خبير ألبان: 4آلاف معمل غير مرخصة لبيع الألبان المغشوشة مباحث التموين: مضبوطات ألبان فاسدة بالقليوبية والسويس و128 قضية خلال العام الماضي طبيب أطفال: ألبان الأطفال ثبت عدم صلاحيتها واحتواؤها على حشرات
لاحظت معظم السيدات خلال الفترة الأخيرة عند استعمال حليب الأطفال الذي يباع في الصيدليات، أنه لا يذوب في الماء، ويكوّن "كرات" من البودرة لا تذوب ولا تختلط بالمياه، وبمجرد تناول الرضيع له يتألم ويبدأ بالصراخ، وعند الذهاب للطبيب يفاجئن أن اللبن الذي تناوله الرضيع فاسد ومغشوش. حصلت "المصريون" على صور لعبوات ألبان داخلها بودرة مغشوشة تباع بالصيدليات، وأكد خبراء أن هناك 4آلاف معمل غير مرخصة لبيع الألبان المغشوشة بدون رقابة، وأشاروا إلى أنه تم غلق شركة شهيرة للألبان لضبط 2080 شيكارة بودرة غير صالحة للاستهلاك الآدمي وبها تحجر. تم ضبط صاحب شركة شهيرة، لقيامه بتجميع كميات لبن البودرة والتي أوشكت تواريخ صلاحيتها على الانتهاء وتعبئتها بشكائر وعليها بيانات أنها استيراد من الخارج وإعادة طرحها على مصانع إنتاج الألبان، يقوم بتجميع كميات لبن البودرة والتي أوشكت تواريخ صلاحيتها على الانتهاء ويقوم بتجميعها وتعبئتها داخل شكائر وتدوين عليها بيانات أنها استيراد من الخارج وإعادة طرحها على مصانع إنتاج الألبان ومنتجاتها، مما يُعد ذلك غشًا تجاريًا وضررًا على الصحة العامة، وتم ضبط 2080 شيكارة بودرة زنة الشيكارة 25 كجم بإجمالي وزن 52 طنًا، وبفحصها تبين أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي وبها تحجر وتغير في خواصها الطبيعية. وكان حجم المخالفات المضبوطة خلال عام 2015 في هذا القطاع، شملت 128 قضية منتجات ألبان مغشوشة، وحجم المضبوطات حوالي 99 طن منتجات ألبان، عبارة عن 315 ألف عبوة جبن وألبان و77 ألف قطعة جبن و7 آلاف عبوة زبادي فاسد، و1.4 طن لبن بودرة، فضلًا عن 5 أطنان مستلزمات تصنيع. تتعدد أشكال غش الألبان للأطفال الصغار أو حديثي الولادة، فبعضها تتم تعبئتها في نفس عبوات الألبان المستوردة التي يتم تجميعها من القمامة، بمواد تحتوى على النشا والأرز المطحون، لتدفع الأم ما يتجاوز الخمسين والسبعين جنيهًا لشراء عبوة فاسدة، وهو ما يعرض الطفل لخطر التسمم أو الوفاة وربما الانتفاخ والمغص والقيء، وبعض الألبان المدعمة تعرضت لمشاكل أنها غير مطابقة للمواصفات. وفي ظل حكومة الدكتور عصام شرف، كان وزير الصحة وقتها أشرف حاتم، تم فحص عينة من حليب رضّع مجفف بيوميل1 وأثبتت التحاليل عدم صلاحيته للاستهلاك الآدمي، لاحتوائه على بويضات وأجزاء من حشرات. والنوع الآخر من غش الألبان هو خلطها بمواد كبودرة السيراميك والفورمالين وزهرة الغسيل، وكلها مواد ضارة قد تؤدى إلى إصابة الإنسان بأمراض السرطان والفشل الكبدي، وأغلب تلك الألبان التي تباع بالمحال التجارية ولدى الباعة الجائلين بدون مصدر معلوم. وقال الدكتور يحيي ربيع، استشاري طب الأطفال، إن