حقق كل من هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزاً مهماً في الانتخابات التمهيدية في "الثلاثاء الكبير" للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات الخمس شمال شرق الولاياتالمتحدة، وهو ما يعني ضمان تأييد أكبر عدد من المندوبين في حزبيهما، ما جعلهما يتقدمان على منافسيهما بفارق مريح. ترامب واثق من نفسه نتائج الانتخابات الجمهورية شكلت فشلاً ذريعاً للهجوم المضاد الذي تشنه القيادات الجمهورية على دونالد ترامب في الولايات الخمس المعنية ب"الثلاثاء الكبير" هذا. وقال ترامب متحدثاً في ردهة برج ترامب في نيويورك "اعتبر نفسي المرشح الطبيعي" للحزب الجمهوري مضيفا في تعليق على هزيمة خصميه "انا الرابح. المسألة حسمت في ما يتعلق بي. لا يمكنهما الفوز". وتنتقل المعركة الآن إلى ولايات أقل تأييدا لرجل الأعمال الثري، بدءاً بانديانا بعد أسبوع. والمهم بالنسبة لترامب ليس أن يفوز فقط في الانتخابات التمهيدية المتبقية، بل أن يفرض نفسه بنسبة عالية جداً في عمليات الاقتراع العشر المتبقية، حتى يبلغ غالبية 1237 مندوباً ويفوز بشكل حتمي بالترشيح الجمهوري قبل مؤتمر الحزب في يوليو في كليفلاند. ومن المتوقع أن يخرج من انتخابات الثلاثاء بما لا يقل عن 945 مندوباً بصورة إجمالية. وتقضي استراتيجية خصميه بوقفه قبل بلوغ العتبة الحاسمة سعياً لتحقيق سيناريو غير مسبوق منذ 40 عاماً، وهو الوصول إلى مؤتمر جمهوري "متنازع عليه" يكون مشرعاً على كل الاحتمالات، يصوت فيه المندوبون مراراً وتكراراً إلى حين تحقيق غالبية مطلقة. وينظم الحزب الجمهوري مؤتمره العام في يوليو/تموز في كليفلاند. لكن الخبير السياسي في جامعة كلارك بماساتشوستس روبرت بوترايت قال لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "من الصعب في هذه المرحلة تصور خسارة ترامب الترشيح" معتبراً أنه حتى لو كان ينقصه عدد من المندوبين، فهو سيتوصل بالتأكيد إلى اقناع بعض المندوبين المستقلين بتأييده في كليفلاند. وسعياً منه لتفادي تشتيت أصوات الجمهوريين المعارضين لترامب، يمتنع كاسيك عن خوض حملة في انديانا لإفساح المجال لتيد كروز. كلينتون قريبة من الهدف أما هيلاري كلينتون، فحققت بعد فوزها في 4 ولايات الثلاثاء تقدماً بات من شبه المستحيل على بيرني ساندرز التعويض عنه، إذ سيحتاج إلى الفوز بحوالي 85% من المندوبين المتبقين لتخطيها. وفي خطاب ألقته في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا حيث يعقد الحزب الديموقراطي مؤتمره في يوليو ، أظهرت كلينتون ثقة الفائزين لدى اعتلائها المنصة، وحرصت على مد يدها لناخبي ساندرز. وقالت "أهنئ السناتور ساندرز وملايين انصاره، بفضلهم سنكسب التحدي حتى لا يعود هناك غموض مالي في السياسة، وللحد من التفاوتات". وأضافت "سواء كنتم تؤيدون السناتور ساندرز أو تؤيدونني، فما يجمعنا أهم بكثير مما يقسمنا". وأكدت المرشحة وبجانبها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون "بدل أن ندعهم يعيدوننا إلى الخلف، نريد دفع أميركا إلى المستقبل". وأقر ساندرز بأن فرصه باتت ضئيلة، لكنه تعهد بمواصلة السباق حتى النهاية، أو على الأقل حتى الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا في 7 يونيو ، الأهم خلال السنة من حيث عدد المندوبين. ولم يأت على ذكر أي نية في الانسحاب في كلمة القاها خلال مهرجان انتخابي في فيرجينيا الغربية. وكرر "أن جميع استطلاعات الرأي تشير إلى فوزنا على ترامب" غير انه قد يعيد النظر في استراتيجيته في الشوط الأخير من الحملة، سعياً لضمان دور أساسي لنفسه في وضع البرنامج الرسمي للحزب الديموقراطي. وتخرج هيلاري كلينتون من انتخابات الثلاثاء بأكثر من ألفي مندوب مقابل حوالي 1300 لساندرز، من أصل 2383 مندوباً هي الغالبية المطلوبة لكسب ترشيح الحزب. تبادل للاتهامات وسارع ترامب وكلينتون إلى تبادل انتقادات لاذعة، متوعداً كل منهما بهزيمة الآخر إذا فازا بالترشيح وتواجها في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في 8 نوفمبر لانتخاب خلف للرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وأبلغ ترامب مؤتمراً صحفياً في ترامب تاور بنيويورك: "أعتقد أن كلينتون مرشح به عيوب وسيكون من السهل هزيمتها". وانتقد ترامب - الذي سيلقي كلمة عن السياسة الخارجية في واشنطن اليوم الأربعاء - سجل كلينتون أثناء عملها كوزيرة للخارجية وتصويتها لدعم حرب العراق عندما كانت عضوة بمجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وقال ترامب إن المزية الوحيدة لكلينتون هي أنها امرأة تسعى لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة. وأضاف: "بصراحة لو كانت هيلاري كلينتون رجلاً فإنني لا أعتقد أنها كانت ستحصل على 5% من الأصوات". وهاجمت كلينتون - في كلمة ألقتها في فيلادلفيا - ترامب لاتهامه لها بمحاولة "اللعب بورقة المرأة". عرقلة ترامب فوز ترامب الكاسح يأتي بينما يسعى الجمهوريان تيد كروز وجون كاسيتش لوضع استراتيجية جديدة لمنع ترامب من تأمين الحصول على ال1237 مندوباً، المطلوبين للفوز بترشيح الحزب في مؤتمره المقرر في يوليو المقبل. ولا يمكن لكل من كاسيتش أو كروز كل على حدة الفوز بما يكفي من المندوبين لتأمين الفوز بترشيح الحزب قبل المؤتمر، لكنهما يأملان في منع ترامب من الفوز بعدد المندوبين المطلوب وإجبار المندوبين على التفاوض على خيار آخر. واتفق كروز وكاسيتش هذا الأسبوع على التعاون من أجل تعزيز فرصهما في وقف ترامب، من خلال تركيز جهودهما على الولايات التي تعتبر أكثر تأييداً لهما، وهي الخطوة التي وصفها ترامب بأنها علامة على يأس خصومه.