يضم مجلس النواب الحالي نحو20 صحفيًا, لكن ذلك لم يمنع قوات الأمن من الاعتداء على الصحفيين، واعتقالهم أثناء ممارسة عملهم، وكان آخرها ما حدث أمس حيث اعتقل أكثر من 40 صحفيًا. وحاصرت قوات الشرطة نقابة الصحفيين بعد أن شهد محيطها مظاهرات شعبية لرفض تنازل الحكومة عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية. وامتد حصار الصحفيين ليتم منع جميع أعضاها من دخولها وعلى رأسهم محمد عبد القدوس عضو مجلس النقابة السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان. وحاولت قوات الأمن في زى مدني اقتحام النقابة في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ النقابة, ما دعا مجلسها لتنظيم وقفة ل "استرداد الكرامة" وتوثيق جميع الانتهاكات لتقديمها للنائب العام الخميس المقبل. وأبدي الكاتب الصحفي رضوان الزياتي عضو مجلس النواب, وعضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين, رفضه لما حدث من انتهاكات من قبل الشرطة للجماعة الصحفية. لكن في الوقت ذاته أعرب عن رفضه لما سماه "استغلال البعض لسلم نقابة الصحفيين لتحقيق أغراض سياسية, فالجميع استفاد من وقوفهم أمام الصحفيين إلا الصحفيين أنفسهم الذين مازالوا يتقاضون أقل الرواتب في مصر". وأضاف في تصريح إلى "المصريون": "ليس لدينا مشكلة في أن نكون منبرا للتعبير عن الرأي في مصر بشرط عدم استغلاله سياسيًا ضد الدولة". وتابع: "مؤمن أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان رغم التنازل عنهما وهذا هو رأيي, لكن البعض يستغل هذا الموضوع في هذا الظرف لتشويه الدولة". وشدد على أنه "لا يجوز للشرطة أن تغلق نقابة الصحفيين وتمنع أعضائها من الوصول إليها كما حدث في ذكري تحرير سيناء", قائلاً إنه سيقود مبادرة للتواصل مع وزير الداخلية بشكل ودي مع عدد من الصحفيين النواب وسؤاله عن انتهاكات رجالة ضد الصحفيين, بشرط عدم اختراق القانون. وتوعد بأنه "إذا تطور الأمر ولم نحصل على رد شاف سنقوم باتخاذ الأدوات البرلمانية واستدعاء الوزير للمثول أمام البرلمان". وأوضح أن أي "مظاهرات خارج مبني النقابة يجب أن تكون بترخيص, وإذا أراد الصحفيون الاعتراض علي شيء فيجب إقامة ندوة أو مؤتمر داخل أروقة نقابة الصحفيين". من جانبه، رفض الكاتب الصحفي يوسف القعيد عضو مجلس النواب, التعليق عن مظاهرات الصحفيين أمام النقابة لحفظ كرامتهم بعد محاولة اقتحامها من قبل الشرطة, قائلاً: " حالتي الصحية لا تسمح لي بالتعليق", مؤكدًا على انتمائه للصحفيين. وقال محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين, إن أعضاء مجلس النواب من الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية غير متواصلين مع النقابة بشأن الانتهاكات التي وتواجهها نقابة الصحفيين من قبل قوات الأمن لأول مرة بعد محاولة اقتحام النقابة أمس ومنع صحفييها الكبار والصغار من دخولها. وقال إن "مجلس النقابة يعمل الآن على توثيق جميع الانتهاكات والخروقات التي حدثت لصحفييها من أجل التقدم ببلاغ للنائب العام لوقف هذه الانتهاكات ووقف العدوان علي مواد الدستور والقانون التي تضمن حرية الصحافة وكرامة أبنائها". ونظم عدد من الصحفيين، وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين، احتجاجا على انتهاكات قوات الأمن، بحق للصحفيين الميدانيين، خلال تغطيتهم لتظاهرات الأمس، ورددوا هتافات كان أبرزها : “ياحرية فينك فينك حبس الصحفي بينا وبينك”و “اكتب على حيطة الزنزانة حبس الصحفي عار وخيانة”. كما رفعوا لافتات كتب عليها أسماء الصحفيين المحبوسين، في قضايا تتعلق بعملهم وقضايا نشر. وأكدت نقابة الصحفيين في بيان لها اليوم، أنها لن تتهاون في الدفاع عن صحفييها، الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم، خلال أداء مهام عملهم، مؤكدة أنها قلعة الحريات.