للأسبوع الثاني علي التوالي.. يشهد المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة أحداثاً مأساوية.. حيث واصل العشرات من مصابي الثورة اعتصامهم داخل المجلس ومنعوا خالد بدوي أمين عام المجلس من الدخول وطردوا موظفيه إلي الخارج ليلجأوا إلي المقاهي أملاً في انتهاء حالة الفوضي داخل المجلس وأعلن المصابون الاعتصام المفتوح داخل المجلس حتي تتم الاستجابة إلي مطالبهم في الوقت الذي صبوا فيه جم غضبهم علي الرئيس مرسي ومستشاره القانوني محمود جاد الله الذي حاول إقناعهم بفض الاعتصام إلا أنهم رفضوا ذلك قبل الاستجابة إلي مطالبهم التي كتبوها وعلقوها علي باب المجلس وتتمثل في القصاص العادل للشهداء والمصابين وتفعيل صلاحيات المجلس والأمين العام ونقل تبعية المجلس إلي رئاسة الجمهورية وتنفيذ وعود الرئيس التي تعهد بها وصرف باقي المستحقات التي تصل إلي 50 ألف جنيه وتوفير مسكن مناسب لمن يستحق من المصابين وتوفير العلاج الشامل والمناسب لكل مصاب دون الرجوع إلي المجلس وإظهار حساب 500/500 ومساءلة كل جهة قامت بالتعامل معه بكل شفافية ووضوح وإنشاء مكتب لمتابعة وحل مشاكلهم يكون تابعاً لرئاسة الجمهورية وتفعيل الكارنيهات بكل الجهات بخطابات معلنة في جميع وسائل الإعلام وإدراج أسماء شهداء بورسعيد ضمن شهداء الثورة وتسوية وإعفاء المتخلفين من التجنيد للالتحاق بالوظائف وإنشاء مكتب اجتماعي قانوني لحل مشكلات المصابين وكذلك مكتب في كل محافظة. رصدت "المساء" كل ما يدور بالمجلس الذي ينم عن اقتراب حدوث كارثة أبطالها مصابو ثورة 25 يناير البيضاء حيث اتجه بعضهم إلي سبل التصعيد مثلما قام أحد المصابين ويدعي عبدالله مصطفي بشراب زجاجة فينيك احتجاجاً علي تجاهل المسئولين لهم ويرقد حالياً بغرفة العناية المركزة بمستشفي أحمد ماهر التعليمي. يقول أحمد يحيي شقيق شهيد محافظة الإسماعيلية محمود يحيي زكريا.. جئت إلي المجلس للمطالبة بتفعيل الكارنيهات التي أعطوها لنا وغير المعترف بها في أي جهة حتي الآن وكذلك لشكوي محافظ الإسماعيلية لرفضه إطلاق اسم شقيقي علي شارع من شوارع المحافظة بالرغم من إرسال خطاب رسمي من صندوق المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين إلي المحافظ وعندما ذهبنا له قال لنا إنه لا يملك الصلاحيات التي تؤهله لعمل ذلك. يضيف الحاج صلاح فتحي والد الشهيد من الإسماعيلية: ان نجله استشهد أيام الانفلات الأمني الذي أعقب أحداث الثورة متأثراً بطلق ناري وهو يدافع عن كابلات التليفونات بالمحافظة ضد عصابة سرقة الكابلات وأحرقوا السيارة التي يعمل عليها إلا أن صاحب السيارة قام برفع دعويين قضائيتين علي نجلي الثاني وعلي أسرته لسداد 120 ألف جنيه قيمة السيارة المحترقة لذلك جئت إلي المجلس لإيجاد حل لتلك القضايا وسداد قيمة السيارة حتي لا يضيع نجلي الآخر بين جدران السجون خاصة إنني علي المعاش ولا أستطيع سداد قيمة السيارة لصاحبها. قال يوسف شعبان مصاب أحداث 29 يناير كفر الدوار محافظة البحيرة: جئت لأطالب بحقي حيث إنني أصبت بعد أحداث جمعة الغضب بشظايا في عيني اليمني وقمت بعملية جراحية وفقدت النظر بها حتي الآن لم أصرف أي تعويض من المجلس. أشار محمد عبدالتواب مصاب أحداث جمعة الغضب إلي أن موظفي المجلس يعطونهم ورقة واحدة لكل المصابين تحمل إفادة باستلام الأوراق واستثناء ان المتقدم من مصابي الثورة فقط رغم انها غير مفعلة ولا تحمل أي استثناء أو أهمية موضحاً ان المحسوبية تلقي بظلالها داخل المجلس حيث يقوم مسئولو المجلس بتسهيل مهمة المصابين الذين أتوا بمعرفة القيادات الإخوانية وإنهاء طلباتهم. تواجد أيضاً ضمن المصابين المعتصمين مجموعة كبيرة من المصابين الشباب الذين حصلوا علي وظائف من المجلس القومي لكنهم لم يستطعيوا استلامها بسبب تخلفهم عن التجنيد حيث قال شريف المصري ومحمد فتحي وعماد سعيد وشنودة رفقي وباسم محمد وهاني خير.. لابد علي مسئولي المجلس إيجاد حل لنا لأنه ليس من المعقول بعد الحصول علي وظائف محترمة يقف التجنيد عائقاً أمام تحقيق طموحنا لذلك لن نفض اعتصامنا قبل تذليل هذه العقبة وإيجاد حلول لمشكلة الكارنيهات التي عندما نقدمها إلي أي مسئول يضحك علينا. قال ديب محمود رضوان جئت إلي المجلس للمطالبة باستكمال صرف باقي مستحقاتي حيث إنني لم أحصل إلا علي 5 آلاف جنيه من أصل 25 ألف جنيه وكذلك الحصول علي معاش مناسب.. أضاف حمدي حمادة وأحمد محمد يسري وضي علي محمد مصابون مطلبنا الأساسي هو تفعيل الكارنيه وصرف معاش جزئي أو كلي للمستحقين وعندما اجتمع معنا مستشار الرئيس أكد علي علمه الكامل بمشكلة كارنيهات المجلس غير المفعلة إلي جانب صرف العلاج المناسب من مستشفيات الحكومة حيث تتم مقابلتنا بطريقة غير مناسبة عند الذهاب إلي المستشفيات الحكومية. علي الجانب الآخر .. أكد عدد من شهود العيان وأصحاب محلات مجاورة لمقر المجلس القومي لرعاية أسر شهداء ومصابي الثورة ان المعتصمين داخل المجلس من بينهم من يتعاطون المخدرات والمواد الكحولية ليلاً لدرجة ان أحدهم تناول مشروباً كحولياً وقام بالتبول علي زملائه المصابين وهم نائمون مشيرين إلي استغرابهم من تجاهل الحكومة لمطالبهم أو السكوت علي أفعالهم المخلة ليلاً.