تأثرت كثيرًا بالأستاذ الدكتور قاسم عبده قاسم هناك دعوات لتهميش التاريخ وتسطيحه من خلال وسائل الإعلام لابد من أن تكون هناك كليات للتاريخ الصراع بين الشرق والغرب قائم ويتخذ الآن أساليب جديدة دور المدرسة التاريخية فى جامعة سوهاج لابد من إيجاد مركز للتراث فى كل جامعة
ساقتنى الأقدار لزيارة كلية الآداب جامعة سوهاج على هامش مؤتمر وسط الصعيد الثقافى، الذى عقد بمدينة سوهاج فى الفترة من 15- 17/3/2016، وانسللت من الندوة بغية السؤال عن الأستاذ الدكتور عبدالمنعم سلطان، أستاذ التاريخ الإسلامى، وقد التقيته قبل عشرين عامًا فى كلية الآداب بالمنيا، حيث كان يناقس إحدى الرسائل العلمية، فأخبرنى رجل يظهر عليه سمة التواضع وإنكار الذات. استقبلنى بحفاوة وكرم بالغين، وقال لى إن الدكتور عبد المنعم سلطان قد رحل منذ عامين، فحزنت أشد الحزن وظهرت علىّ أمارات الحزن والتأثر. كان هذا الرجل المتواضع هو الأستاذ الدكتور صلاح ضبيع، أستاذ تاريخ العصور الوسطى فى كلية الآداب جامعة سوهاج، الذى دخل قلبى من أول لحظة، وجلسنا قرابة الساعة نتجاذب أطراف الحديث، لا أمل من كلامه أبداً. وددت لو جلسات معه نهاراً بأكمله، أستفيد من علمه وخبرته وتفرده فى مادته، وكان هذا الحوار زبدة هذا اللقاء الثرى الممتع، وقد تحدثنا من خلاله عن موضوعات شتى، منها نشأته، والدوافع التى جعلته يلج مجال التاريخ، وعلاقته بأساتذته، وعلى رأسهم الدكتور قاسم عبده قاسم، ودور الجامعة فى النهوض بالدراسات التاريخية على وجه العموم ومدرسة جامعة سوهاج على وجه الخصوص، وكيفية الاستفادة من تراثنا. وإلى نص الحوار: بداية حدثنا عن النشأة، وكيف كانت للنشأة أثر كبير على حياتك العلمية فيما بعد؟ لست من الطبقة الأرستقراطية ولكن من بيت ميسور الحال، وربما أسرة كبيرة، ممن تبحث عن التعليم، وقد كان .
الدوافع التى جعلتك تلج مجال التاريخ الإسلامى وأهم أساتذتك فى هذا المجال في مصر وخارجها؟ أحببت التاريخ بصفة عامة، منذ دخولى الجامعة، تأثرت كثيراً بأستاذى الدكتور قاسم عبده قاسم، أستاذ تاريخ العصور الوسطى، وأعجبت بمنهجه وشخصيته الجذابة وتمنيت أن أكون أستاذًا للتاريخ، ولذلك دخلت هذا الفرع (التاريخ الوسيط) من أجل هذا الرجل، وتأثرت أيضاً بالدكتور رأفت عبد الحميد )رحمه الله)، يوم أن كان يدرس لى بالزقازيق، وممن لهم فضل على فى هذا المجال السيدة الأستاذة الدكتورة زبيدة محمد عطا، والأستاذة الدكتورة عفاف سيد صبرة، والسيد الأستاذ الدكتور حامد زيان غانم، وكذلك السيد الأستاذ الدكتور أسامة زكى زيد، والسيد الأستاذ الدكتور محمد مرسى الشيخ، وتخرجت سنة 1986 بتقدير جيد جداً، وعينت معيداً بعد ثلاث سنوات فى كلية الآداب بسوهاج 1989، وحصلت على الماجستير سنة 1993 فى رسالة بعنوان "دور الألمان فى الحروب الصليبية فى بلاد الشام 1148-1229"م وقد نشرت سنة 2008، بنفس العنوان وحصلت أيضاً على شهادة الدكتوراه سنة 1998، فى رسالة بعنوان "العلاقات السياسية والأمبراطورية البيزنطية فى عصر آل باليولوجوس 1261-1453م"، وقد نشرت هذه الرسالة بعنوان "فتح القسطنطينية" سنة 2008 عن المكتب العربى للمعارف..وقد أشرف على الرسالتين الأستاذ الدكتور محمود الحويرى ...
