مشروع الاسر المنتجة الذي أنشيء في الستينات من أجل مواجهة البطالة وخدمة الفئات المهمشة والفقيرة وكان لها نشاط مميز في الماضي يستغيث الان من كل المشاكل الكثيرة التي تحيط به. المستفيدون من المشروع أكدوا أنهم يساهمون بشكل كبير في الحد من البطالة ولكنهم يعانون الان من أن المعارض الدائمة لاتكفي والتسويق محدود والكساد يطاردهم مطالبين بالمزيد من المساعدة. والمسئولون بالأسر المنتجة يرون انهم يبذلون قصاري جهدهم في هذا المجال ولكن ينقص المشروع فقط الدعاية الجيدة مؤكدين في نفس الوقت ان تبعثر الجهود بعمل اكثر من جهة في المشروع يمثل مشكلة كبري. * ايفون رياض غالي احدي الاسر المنتجة قالت: هناك مشكلة عامة تواجه جميع المشتركين في المشروع وهي ضعف عملية التسويق للمنتجات بسبب قلة المنافذ سواء داخل أو خارج مصر وبعد الثورة زادت المعاناة في صعوبة تصريف الانتاج فالمنافذ لم تعد تحصل منا علي كميات كبيرة من الانتاج بسبب حالة الكساد ونحن بدورنا لانستطيع ان نقوم بانتاج كميات أكبر خوفا من الخسارة. * المهندس حسن ابوزيد مدير جمعية الاسر المنتجة بالجيزة قال: يوجد للجمعية معرض دائم واحد بالمحافظة يتم فيه عرض منتجات الاسر المنتجة التي تشمل الملابس والمشغولات اليدوية والخزف والنحاس والاشغال الفرعونية وانواع السجاد المختلفة وهم يمثلون 350 أسرة علي مستوي المحافظة. اضاف اننا نحاول تسهيل التعامل مع الجمعية فأي اسرة تريد ان تنضم للمشروع تقوم بتقديم انتاجها للجمعية التي تقوم بدورها بتشكيل لجنة متخصصة لفحص الانتاج وتتحقق من توافر ثلاثة اشتراطات مهمة به وهي الجودة العالية والسعر المناسب والخاصة النظيفة وبعد الموافقة يتم اعداد ملف للاسرة والاتفاق علي سعر المنتج ثم يضاف اليه هامش ربح بسيط خاص بالجمعية ويحصل المستفيد علي جزء من استحقاقاته ثم يحصل علي بقية المبلغ علي دفعات. اشار الي ان ماينقص المشروع هو الاعلان عنه بصورة افضل حتي نستطيع جذب المزيد من المستفيدين وخاصة وأن لدينا مشغل تطريز لتعليم السيدات وبعد الانتهاء من التعليم نقوم بتمويل شراء ماكينة الحياكة لغير القادرات ونقوم بتصريف الانتاج من خلال الجمعية سواء من خلال المعرض الدائم أو من خلال المعارض السنوية التي نشارك فيها في شهري فبراير وسبتمبر بأرقي المعارض بمدينة نصر بالاضافة الي مشاركتنا في معرض دولي بالهند العام الماضي. اشار الي ان الجمعية تقوم بتدريب المتسربين من التعليم الاساسي من سن 12 الي 18 سنة في العديد من التخصصات مثل اللحام والكهرباء واشغال النحاس دون مقابل ويحصل المتدرب علي مصروف يومي وشهادة في نهاية الدورة تؤهله للعمل بسوق العمل. * لبيبة حسين مديرة مراكز الجامعة بالجمعية قالت: قمنا بانشاء خمسة مراكز مستديمة بجامعة القاهرة في كليات الحقوق والتجارة ودار العلوم والمدينة الجامعية للبنين والبنات ويتم تدريب الطلبة والطالبات علي مهن الكروشيه والرسم علي الزجاج والاكسسوار وصيانة الموبايلات والاجهزة المنزلية والحياكة والتفصيل والتريكو وقد تم بالفعل تدريب 140 طالبا بكلية التجارة و92 طالبة بمدينة البنات و34 بمدينة البنين و27 بكلية الحقوق. * المهندس أحمد شلبي رئيس الادارة المركزية للتنمية الاجتماعية بوزارة التأمينات قال: هناك العديد من الجهات التي تعمل في مجال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مثل مشروعات الاسر المنتجة فهناك الشئون والتنمية المحلية والصندوق الاجتماعي والبنوك.. صحيح ان الكل يقدم جهدا كبيرا لكنها في النهاية مجهودات مبعثرة لا تظهر اثارها علي أرض الواقع. اضاف ان هناك 435 مركز اعداد اسر منتجة علي مستوي الجمهورية و27 معرضا دائما في المحافظات و3 معارض بالقاهرة و71 مركزاً للاعداد المهني واستفاد منهم 2 مليون و750 الف أسرة منذ الستينات حتي الان. أوضح أن الانتاج شهد تطورا كبيرا نتيجة الدعم والتدريب المتواصل وتقديم اجهزة ومعدات لتطوير المنتج وهذا شئ جيد ولكن المرحلة القادمة تحتاج تطوير خطة العمل لان الظروف التي اعقبت الثورة انعكست بالسلب علي المشروعات القائمة.. ولهذا فنحن نحتاج الي زيادة اعداد المتدربين لرفع كفاءة المنتج مما يساعد علي زيادة التسويق الذي نعاني بشدة منه بسبب تراجع القوة الشرائية وعدم الاستقرار الأمني وعلاج ذلك بزيادة المعارض واقتحام اماكن جديدة مثل الجامعات والنوادي. * د. زينات طبالة استاذ تنمية الموارد البشرية بمعهد التخطيط القومي قالت ان مشروع الاسر المنتجة من المشروعات الجيدة التي بدأتها وزارة الشئون الاجتماعية منذ الستينات وكان لها انتاج جيد في الاسواق ولكن في السنوات الاخيرة تعثر المشروع بشكل كبير ولم يشهد التطور والنمو المتوقع منه خاصة ان هذا المشروع كانت فكرته قائمة علي خدمة الفئات المهمشة والفقيرة والاولي بالرعاية وهذه نسبة لايستهان بها في المجتمع المصري فهي موجودة في كل محافظات الجمهورية. اشارت الي ان دولة مثل الصين توسعت في هذه النوعية من المشروعات التي تترتب عليها فيما بعد صناعات كبري وكل اسرة تقوم بإنتاج جزء بسيط للغاية من المنتج النهائي ولكنه يضمن تشغيل جميع افراد الاسرة.