انتهي عام 2012 ودخلنا في عام 2013. وللأسف تحولت ثورات الربيع العربي إلي جروح لم تلتئم بعد. مازالت تنزف دماؤها في سوريا وليبيا الغارقتين في العنف. ومازالت تداعياتها المضطربة متواصلة علي المشهد السياسي في تونس ومصر حتي الآن. وبغض النظر عن هذه الأحوال نستطيع القول بأن الممارسة الديمقراطية في عالمنا العربي كشفت الوجه القبيح لهذه الممارسة في عالمنا العربي بالانقسامات التي لا يزال أمامها وقت طويل لتلتئم. صحيفة "تليجراف" البريطانية. "أعدت رصداً شاملاً لحالنا في العالم العربي. ورأت أنه في كل دولة من دول الربيع العربي يبدو أن الأمور تتجه إلي حال أفضل عدا سوريا. فالمصريون لا يزالون يتوجهون إلي صناديق الاقتراع بينما انتخبت ليبيا البرلمان وشكلت الحكومة. في حين اقتربت السلطات اليمنية من استعادة البلاد من أيدي تنظيم القاعدة للمرة الأولي خلال .2012 أما بالنسبة لسوريا. يظل الوضع مجهول الملامح. ولا أحد يعلم ما إذا كان ما يحدث في سوريا ثورة أم حرب أهلية. ووفقاً للعديد من المراقبين السوريين في الخارج. لقي 20000 مواطن سوري حتفهم منذ اندلاع الثورة. حوالي 20 شهراً. علي أيدي جيش بشار الأسد. بينما تشير التقديرات الميدانية إلي أن هذا الرقم يقل بكثير عن العدد الواقعي. ليبقي السؤال الأكثر إلحاحاً في نهاية العام الجاري. هل يبقي بشار الأسد علي رأس النظام السوري بعد كل ما شهدته البلاد من مذابح؟". أما عن الوضع في مصر. فأوضحت الصحيفة أن العام بدأ كما انتهي سابقه. ليتوقف الزمن بالمصريين عند صندوق الانتخاب. وسط حالة مستمرة من الفوضي السياسية وسفك الدماء منذ الاطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك. لينتهي المشهد المصري في عام 2012 بالإعلان عن نتيجة الاستفتاء علي الدستور. الذي ألقي الضوء علي انقسامات حادة بين أبناء الشعب. وفي ليبيا كان الحديث في مثل هذا الوقت من العام الماضي حول مدي امكان أن يؤدي وجود الميليشيات في شوارع ليبيا وافتقار الحكومة الانتقالية إلي جر البلاد إلي حرب أهلية. وبالطبع لم تؤد الميليشيات إلي ذلك. ولكنها لم تختف من الشارع الليبي أيضاً. وتجلي خطر تلك الميليشيات واضحاً للجميع في مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز في 11 سبتمبر الماضي. ولم تكن هذه الصورة مجرد انعكاس لنشاط بعض الميليشيات الإسلامية في ليبيا. بل تجاوزت ذلك إلي انعكاس لحال ليبيا بالكامل. حيث لا تزال البلاد تقع تحت سيطرة الميليشيات. أشارت الصحيفة إلي أن العام 2012 شهد أخيراً تسوية للنزاع علي رئاسة البلاد. عندما تمكنت جميع الأطراف من الوصول إلي تسوية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي انفرد بالسلطة لعقود عدة. وتحولت الانتخابات التي كان الثوار اليمنيون يحلمون بها إلي مجرد استفتاء مخيب للآمال. فاز به منصور بغالبية ساحقة. ومع أنها بداية غير مبشرة بالخير للممارسة الديمقراطية. بدأ عبد ربه منصور في الاطاحة بأفراد أسرة صالح من قيادات الجيش. وكان أهم شيء بالنسبة للغرب هو هادي علي الخطاب نفسه الذي يستهوي أمريكا ودول أوروبا. والذي يضمن استمرار السلطات اليمنية في التعاون معهما في الحرب علي الإرهاب في المنطقة.