كيف ترى دور الجامعات المصرية فى النهوض بالدراسات التاريخية؟ أما عن دور الجامعات المصرية فهو تقليدى من خلال أقسام التاريخ بها، ومن خلال اتحاد المؤرخين العرب، أو الجمعية التاريخية، محاولات للنهوض بدراسة التاريخ، ولكن لابد من أن تكون هناك كليات للتاريخ، عند ذلك يمكن أن ننصفه، ولابد أن نقرأ التاريخ وأن نستفيد منه فعلاً، وهناك دعوات لتهميش التاريخ وتسطيحه فى وسائل الإعلام والدراما وهذا بطبيعة الحال وهذا يؤثر على الانتماء الوطنى والقومية العربية.. والدور المنتظر بالنسبة لخريج التاريخ أن تركز الدولة على أن يكون هذا الخريج يمتلك أدواته وأن تعتز الدولة به.
كيف ترى مناهج ومدارس كتابة تاريخ العصور الوسطى فى الجامعات المصرية والعربية اليوم؟ هناك بعض التطور النوعى فى مناهج ودراسة التاريخ، حيث ننتقل، وعلى حياء، من الجانب السردى للتاريخ، القائم على القص واللزق، والحكاوى، إلى الجانب النقدى القائم على التحليل والتعليل والمقارنات واستنباط النتائج.
الصراع بين الغرب والشرق قائم منذ ظهور الإسلام وبصفتك أستاذ لتاريخ العصور الوسطى كيف ترى مظاهر هذا الصراع؟ الصراع قائم نعم، من مرحلة الاستعمار، إلى مرحلة الاستعمار الثقافى (التبعية الثقافية )، ثم مرحلة الفوضى، والتى هى استعمار جديد، وهو ما نراه الآن،(وكل ذلك من أجل الثروات الموجودة فى الشرق).
كيف نقيم دور مدرسة جامعة سوهاج التاريخية وما أهم نتاجها؟ أما عن دور مدرسة سوهاج، فقد كان واضحًا فى الجانب الحديث على يد السيد الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقى، الذى أوجد جيلاً قادراً على النقد والتحليل، والسيد الأستاذ الدكتور عبد المنعم سلطان (رحمه الله) كون مدرسة كبيرة من طلاب التاريخ الإسلامى، وكذلك السيد الأستاذ الدكتور محمود الحويرى (رحمه الله) أستاذ التاريخ الوسيط، ومن الجدد الذين لهم بصمة على دراسة التاريخ بالقسم السيد الأستاذ الدكتور جمال أحمد طه، أستاذ تاريخ المغرب والأندلس، الذى يهتم بالدراسات الاجتماعية، والسيدة الأستاذة الدكتورة أميمة أحمد السيد، أستاذ مساعد التاريخ الإسلامى (الدولة العربية الإسلامية)، والسيد الدكتور ممدوح، أستاذ مساعد التاريخ الإسلامى.
كيف نستفيد من تراثنا العظيم؟ إن التراث العربى والإسلامى عظيم وكبير ويستحق الكثير من العناية، وقد نستفيد منه بدرجة أكبر مما هو موجود الآن، لاسيما إذا حاولنا أن نجعل هناك فى كل جامعة مكتبة للتراث، وحاولنا أن نهتم بمن يلهثون وراء هذا التراث، لاسيما من الناحية المالية. (ولكن هيهات هيهات).