أكد الكاتب السعودي جمال خاشقجي، حرص بلاده على استمرار علاقاتها الطيبة مع مصر، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين ينهي على أي خلاف بين البلدين، وهو الأمر الذي اتبعته المملكة مع باقي دول الخليج. وأجاب "خاشقجي"، في مقال نُشر له بصحيفة "الحياة" بعنوان "باب ما جاء في حسن الجيرة"، على السؤال الذي طرحه البعض وهو لماذا الآن، وقد مضى على وديعة جزيرتي تيران وصنافير في العهدة المصرية ثلاثة أرباع القرن؟ لافتًا إلى أن هناك 4 أسباب توضح الإجابة على هذا التساؤل. وقال "خاشقجي"، إن أول تلك الأسباب هو أن الوقت مناسب، فالعلاقة بين البلدين في أوجها، والرئيس عبدالفتاح السيسي يمتلك الشعبية والقدرة اللازمة لتمرير قرار كهذا، والثاني، أن الرياض باتت القوة الأهم في المنطقة، وحان وقت تحمّل مسؤوليتها في تلك المنطقة الحساسة، التي تتمتع فيها إسرائيل بقوة ونفوذ لا تستحقه. أما عن ثالث سبب فأوضح أنه مشروع جسر الملك سلمان، الذي سيغير سياسة المنطقة واقتصادها وجغرافيتها، والأفضل أن تعود الجزر إلى السيادة السعودية التي تستطيع حماية هذا المشروع وتمريره، وآخرها هو أن الحدود الجيدة والواضحة، تصنع جيرانًا جيدين، فلا أحد يعرف تحديداً ما الذي يحويه خليج العقبة وجنوبه من مكامن غاز ونفط يمكن أن تكون موضوع خلاف مستقبلي بين الأشقاء، إذا لم تكن هناك حدود واضحة. وأضاف: "لم تُكشف تفاصيل الترسيم، لكن معرفتنا بأسلوب السعوديين في التعاقد والتفاوض تشي بأنهم لا يتركون شاردة ولا ورادة إلا ويحصيها الاتفاق، ولنا في آخر اتفاق تم بموجبه تعديل الحدود السعودية - الأردنية التي رسمها الإنجليز نموذجاً، ففي عام 1965، تنازلت السعودية عن بضعة عشر كيلومتراً من ساحلها لمصلحة الأردن، ليتوسع منفذه البحري الوحيد جنوب العقبة، في مقابل مساحة معتبرة تنازلت عنها للأردن بوادي السرحان، وتضمن الاتفاق بنداً ملزماً بتقاسم الثروات التي يمكن أن تكتشف في تلك المناطق المتنازل عنها لمصلحة البلدين".