كان في حالة انهيار عندما دخل مكتبي.. رجل تجاوز الستين ويبدو عليه الاعياء الشديد من اثر السنين التي يحملها علي كتفيه. استحلفكم بالله ألا تتخلوا عني فقد أمضيت 48 يوماً فقط في الجبس دمروني نفسياً وجسدياً ولا أدري ماذا أفعل لو نفذ الحكم النهائي الصادر ضدي. البداية كانت عندما اشتريت سيارة ملاكي لاستخدامها في غرض تجاري لتحسين دخلي وسارت الامور علي ما يرام في البداية وانتظمت في سداد الاقساد للبنك ووفرت لي دخلاً بجانب عملي في محل لصيانة الموبايل. منذ حوالي عام تحطت السيارة في حادث مروع بعد ان صدمها قطار أبوقير وكان يقودها ابني الكبير الذي نجا من موت محقق بفضل الله وحده. لم اتمكن من اعادة تجديد السيارة التي بعتها خردة وسددت جزءاً من الاقساط ثم تعثرت في السداد ورفع البنك قضية ضدي وحصل علي حكم نهائي بسجني لمدة عام وتم القبض علي وترحيلي إلي سجن الحضرة بالاسكندرية فقامت اسرتي ببيع كل شيء وسددوا الاقساط المتأخرة وتم الافراج عني بعد 48 يوماً ذقت خلالها كل الوان العذاب. لم التقط انفاسي وفوجئت بالبنك يرفع قضية جديدة ضدي ويحصل علي حكم نهائي بسجني ثلاث سنوات والمبلغ المطلوب هذه المرة 13 ألف جنيه فشلت في تدبير اي جزء منه ولن اتحمل السجن بأي حال. استغيث بأهل الخير القادرين منحي هذا المبلغ علي سبيل القرض اسدده علي أقساط شهرية بواقع 300 جنيه هي كل معاشي. محمد نجيب محمد