بقدر بشاعة جريمة كنيسة القديسين بالاسكندرية بقدر مساهمتها في إضاءة طريق كان ضبابياً أمامنا. لقد أرتنا الجريمة النكراء مالم نره من قبل.. فجعلت المصريين جميعاً علي قلب رجل واحد.. وقد عرفنا أن مصر هي المستهدفة وليست أبداً فئة بعينها. الحادث القذر لم يستهدف فئة بذاتها بقدر محاولة خلط الأوراق ليستهدف مصر الجميع وليست مصر فئة دون أخري.. خسئوا وخسئت جريمتهم وعاشت مصر حرة لترد كيد العدا إلي نحورهم. وإذا كانت بقعة الشر قد هبت منها نقطة ضوء أنارت لنا طريقنا فإن الاسكندرية كعادتها كانت منارة وستظل منارة ولها الريادة.. ومنها بقع ضوء كثيرة يجب أن نغتنمها ونستشرف منها مستقبلنا. في خضم محاصرة الجريمة البشعة لنا استمتعت بحوار تليفزيوني مع رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري.. د.محمد فرغلي ألقي فيه الضوء علي مجالات اقتصادية تساهم في مستقبل واعد ليس لنا في مصر فقط بل لأشقائنا العرب أيضاً. تحدث الرجل عن تطبيقات عملية لأبحاث علمية في الأكاديمية منها بدء مواجهة عصر نضوب الطاقة القديمة كالبترول وهو أمر معروف ولكن ما أعلن عنه من زراعات تقوم بها الأكاديمية لتوليد الطاقة وهي زراعات يمكن زراعتها في الصحراء التي تشكل جزءاً واسعاً من مصر والوطن العربي وتستهلك أقل القليل من المياه. تحدث أيضاً عن أنواع من الكائنات الحية الدقيقة والتي لا تري بالعين المجردة والتي يمكن حفظها مبردة لزراعتها وقت إن نشاء.. أو وقت أن يشاء شبابنا في مياه مالحة كمياه البحر وهي ذات قيمة غذائية عالية بما يمكن أن يجعل من أطفال المجاعة في بعض مناطق أفريقيا أطفالاً أصحاء للغاية خلال 3 شهور فقط.. كما أنها تساهم في خلق فرص عمل لآلاف الشباب. المشروعات التي تحدث عنها د.فرغلي جديرة بأن يلتفت المسئولون عندنا إليها التفاتة جادة.. وأن تكون مصر باعتبار الأكاديمية تقع علي أرضها أول المستفيدين منها.. ومصر دائماً ستظل هي الرائدة في تطبيق مثل تلك المشروعات الحيوية التي قد تقفز بنا خطوات إلي الأمام نحن في أحوج ما نكون إليها الآن استشرافاً للمستقبل.. خاصة أن الرجل في جعبته الكثير.. والكثير.