(1) نشرت جريدة (المصريون) يوم 9 مايو نقلًا عن مسؤول فلسطيني أن معبر رفع سيفتح يومي 11 و12 مايو للحالات الإنسانية، بعد إغلاق استمر 85 يومًا، هذا الخبر يفيد التالي: 1- معبر رفع مغلق منذ 85 يوميًا (ثلاثة أشهر). 2- هذا الإغلاق شامل كامل حتى بالنسبة للحالات الإنسانية. 3- سيفتح المعبر ليومين - هذا إن فتح - فقط للحالات الإنسانية ! 4- هذه الحالة مستمرة منذ يوليو 2013 !.
(2) هذه المقالة ليست مواجهة بطبيعة الحال لأصحاب الضمائر (الطبيعية) الذين يرون في حصار غزة جريمة كبرى في حق الإنسانية أولًا كما صرحت بذلك منظمات وأفراد حقوقيون على مستوى العام كله، ثم تتعاظم الجريمة كونها في حق أخوة في الدين ثم في العروبة، لكن هذه المقالة موجهة للذين يحسبونها بالدولار والجنيه بعيدًا عن أية معايير أخلاقية، يحسبونها بالدولار والجنيه ثم يلبسونها لاحقًا ما شاءوا من شعارات أخلاقية مناسبة مثل الوطن والسيادة...إلخ، لهؤلاء أسألهم سؤالًا، من المستفيد اقتصاديًا من إغلاق الحدود المصرية بشكل كامل في وجه إخوتنا في غزة ؟، عن الاقتصاد أتحدث وليس عن أي شيء آخر، يمكنكم أن تعتبروا هذه المقالة اقتصادية طالما أنكم تعبد... أقصد تهتمون بصفة أساسية بالدولار والجنيه.
(3) في أواخر يناير 2008 عبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحدود المصرية نتيجة لحصار خانق وقتها اقترب بهم من حدود المجاعة، واستمر وجودهم في مصر لعدة أيام، خلال تلك الأيام اشتروا ضرورياتهم (بالغلا والكوا) كما نقول في العامية المصرية، حيث أنفق الفلسطينيون في خلال الأربعة أيام الأولى فقط مائتين وخمسين مليون دولار (جريدة الحياة اللندنية يوم 6 فبراير 2008)، ثم عادوا بسلام لم يمسسنا سوء، دخلوا وهي مصر وعادوا وهي مصر، لم يأكلوا قطعة من سيناء ولم نكتشف فقدان مدينة ولا قرية، لم يكونوا الهكسوس، ولا كان هجوم النمل الأبيض، إنهم إخوتنا، اللحم هو اللحم والدم هو الدم، وغنمنا نحن في مصر – استعير لغتكم في هذه المقالة – مبيعات بمائتين وخمسين مليون دولار في أول أربعة أيام فقط طبقًا للتقديرات المحلية والدولية وقتها.
(4) لن أتحدث عن أنهم إخوتنا، ولن أتحدث عن حقوق الأخوة، بل ولن أتحدث عن واجبات المروءة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان تجاه الجار الغريب، ناهيك بالجار الأخ، لن أتحدث عن شيء من هذا، لأنني أعلم أنكم تركتم هذا كله وراءكم منذ زمن بعيد، أحدثكم فقط عما تعرفون، عن الدولار والجنيه، بهذا المنطق فقط أسألكم: من المستفيد اقتصاديًا من إحكام الحكومة المصرية للحصار على غزة وإغلاق المعبر بشكل دائم مع إغراق الأنفاق ؟!.
(5) في النهاية غزة يعيش فيها أكثر من مليون ونصف نسمة، يأكلون ويشربون وتدخل لهم بضائع، صحيح أن الحصار الإسرائيلي على غزة والممتد من 2007 حتى الآن يشمل تقنين دخول المشتقات البترولية والكهرباء والكثير من السلع، من بينها الخل والبسكويت والدواجن واللحوم، ويشمل منع الصيد في عمق البحر، إلا أن هذه السلع في النهاية تدخل للقطاع عن طريق إسرائيل حصريًا.
(6) لمصلحة من أن نترك أكثر من مليون ونصف المليون شخص (لا أقول مسلم عربي) يبتاعون احتياجاتهم من السوق الإسرائيلية وبالأسعار التي يفرضها عليهم الإسرائيليين ؟!!، كم مليون دولار ستتدفق في شرايين الاقتصاد المصري اذا سمح للفلسطينيين أن يبتاعون منها بمثل ما يبتاعون من السوق الإسرائيلية ؟!، كم من فرصة عمل ستتوفر في مصر من وراء تنشيط التجارة ونقل المواد والمنتجات بين مصر وغزة ؟!
(7) لاحظوا أنني لم أتكلم عن حركة البشر وعلى عن رفع الحصار الذي نفرضه على حركة (إخوتنا) (العرب) (المسلمين)، أنا فقط أتحدث بمنطق الدولار والجنيه، إذا كان الفلسطينيون ابتاعوا بمائتين وخمسين مليون دولار في أربعة أيام مكثفة في يناير 2008، فبكم يمكن أن يبتاعوا خلال 2016 ؟، ولماذا تقدم الحكومة المصرية غزة هدية للسوق الإسرائيلية، لماذا لا نشارك في هذه (الغنيمة) بفتح المعبر أمام حركة التجارة وانتقال البضائع تحت جميع الاحتياطات الواجبة والتي تتخذ إسرائيل مثلها في انتقال البضائع منها إلى غزة، إذا كانت إسرائيل المشهورة بحذرها الأمني تنتقل منها البضائع إلى غزة، فهل نعجز نحن عن ذلك ؟.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.