تشهد قرية كفر العرب التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية حالة من القلق والحزن الشديد، عقب ورود أنباء تفيد بتغيب 8 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 سنة من أبناء القرية ضمن 25 آخرين بقرى تمور وقرية نشوة وقهلة الجبلة، سافروا إلى إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية. وقال الأهالى إنهم وقعوا على إيصالات أمانة لهؤلاء اللصوص مقابل دفع المبلغ المالي المتفق عليه وهو 30 ألف جنيه حال وصول أبنائهم إلى إيطاليا. وارتسمت على وجوه الأهالي علامات الحزن على فلذات أكبادهم الذين سافروا إلى الخارج للمخاطرة بحياتهم من أجل المال، مطالبين وزارة الخارجية بالتدخل للوقوف على مصير أبنائهم وإعادتهم إليهم أحياءً أو أمواتا. "المصريون" زارت القرية والتقت أهالي الضحايا والذين روا حكايات سفر أبنائهم، وقال ناصر عبد الغنى عبد الفتاح والد عبد الغنى 16 سنة: "ما زلت أضرب كفا بكف ولم أصدق أن ابني راح منى في غمضة عين ومصيره مجهول وحكاية ابني بدأت عندما سافر يوم 7 أبريل مع مجموعة من أبناء القرية إلى الإسكندرية بحجة المصيف وانتظرت عودته حتى ساعة متأخرة من الليل لم أر فيها طعم النوم وصباح اليوم الثانى فجرًا تلقيت اتصالاً منه قال فيه: ادعيلي يا بابا أنا راكب المركب ورايح إيطاليا فقلت له ارجع يا ابنى حرام عليك وانفجرت فى البكاء قائلًا له: "أنت سندى ووحيدى لكن جدد طلبه لى بالدعاء له ثم أغلق الخط فعاودت الاتصال عليه مرات لكن دون جدوى فابنى هو طوق النجاة والحياة بدونه أصبحت بلا طعم مطالبًا المسئولين بالدولة التدخل السريع للوقوف على الحقيقة فى اختفاء فلذات أكبادنا". وقالت سماح حافظ والدة الطفل محمود محمد رضوان 13 سنة طالب بالصف الأول الإعدادى الأزهرى بقرية نشوة بمركز الزقازيق أن نجلها يهوى السفر ووالده راعى أغنام وهو أكبر أبنائها وولدها الوحيد على 4 بنات وفور علمه بقصة السفر إلى إيطاليا أصر على السفر ضمن المسافرين من أبناء القرية لافتة إلى أنها طالبت نجلها بعدم السفر إلا أنه ترك المنزل بدون علمهم وركب دراجة نارية مع أحد أصدقائه واستقل سيارة مع عدد من أبناء القرية وأن نجلها متغيب منذ 22 يوما وأن المركب التى سافرت بعده وصلت إلى إيطاليا ومصير نجلها ما زال مجهولا. وأضافت الأم أن نجل عمه كان بصحبته ويدعى محمد محمود رضوان والبالغ من عمره 16 سنة وركب معه السيارة وقمنا بالاتصال بالمدعو محمد السيد سليمان وشهرته "أبو حنين" والمقيم بقرية عرب صبيح بدائرة المركز والذي قام بتسفيرهم مقابل مبالغ مالية تصل إلى 30 ألف جنيه ويأخذ وصلين أمانة واحد بالمبلغ وآخر بأنه يخلى مسئوليته حال حدوث مكروه لأبنائهم. وسكتت الأم قليلاً وسط حالة من الدهشة والذهول لغياب نجلها قائلة: "عايزة أعرف إبنى فين، هاتولى ابنى مش عارف ميت ولا حى مطالبة الرئيس السيسى بسرعة التدخل للوصول لحقيقة غياب نجلها لافتة إلى أنهم قاموا بالاتصال بوزارة الخارجية ولم يفد إليهم الرد حتى الآن". وقال أحمد خالد شقيق إسلام خالد 16 عاما إنه وأشقاءه ووالديه فى حالة حزن على المصير المجهول لشقيقه إسلام وإنهم عايشين على أمل سماع صوته بعد أن انحرموا منه 21 يوما.