رغم كل التحذيرات من حرق قش الأرز. وخطورة السحابة السوداء علي الصحة العامة. إلا ان الفلاحين في محافظات الغربية والدقهلية والشرقية. أصروا علي عاداتهم بحرق القش.. ولهم حججهم في ذلك. الغربية - علي أبو دشيش: رصدت الأقمار الصناعية تكاثفاً للأدخنة المتصاعدة من جراء حرق قش الأرز حيث غطت السحابة السوداء محافظة الغربية وتسببت في حالة من الضباب تؤثر علي الرؤية الليلية لحركة السير علي الطرق السريعة. بالإضافة إلي إصابة المئات بحالات اختناق وانتشار أمراض الجهاز التنفسي والربو. أسباب ظهور ظاهرة السحابة السوداء من كل عام هي عدم التزام المزارعين بالمساحة المنزرعة المقررة لهم. وهي 70 ألف فدان سنوياً فقط. إلا إن المزارعين يقومون بزراعة ضعف المساحة المقررة لهم وهي 143 ألف فدان والتي تسببت في انتاج مخلفات تقدر ب"286" طن قش الأرز بسبب تواطؤ وإهمال المسئولين بمديرية الزراعة بمحافظة الغربية في تحرير مخالفات الأرز لردع المخالفين. وبالتالي يضطر المزارع إلي حرق قش الأرز بتلك الكميات علي الرغم من قيام مديرية الزراعة بالتعاون مع احدي الشركات لتدوير مخلفات قش الأرز. لكن نتيجة للإهمال لم ينفذ حتي الآن سوي 50% من المشروع حيث ان مديرية الزراعة لم توفر سوي 200 مكبس علي مستوي مراكز المحافظة الثمانية. طالب المستشار محمد عبدالقادر محافظ الغربية بإعداد تقرير يومي يعرض عليه شخصياً من خلال اللجان الفنية التي تم تشكيلها لمتابعة منع حرق قش الأرز بكل الطرق المتاحة مع زيادة المكابس التي تقوم بكبس قش الأرز. السنبلاوين - عصام عبدالعال: عادت السحابة السوداء بكثافة كبيرة تملأ مدينة السنبلاوين والقري المجاورة لها بالدقهلية وظهرت أدخنة خانقة وغاز ثاني اكسيد الكربون الناتج عن حرق مئات الأفدنة من قش الأرز بالأرض الزراعية الذي يقوم به المزارعون بعد حصد المحصول وفصل الأرز عن القش وتركه داخل الحقول والقيام بالحرق نهاراً وليلاً مما تسبب في انتشار الأدخنة الكثيفة بالمدينة والمواد السامة التي تزكم الأنوف وإصابة العديد من المواطنين بأمراض. خاصة الذين يعانون من الحساسية المزمنة في الصدر والرئة والعيون والاختناق من تصاعد الدخان الكثيف. تقدم أهالي مدينة السنبلاوين بشكاوي عديدة للواء محمد الغيط رئيس مجلس مدينة السنبلاوين وقام علي الفور بالنزول ومعه قوة من مركز شرطة السنبلاوين إلي الأراضي الزراعية والتي بها الدخان الكثيف ووجدوا حرق قش الأرز بالأراضي وتم تحرير محاضر يقول بعض المزارعين منهم: شعبان عثمان: لابد من توفير المعدات اللازمة لكبس قش الأرز بالمقارنة بالمساحات الواسعة. ويقول محمد اسماعيل مزارع إن عدم توفير معدات كبس قش الأرز يجعلنا نحرق القش بعد جني المحصول لنتمكن من زراعة الأرض بمحصول البرسيم المهم للمواشي. يضيف رضا عاشور "مزارع": تشوين قش الأرز في الأرض يأخذ مساحة كبيرة. فيصبح مأوي للقوارض التي تهدد المحصول القادم. وبالتالي نلجأ إلي حرق الأرز خاصة بعد تسميد للأرض من أي حشرات. يطالب رمضان عمران بضرورة توفير المعدات اللازمة لكبس قش الأرز وهي لا توجد مما يؤدي إلي حرق قش الأرز. قال المهندس أنور سالم وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية أن وزارة البيئة تقوم بدعم شركات تجمع قش الأرز ب77 جنيها وتم توريدها لانتاج سماد عضوي. الشرقية - عبدالعاطي محمد: انتشرت حرائق قش الأرز بمحافظة الشرقية لتغطي السحابة السوداء سماء المحافظة في الوقت الذي فشل فيه المزارعون في تدبير معدات كبس قش الأرز. أكد المزارعون ل"المساء" انهم اضطروا للتخلص من قش الأرز بالحرق بعد أن انتظروا أكثر من أسبوعين علي أمل كبسه لاستخدامه كعلف للمواشي في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف. لكن ما باليد حيلة. خاصة ان القش يأخذ مساحة من الأرض ويعطل عملية الزراعة. وهم أحوج ما يكون لكل شبر لزراعته. كما ان حرق القش مفيد للأرض وبمثابة تسميد لها. أكد المهندس محيي الدين عوض الله وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة تراجع عمليات حرق قش الأرز بعد 86 ندوة توعية ثم تنظيمها بمراكز المحافظة. كما تم تحرير 104 آلاف محضر حرق قش الأرز.