لا أعرف إن كان يحق لي أن أشكو أبي أم لا .. ولكن الحقيقة أنني تعبت منه جداً ولم أعد أحتمل لا أنا ولا أخي. المشكلة بدأت بعد وفاة والدتنا بعام تقريبا وهي مشكلة مخجلة بعض الشيء.. والدي يغازل الخادمات اللاتي نستعملهن في تنظيف الشقة.. وتقريبا منذ بدأ هذا الداء ينتابه ولا توجد خادمة استمرت معنا لمدة شهر كلهن يهربن منا.. وأنا يا سيدتي طالبة في المرحلة الأخيرة من الجامعة ولا أستطيع خدمتهم فكليتي صعبة للغاية ولي طموحاتي فيها ويكفي الوقت الذي أهدر في رعايتي لأمي قبل رحيلها.. حاولت التكلم معه ولكنني لم أقدر وشعرت بالخجل فهو لا يعرف أن الخادمات بعضهن قال لي ما حدث منه.. طلبت من أخي أن يفعل لم يقدر وبكي علي أمنا التي كان يزعم والدنا أنه يحبها وبعد ستة أشهر يفعل ذلك الشيء المشين. لقد كان يحب أمي خاصة أنها كانت جميلة وقد أخذها الموت منا بعد مرض خبيث ألم بها.. ووالدي الآن عمره 46 عاما ونعرف أنه مازال يستطيع الزواج.. لكنه لم يفعل والبديل هؤلاء.. سيدتي لجأت إليك لأنه يقرأ بابك ويحترم رأيك وقد قال ذات مرة وكان يقرأ لك هو وأمي رحمها الله : قليل ما تتوفر الحكمة والعقل الناضج امرأة معاصرة لا تنادي بتغريب أفكار هذا المجتمع .. وأيدته المرحومة في ذلك.. لهذا قررت أن أعرف رأيك أنت بالتحديد ولا يرد علي أحد غيرك واستحلفك بالله أنت وليس أحد غيرك. "بدون توقيع" * أولاً شكراً لك علي ثقتك وابلاغي برأي والدك.. وقبل كل شيء أقول لك أنه لا يوجد أحد غيري يرد علي هذه المشكلات.. وأن كان هناك من يتلقي المشكلات أحيانا.. إلا أنه لا يحلها ولا يفعل هذا غيري لانني أقوم بهذا بنفسي حرصا علي اسرار قرائي.. ندخل في صلب الموضوع.. والدك والخادمات.. لم تذكري أي تفاصيل عن سلوك والدك والسيدة والدتك معه قبل أن تفارق الحياة.. ولذلك سنبني الرد علي أنه كان مستقيما خاصة أن هذه الشكوي لم تحدث إلا بعد ستة شهور من الوفاة. هذا يعني أن والدك بحاجة لامرأة في حياته ولكنه لا يستطيع الافصاح ربما حرصا علي مشاعركما وربما خوفا من أن يتهم بقلة الوفاء وربما خوفا من رفضكما.. ومن كلامك يا صغيرتي عرفت انكما تفضلان زواجه عما يرتكبه ويسيء إليه وإليكم.. ولكنك تنتظرين أن يقدم هو.. أعتقد أن المشكلة في غاية البساطة كل ما عليك هو أن تعرضي علي والدك أن يتزوج.. خاصة أنه لم يتجاوز الخمسين بعد .. وأنه يحتاج إلي امرأة وأيضا لأنك وأخاك بعد الدراسة ستكون لكما حياتكما ويترك هو وحيداً.. البداية من عندكما وهذا لا يعني خيانة للأم يا صغيرتي أو نفيا لحبه وإخلاصه لها لأنها رحلت عن عالمنا وهو كان مخلصا لها وهي علي قيد الحياة أما الآن فهي في دار الحق وهو يعيش في دنيا مختلفة دنيا الابتلاء فلماذا يدفع للابتلاء في أخلاقه وله الحق في تحصين نفسه.. كوني له أما واعرضي عليه الزواج وأصري علي ذلك وسوف تنتهي هذه المشكلة فوراً.. ولا تحزني عزيزتي فهذه التجربة مجرد كبوة ولكل جواد كبوة ساعدا والدكما علي النهوض ولك تحياتي.