بدأت فصول مأساة تهجير الأقباط من مدينة رفح تتجه إلي النهاية بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبدالفتاح حرحور والأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية والعواقل والمشايخ والتيارات السياسية والدينية بمحافظة شمال سيناء. في البداية أكد محافظ الإقليم أن الأقباط في رفح بخير. وأن أجهزة الأمن وعلي رأسها الجيش ستقوم بتأمين المدينة بالكامل والقضاء علي الظواهر السلبية. وأنه لن يترك قبطي منزله برفح. وأن القبائل بالتعاون مع الأمن سارعت في توفير الحماية للأقباط. وأن الأمور في طريقها إلي الحل. وأنه لن يضار قبطي علي أرض شمال سيناء بتعاون الجميع. نفي الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية تهجير الأقباط من مدينة رفح. وقال إن الأقباط في بداية الأزمة انتقلوا مؤقتاً إلي العريش. وذلك بصورة عارضة. وأنهم عادوا مرة أخري إلي مدينة رفح. وجميعهم بخير. وأن الجميع وعلي رأسهم محافظ الإقليم ومدير الأمن والحاكم العسكري أكدوا حماية الأقباط. علاوة علي المسلمين أنفسهم والذين رفضوا فكرة تهجير الأقباط من الأساس. جمال خليل نائب الشوري عن حزب النور السلفي أكد أن ما حدث مخطط كبير. فاليوم يطالبون بهجرة الأقباط من المدينة وغداً يطلبون هجرة أبناء المحافظات الأخري "المغتربين" منها. مشيرا إلي أنه يرفض هذا فمن حق حق الأقباط العيش بسلام وسط المسلمين. محذراً من مخططات خارجية تحاك لتفتيت الوطن. مطالباً الجميع بأن يعوا هذه المخططات. والعمل علي تفويت الفرصة علي من يريد الإضرار بالبلاد. أشار خالد عرفات أمين حزب الكرامة بشمال سيناء إلي أن الحادث عرضي قد يحدث لأي أحد بدليل تعرض قبيلة وعائلة من وسط سيناء للتهجير إلي العريش وهي قبيلة مسلمة. أي أنه ليس هناك تمييز في المعاملة. ولكن الكل يعاني من الانفلات الأمني في سيناء عموماً. أضافت سناء جلنانة رئيسة مجلس إدارة الجمعية المستدامة للتنمية بشمال سيناء أننا نرفض وننبذ أي أعمال إرهابية تمس أي مسيحي أو مسلم. لأننا أبناء وطن واحد. ففي أثناء الثورة المصرية الذي حمي الكنائس المسلمين والمسيحيين. ونرفض بشدة من يريد أن يشوه صورة أبناء سيناء. لأننا نعلم من وراء أن يكون في سيناء عدم استقرار أمني. وذلك لأطماع وأهداف خارجية. انتقلت "المساء" إلي رفح والتقت بعض المسيحيين المقيمين فيها. قال وجدي عياد معلم مساعد قبطي في مدينة رفح أثناء تواجده بمنزله بحي الإمام علي أنه ولد في مدينة رفح ووالده يمتلك محل أجهزة كهربائية يبعد نحو 300 متر فقط عن المحل الذي تعرض فيه صديقهم الأخ القبطي ممدوح نصيف للرصاص وأنه كان يعلم أن نوايا إطلاق الرصاص كانت لتصيب محلهم أيضا إلا أنهم كانوا يغلقون المحل وقت إطلاق الرصاص. مشيرا إلي أن طريق ضرب الرصاص كانت عشوائية. أضاف أرفض الرحيل من رفح. وأهلي في العريش. وأنا بقيت في البيت لحراسته ومصالحنا هنا. نريد أن نعرف لصالح من يتم تهجيرنا من رفح؟ من جهته وفي منزله برفح قال خلف سعيد رئيس قسم بالتربية والتعليم في فرح لم نتعرض للتهديدات طوال حياتنا في رفح وفوجئنا أخيراً بالتهديدات عبر ورقتين تم إلقاؤهما أمام محلين تجاريين لإخواننا الأقباط في رفح تطالب بالرحيل خلال 48 ساعة. وأبلغنا المخابرات. وعن حادثة إطلاق الرصاص لجأنا للمطرانية في العريش ووعدنا المحافظ واللواء شريف اسمايل بتوفير الأمن والرغبة في السماح بندب أي أحد يريد الانتقال للعريش. أما فادية السيد ممرضة تعمل في الوحدة الصحية برفح فتقول: حياتنا تحولت لجحيم بعد التهديدات. وأشارت إلي أن التهديدات بالرحيل الأخيرة أشعرتنا بالرعب. لأنه لا يوجد أمن في رفح بعد الثورة ونلجأ لشيوخ المنطقة عند حدوث مشكلات. أشارت فادية إلي أن مقر قسم شرطة رفح الذي توقف إنشاءه منذ ثلاثة أشهر بعد تهديد المقاول والعاملين فيه من أشخاص ملثمين بالقتل. فتوقف البناء.. الشرطة لا تستطيع حماية مقرها فكيف سيحموننا في رفح؟! أم وائل امرأة قبطية قالت: أعيش برفح منذ أكثر من 25 عاماً. وأولادي كلهم أنجبتهم في رفح. ولي علاقات طيبة مع المسلمين. وبعد التهديدات الأخيرة أخشي علي أولادي أن يصيبهم أي مكروه. وأطالب المحافظ بانتداب ونقل من يرغب إلي العريش من رفح علي الأقل لمدة 6 أشهر حتي تستقر الأمور وتعود الحياة لطبيعتها. الجارة أم عاصم مسلمة انضمت للحديث لتقول: نحن مسلمون وأقباط نحتاج للأمن. ففي رفح المشكلات كثيرة بعد الثورة والشبان الصغار يضايقون الأهالي ويستقلون دراجات نارية يحومون بها حول البيوت والمدارس. رفض صاحب المحل الذي تم تهديده وإطلاق النار عليع مغادرة مدينة رفح. وعاد ممدوح نصيف إلي فتح محله من جديد. وذلك بعد إغلاقه لعدة أيام. مؤكداً أنه يترك محله التجاري أو يغادر المدينة علي خلفية تلك التهديدات التي لم يعرف من خلفها. أشار نصيف إلي أنه تربطه علاقات قوية وطيبة مع المسلمين في مدينة رفح. وهذا ما أكده أيضا العديد من السلفيين بالمنطقة والمقربين منه. وأنهم يشترون أغلب احتياجاتهم من المحل التجاري ملكه. أضاف نصيف أنه فوجئ منذ أيام بطلقات نارية من مسلحين مجهولين تجاه محله التجاري. وأن الطلقات أصابت بعض أجزاء في المحل. إلا أنه لم يصب بأي أذي. طالب صاحب المحل الأجهزة الأمنية بمحافظة شمال سيناء بالعمل علي عودة الأمن إلي مدينة رفح. التي تعاني من الانفلات الأمني منذ الثورة.