وسط أجواء ممزوجة بالأمل والسعادة نظم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي حفل التكريم الثالث ل45 متعافياً من الذين اقلعوا عن تعاطي المخدرات بعد اجتيازهم البرنامج العلاجي للخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان "16023" بفرع مستشفي المعمورة بالإسكندرية. حضر الحفل عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والدكتورة ليلي أحمد عبدالجواد المشرف علي الخط الساخن لعلاج الإدمان والدكتور ممدوح علي أبوريان مدير مستشفي المعمورة للطب النفسي والدكتور أيمن حامد مدير مركز الإدمان بالمستشفي وعدد من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالإضافة إلي المتعافين وأسرهم. شهد الحفل تقديم بعض الأغاني وتمثيل مشاهد لما يحدث داخل منازل المدمنين مع أسرهم أثناء طلبهم للأموال للانفاق علي المخدرات وكيفية تعاملهم مع أقاربهم بطريقة سيئة. أكد الدكتور ممدوح أبوريان مدير المستشفي أنه يتم التعاون مع الخط الساخن لعلاج الإدمان ويتم عمل برنامج للمتعاطين لمعالجتهم طبياً ونفسياً وتأهيلهم للإندماج في المجتمع. كما يتم مراقبتهم من خلال كشف دوري كل فترة لعمل التحليلات اللازمة لهم والتحسين من سلوكياتهم وتدريبهم علي كيفية التعامل في الأمور الصعبة. أوضح مدير المستشفي أن مستشفي المعمورة يصب بها مرضي ثلاث محافظات أخري هي البحيرة وكفر الشيخ ومطروح وأنه سيتم افتتاح قسم إدمان للسيدات وآخر للمراهقين من سن 12 سنة حتي 18 سنة وأكد علي أن المشكلة تكمن في صعوبة مواجهة الإدمان والذي يحتاج إلي تكاتف الناس جميعاً. أضاف الدكتور أيمن حامد مدير مركز الإدمان بالمستشفي أنه يتم استقبال المدمن ويعالج أولاً بإزالة السميات وإزالة الأعراض الانسحابية من خلال برنامج مدته ثلاثة أشهر علي أن يكون الشهر الأول يمنع فيه المدمن من الخروج من المستشفي. والشهر الثاني يبدأ أخذ إجازات والثالث يخضع لإجازات علاجية بين المنزل والمستشفي ويجري له تحاليل بصفة مستمرة كل ذلك مقابل 10 جنيهات في اليوم الواحد ومجاني للمعالج علي نفقة الخط الساخن. أشار إلي أن أصعب نوع من المدمنين هو متعاطي الكوكايين والهيروين عن طريق الحقن والتي من الممكن أن تصيب المدمن بأمراض أخري مثل الإيدز وأسهلهم هو متعاطي الحشيش وقال إن أصعب مرحلة يمر بها المدمن هي الانتكاسة "الرجوع للكيف بعد التعافي" ونتغلب علي ذلك بمراقبة سلوكياتهم والمواصلة معهم. أكد عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان أن التواصل الإنساني المستمر مع المتعافين هو كلمة السر في ا لمحافظة علي علاجهم وأشار إلي أنه سيتم افتتاح مراكز جديدة وأفرع للخط الساخن بجميع المحافظات خاصة الصعيد وقال إن الخط الساخن استقبل 40 ألف مدمن و27 ألف اتصال خلال العام المنقضي. التقيت "المساء" ببعض المتعافين من الإدمان.. قال عمرو محمد "32 سنة" إنه بعد قضائه عاماً ونصف العام في مرحلة العلاج بمستشفي المعمورة عاد لطبيعته بعد 12 عاماً من الإدمان التي بدأت بالحشيش وانتهت بالهيروين مروراً بالبرشام والخمور وأنفق عليها كل ما يملك من أموال وباع محل موبايلات كان يمتلكه علي مصروف المخدرات التي كانت تصل في اليوم إلي 500 جنيه للصنف الأصلي. أضاف أنه بعد شفائه قام بالعمل داخل المستشفي وانضم لفريق مكافحة الإدمان مع المتخصصين النفسيين والاجتماعيين. قال أحمد إبراهيم "36 سنة" إنه مر علي جميع أنواع المخدرات والتي بلغت مدة تعاطيه 18 سنة وأنه كان يحصل عليها من أماكن شوتس والضاحرية والساحل الشمالي. أضاف أنه مر بمرحلة صعبة أنهك فيها أسرته وأنه تزوج منذ 4 سنوات وخدع زوجته وأهلها بتغيير هيئته من شخص مدمن إلي آخر سوي إلي أن اكتشفت زوجته طبيعته بعد مرور 6 أشهر من الزواج. وقررت الانفصال وكانت حامل في ابنته الأولي وقرر بعدها الذهاب إلي مستشفي المعمورة وبعد شفائه بعد عامين ونصف العام قام الاخصائيون الاجتماعيون بإعادة زوجته له مرة أخري. وهو الآن أب لبنتين ويمتلك مقهي في منطقته بشوتس. أما مهني سعيد إبراهيم 60 سنة فكان مدمن بودرة لمدة 28 سنة متواصلة وعن سبب تعاطيه قال إنها بدأت كحب استطلاع وهو الآن متعاف منذ 30 شهراً وهو أب ل6 بنات وولدين وأثناء فترة إدمانه باع كل ما يملك من عفش المنزل وورثه عن أهله وكان آخر ما قام ببيعه الثلاجة بالأكل الذي بداخلها وكان أشقاؤه يقومون برعاية أسرته التي تركها تماماً أثناء فترة إدمانه وكان ينفق في اليوم الواحد بين 80 و300 جنيه علي الكيف. نبيه حسن 41 سنة يعمل براد معادن. ولا يعرف المدة التي قضاها في الإدمان وقال إنها تزيد علي 20 سنة وكان كيفه الذي أدمنه هو جميع أنواع البرشام وكان ينفق عليها مكسبه بالكامل وهوأب لبنتين ويشكر الله ثم إدارة مستشفي المعمورة علي تعافيه من الإدمان الذي كاد يدمر حياته.
