رجحت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية، استبعاد سيناريو تفجير الطائرة المصرية المنكوبة عن طريق قنبلة، معللة ذلك عقب استقبال الرسائل الآلية التي أرسلت من طائرة مصر للطيران حول وجود دخان فى الجزء الأمامى من كابينة القيادة قبل دقائق من انقطاع الاتصال بها. وأضاف تقرير الشبكة الأمريكية أن الإشارات الآلية المذكورة بمثابة تطور يثير الحيرة بشأن ما حدث إلى الطائرة التى كانت تقل 66 شخصا. وكانت هيئة تحقيقات الحوادث الفرنسية BEA قد أكدت أمس السبت إرسال الطائرة إنذارات أوتوماتيكية حول وجود دخان. وبدأت الطائرة المنكوبة بعث رسالتين بوجود خطأ فى الطائرة الساعة2.26 صباح الخميس، بما يوحى بوجود حريق على متنها، لكن الإنذارات اللاحقة تشير إلى وجود خلل ما فى المعدات الكهربائية. ورغم أن إشارات مشابهة سبقت حوادث طيران ماضية، لكن تلك الرسائل التحذيرية لم ترتبط باختفاء مفاجئ من الرادار مثلما حدث مع طائرة مصر للطيران فوق البحر المتوسط. الطائرة الماليزية التى جرى استهدافها بينما كانت تحلق فوق الأجواء الأوكرانية فى يوليو 2014 تحطمت بشكل سريع للغاية، حتى أن الأنظمة التى تحتويها لم يكن أمامها أى وقت لبعث رسائل استغاثة. من جانبه، قال جون كوك، الطيار السابق المتخصص فى قيادة إيرباص إيه 320 ورئيس مركز استشارات الأمان "Safety Operating Systems" الذى يقع مقره بواشنطن: "إنه وقت أطول من أن يكون تفجيرا، وأقصر من أن يكون حريقا تقليديا. إنها رسائل تمنحنا تساؤلات أكثر من الإجابات". وبلغت المدة الزمنية للرسائل الآلية المنبعثة من طائرة مصر للطيران نحو 3 دقائق، حيث أعقب التحذيرات إنذارات من وجود دخان اكتشفه أجهزة الكشف عن الدخان، فى دورة المياه، وكذلك فى غرفة صغيرة تحت قمرة القيادة يتم خلالها تخزين أجهزة الكمبيوتر وأنظمة الإلكترونيات الخاصة بالطائرة. ومن جانبها، ذكرت شبكة "CNN" أن زمن إرسال تلك التحذيرات من طائرة الرحلة "إيه سى 804" يتوافق مع زمن اختفائها, وفى حالة حدوث حريق فى منتصف الرحلة، كان من المتوقع أن يرسل الطيار نداءات استغاثة، لكن لم يحدث ذلك. وتابعت الشبكة الأمريكية أن الرسائل الإلكترونية التلقائية ترسل إلى المحطات الأرضية، بحيث تستطيع شركات الطيران رصد إذا ما كانت الطائرات تحتاج إلى صيانة بحيث تلك الرسائل ستضحي مفاتيح مهمة ذات قيمة عندما تتم مقارنتها بما سيكشف عنه الصندوق الأسود. وعلى نفس الصعيد، رفض محققون مصريون وفرنسيون التعليق على تقارير شبكة سى بى إس الأمريكية بشأن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة. ما يسمى الصندوق الأسود يطلى من الخارج باللون البرتقالى اللامع، ويسجل القياسات الخاصة بالرحلة، والأصوات داخل كابينة الطائرة، والذى قد يكشف تفاصيل ما حدث للطائرة إيرباص إيه 320. وفى بعض الحوادث تستغرق عملية العثور على الصندوق الأسود سنوات مثل طائرة "إير فرانس" المتعلقة بالرحلة "إى إف 447" التى سقطت داخل المحيط الهادى عام 2009". الصندوق الأسود للطائرة الماليزية المتعلقة بالرحلة MH370 لم يعثر عليه حتى الآن رغم مرور عامين على اختفائها. يذكر أن الجيش المصرى قد نشر صورا ولقطات فيديو لحطام طائرة الرحلة "إيه سى 804"، بينها سترة أمان ومقعد مدمر، وملابس ممزقة، وأجزاء معدنية عليها شعار "مصر للطيران"، وهو ما دمر أى آمال للعثور على أحياء. واختتم التقرير بأن حالة هذه البقايا، وطريقة العثور عليها قد تقدم مفاتيح مبكرة بشأن كيفية سقوط الطائرة، إذ أن وجود العديد من القطع الصغيرة يشير إلى تحطم فى الهواء قبل النزول إلى البحر على العكس فى حال حال وجود قطع كبيرة من حطام الطائرة يشير إلى أن الطائرة سقطت فى الماء وهى سليمة إلى حد كبير دون أن تتحطم فى الهواء.