وكان مسئولا عن تأمين مستشفي السويس وكان دائما يتبرع بدمائه للجرحي.
وسمع شقيقي بقيام العدو الإسرائيلي باحتلال قسم الأربعين وآخذ مأمور القسم والضباط والجنود رهائن حتي يسلم أهالي السويس لهم مدينتهم.
إلا أن أهالي السويس البواسل ظلوا صامدين وحملوا السلاح مع رجال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية ولم يتردد شقيقي بالانضمام مع رجال القوات المسلحة والشرطة حيث جمع جنود قسم السويس وعددهم 12 جنديا استشهدوا جميعا وقام شقيقي بتدمير أول دبابة دخلت مدينة السويس ونجح مع الرفقاء في تحرير الرهائن في قسم الأربعين هو وزميله الشهيد الرائد نبيل شرف.
لقد كانت المقاومة شديدة وشرسة ولكن أبدا لم تستطع قوات إسرائيل تنفيذ مخططها وصمدت مدينة السويس.
وأتذكر جيداً عندما أرسل والدي خطاباً إلي وزير الداخلية يقول فيه إنني كنت أتمني أن يكون لي عشرة أبناء حتي أقدمهم جميعا فداء للوطن وهنا طلب وزير الداخلية والدي وقام بقص ما قام به شقيقي عاصم.
لقد سطر الشهيدان بدمائهما سطوراً من نور في ملحمة البطولة التي سجلها التاريخ لمدينة السويس الشرطة والجيش والشعب معاً حتي النصر.
الشهيد المقدم نبيل شرف علي محمد شرف من مواليد القاهرة في 5 يناير 1940 اعزب وتخرج في كلية الشرطة في 1 مارس 1962 وعمل بمديرية أمن الفيوم ثم بمصلحة السجون فمديرية أمن السويس في أغسطس 1972 وظل بها بناء علي طلبه حتي تاريخ استشهاده يوم 24اكتوبر 73 حيث قام علي رأس قوة من جنود قسم شرطة السويس وقسم قوات الأمن بالتمركز بمقر وحدة قوات الأمن المواجهة لقسم شرطة الأربعين واشتبكوا مع العدو الذي كان متحصنا خلف القسم واجبروه علي الانسحاب إلي داخل مبني القسم .. اصيب الشهيد بطلقة غادرة في رأسه أثناء التعامل مع العدو أدت إلي استشهاده علي الفور.
أما الشهيد الرائد محمد عاصم أحمد شقيقي فهو من مواليد القاهرة 18 مايو 1944 أعزب تخرج في كلية الشرطة في 1 أغسطس 1969 عمل بمديرية أمن بني سويف ثم مديرية أمن السويس اعتباراً من 1 يوليه 1971 وظل بها بناء علي طلبه حتي تاريخ استشهاده يوم 24اكتوبر 73 عندما قام بالتقدم من موقعه بشارع الجيش ومعه عدد من جنود قسم الأربعين محاولاً اقتحام مبني القسم لاطلاق صراح باقي القوة المتواجدة من ايدي العدو واصيب احد رجاله وهو العريف محمد مصطفي حفني من قوة شرطة السويس بطلق ناري اثناء الاشتباك فحاول الشهيد إخلاء أصدقاؤه من مكان الاشتباك إلا أنه أصيب بطلقة غادرة في رأسه استشهد ايضا علي أثرها..
ومن المفارقات أن شهيدي الشرطة استشهدا بطلقة في رأسهما من قناص إسرائيلي فهما الوحيدان يرتديان ملابس الضباط وباقي القوة من الجنود هذا هو الحقد الأسود الذي يملء قلوب الإسرائيليين الذين لا يعرفون غير القتال خلف الأسوار فهم لا يستطيعون مجابهة القوات وجها لوجه.
استشهد 45 من أفراد الشرطة بين مساعد ورقيب أول وعريف وجندي وخفير ومجند من 8 أكتوبر وحتي 24 أكتوبر 1973 رحم الله شهداء الوطن والواجب..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.