لم يعد مقبولا علي الإطلاق مجرد التفكير في تأجيل موعد انطلاق بطولة الدوري الممتاز من جديد.. وانه إذا لم تطلق صفارة البداية يوم 17 أكتوبر الجاري. فذلك يعني اهتزاز هيبة الدولة والحكومة التي تقود البلاد. فقد قطع المهندس هشام قنديل رئيس الوزراء الشك باليقين خلال اجتماعه بالعامري فاروق وزير الرياضة بمطالبته ببدء عودة النشاط الرياضي عموما والكروي خصوصا في أسرع وقت. ولا يزال هناك متسع من الوقت للإعداد والترتيب الجيد لانطلاقة الدوري. وعلي أولي الأمر فتح جسور التفاهم والتواصل مع الألتراس الأهلاوي الذي أصدر بيانا وأقام وقفة جدد فيها تهديده ووعيده بعدم بدء أي نشاط حتي القصاص من مرتكبي مجزرة بورسعيد. ونري أنه يجب أن يدرك هؤلاء الرافضون للنشاط انهم ليسوا وحدهم أصحاب هذا البلد الكبير. وأن هناك دولة وحكومة وشعبا ليس كله مؤيدا للأسلوب والطريقة التي تتبعونها في التهديد والترويع في حال عودة النشاط. وفي الوقت نفسه يجب أن يعمل المسئولون علي بث الطمأنينة في النفوس بأن القصاص لا فرار منه وأنه في أيدي القضاء وحده. وبأنه لا يمكن التعجيل بأحكامه حتي يوقن القاضي بارتياح انه اتخذ الحكم العادل. باختصار لابد أن يلتقي الجميع حول طاولة التفاهم وتغليب المصلحة العليا لمصر ووضعها فوق أي اعتبار. لقد عبر كل أطراف المنظومة الرياضية الكروية عن وجهة نظره في أمر عودة الدوري الممتاز. فاللاعبون والمدربون والحكام وكل الجماهير إلا فئة أعلنوا عن رغبتهم في استعادة النشاط. في حين يقف ألتراس الأهلاوي وحده ضد العودة. ولا نظن أنه طبيعي من الناحية المنطقية أن تكون هذه الفئة هي صاحبة القرار وحدها بأن يبدأ النشاط أم لا..؟!! ومن هنا نطالب العقلاء من داخل الألتراس نفسه بأن يعملوا علي توجيه النصح والإرشاد إلي زملائهم الغاضبين بأن يدعوا الأمر يسير طبيعيا في القضاء والمؤكد أن الحكم العادل سيصدر لا محالة في الوقت المناسب و أنه لو كان الأمر بأيدي أحد من المنظومة الرياضية لاتخذ قراره بسرعة ولكن للقضاء أصوله وقواعده وآدابه. علي أي حال أثق في قدرة الدولة والأمن علي تنظيم بطولة الدوري الممتاز في موعده المحدد فلا أحد يستطيع أن يقف ضد طوفان الحياة.. وقد صارت الكرة والرياضة جزءاً أصيلاً من حياتنا..!