انتقدت مجلة "التايم" الأمريكية, تخاذل الغرب والمجتمع الدولى أمام إصرار دمشق وموسكو على الاستمرار بقتل المدنيين, تحديدًا فى حلب. وكشفت المجلة فى تقرير لها فى 30 إبريل, عن إحصائية جديدة صادمة حول ضحايا المجازر المتواصلة فى سوريا, قائلة: "إن أكثر من 11 ألف سورى قتلوا فى معتقلات نظام بشار الأسد, بالإضافة إلى استمرار وجود حوالى 150 ألفا آخرين وراء القضبان, حيث يواجهون أبشع أنواع التعذيب".
وتابعت: "أكثر من 250 ألف سورى قتلوا أيضًا فى المجازر المتواصلة, التى ينفذها نظام الأسد". وفى محاولة لإبراز حجم المأساة فى سوريا, نشرت المجلة صورة للأسد, تظهر فيها رأسه, وبها جماجم بشرية كثيرة, واصفة إياه بأنه "وحش القرن".
وتتعرض أحياء حلب منذ أيام لقصف عنيف غير مسبوق من طيران النظام السورى وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية ولا المدنيون, فيما أطلق عليه البعض "حريق حلب." وحسب "الجزيرة", شهدت عواصم عربية وعالمية اعتصامات ووقفات تضامن تنديدا بمجازر حلب, حيث نظم عدد من الناشطين اللبنانيين والسوريين وقفة تضامن مع مدينة حلب وسط بيروت. وتجمع الناشطون فى ساحة سمير قصير، حيث رفعوا لافتات حمراء تضامنا مع سكان حلب، كما رددوا شعارات وهتافات تندد بالصمت الدولى تجاه ما تتعرض له المدينة من قصف النظام السورى وحلفائه. وطالب الناشطون المجتمع الدولى بالتحرك الفورى لوقف ما يرتكب بحق الأطفال والنساء والأبرياء فى سوريا. وفى تونس, دعا ناشطون المنظمات الدولية إلى التدخل لوقف ما يتعرض له أهالى حلب من قصف على يد قوات الأسد وروسيا، فى وقفة نظمت السبت وسط تونس العاصمة. وفى مصر, أعلن نشطاء عن حملة إلكترونية لتعطيل حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لمدة 12 ساعة، فى محاولة لمساعدة سوريا ولفت أنظار العالم إلى دماء الأطفال. كما اعتصم عشرات الأشخاص أمام السفارة الروسية بالعاصمة الهولندية, منددين بمشاركة روسيا فى قصف حلب. وردد المعتصمون شعارات تدين الغارات التى تشنها طائرات روسية على المدينة، مطالبين بتدخل دولى لوقف هذه الغارات. أما فى بريطانيا, فنظمت "حملة التضامن مع سوريا" وقفة احتجاج أمام السفارة الروسية فى لندن تنديدا باستهداف مستشفى القدس الميدانى فى حلب.
ودعا المشاركون فى هذه الوقفة المملكة المتحدة إلى الاستجابة لنداء الأطباء السوريين والمدنيين المحاصرين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة. كما أدان المتظاهرون الهجمات المستمرة على المدنيين وحرمانهم من الرعاية الصحية. وفى مدينة إسطنبول, نظم متظاهرون أيضًا وقفة تضامن مع حلب ورفعوا لافتات تدعو للتضامن مع المدينة. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية علقت على مجزرة مستشفى "القدس" فى حلب, قائلة هذا الهجوم هو جزء من نمط أوسع لاستهداف ممنهج للمستشفيات من قبل نظام بشار الأسد. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 29 مارس أن مستشفى القدس الذى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر قد دُمر فى غارة جوية، ما أدى إلى مقتل مرضى وأطباء بمن فيهم أحد آخر أطباء الأطفال المتبقين فى الجزء الذى يسيطر عليه الثوار فى المدينة. ونقلت الصحيفة عن أطباء بلا حدود قولها إن مستشفى القدس استهدف فى 27 إبريل فى غارة قتلت العشرات من المرضى وأفراد الطاقم الطبي. وأضافت المنظمة: "هذا الهجوم دمر المستشفى والمركز الرئيسى لرعاية الأطفال فى المنطقة", واستنكرت الصمت الدولى إزاء المجازر ضد المدنيين فى سوريا, قائلة :"أين غضبة أولى الأمر والذين بأيديهم وقف هذه المذبحة؟". وأشارت "الجارديان" إلى أن نظام الأسد يعتبر أى منشآت طبية فى الأراضى التى تحت سيطرة المعارضة أهدافا عسكرية مشروعة. وحسب ناشطون سوريون, سقط خمسون قتيلا فى مجزرة مستشفى القدس فى حى السكرى بحلب. وضحايا المجزرة كانوا من الأطباء والمسعفين والمرضى، بينهم محمد وسيم معاذ أشهر طبيب أطفال فى المدينة. وحسب "الجزيرة" قالت ميريلا حديب المتحدثة باسم مكتب منظمة "أطباء بلا حدود" فى بيروت الذى يقدم الدعم المالى لمستشفى القدس، إن محمد وسيم معاذ اختار المجازفة بحياته لمساعدة سكان حلب. وأضافت: "مستشفى القدس هو المستشفى الرئيسى للأطفال، وكان معاذ يعمل فيه منذ سنوات طويلة"، معتبرة أن "خسارته لا تعوض".