ألبان الأطفال تختلف حسب وزنه وسنه وتضيف له الفيتامينات والهرمونات التي يحتاجها الطفل حسب عمره، والألبان المغشوشة للأطفال تسبب النزلات المعوية والقيء والإسهال ويصل الأمر للتسمم وربما الوفاة. وأضاف: "الألبان المتداولة والتي تباع مجهولة المصدر بمحال الألبان والسوبر ماركت، فبعض عديمي الضمير يضيفون لها مواد خطيرة ومسرطنة مثل الفورمالين وبودرة السيراميك وهى تؤثر على الجهاز الهضمي للطفل والجهاز العصبي وتسبب أمراض السرطان، وأبرز الإصابات للأطفال تكون الإصابة بميكروبات كالسيمونيلا والايكولاي والشيوديلا وكلها تؤدى إلى الإصابات بالنزلات المعوية والحمى وأعراضها الإسهال وارتفاع درجة الحرارة"، موضحًا أخطار الألبان المغشوشة. وقال الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة إن "مصر تستورد لبن أطفال من الخارج بقيمة 860 مليون جنيه سنويًا، رغم أن تكلفة إنشاء المصنع لا يتكلف أكثر من 100 مليون جنيه، والحكومات السابقة سبب أساسي في أزمة ألبان الأطفال في مصر، لأن مصر لا يوجد بها مصنع لبن أطفال سواء المدعمة أو غير المدعمة، ونستورد "لبن صناعي" منذ عشر سنوات، لقرابة 2 مليون و700 ألف طفل يولدون سنويًا، ولكنت بحاجة ل 30 مليون علبة. وأكد الدكتور إبراهيم محمد، باحث بقسم الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن هناك قرابة 4000 معمل تقريبًا بعضها مرخص والغالب فيها غير مُرخّص، وتعمل بلا رقابة ومصدر للألبان المغشوشة المضاف لها فورمين وبها بودرة سيراميك وتوزع الألبان على المحال التجارية، وهى تسبب تلف الكبد وأمراضًا ضارة، وغلي اللبن لا يقضي على خطورة المواد الحافظة المضافة إليه. وأشار صفوان ثابت، صاحب أكبر مصانع الألبان، وعضو غرفة الصناعات الغذائية، إلى أن هناك قرابة 200 مصنع معتمد للجبن وخمسة مصانع للألبان، وهى أعضاء بشعبة الألبان، وأغلب مصانع الألبان غير مقيدة بهيئة التنمية الصناعية نظرًا لتعقيدات التشريعات، وبالتالي لا تخضع للرقابة الصناعية وربما تخضع فقط لرقابة وزارة الصحة ومباحث التموين. وحول مستقبل ألبان الأطفال، أصدر مدير مركز الحق في الدواء، الدكتور "محمد فؤاد"، تخوفات حول مصير ألبان الأطفال المدعمة بعد فوز شركتين غير حكوميتين بمناقصة لاستيراد 18 مليون عبوة ألبان سنويًّا بتكلفة 600 مليون جنيه، والتي جاءت في ظل نقص ألبان الأطفال والأدوية المدعومة بالصيدليات وفساد الألبان مجهولة المصدر التي كانت تستوردها وزارة الصحة والسكان قبل سنوات بالأمر المباشر، وفازت شركة "إيفا فارما للأدوية" المملوكة لرياض أرمانيوس بصفقة الألبان المدعمة لاستيراد الأصناف من الخارج، بينما فاز بتوزيع الصفقة الشركة المصرية للأدوية وشركة "مالتي فارما" المملوكة للدكتور أحمد العزبي. وأضاف "فؤاد"، أن هناك تخوفًا ألا تذهب هذه الألبان المدعمة إلى مراكز الأمومة والطفولة التي بالكاد كانت تكفيها صفقة الألبان ثمانية أشهر فقط من العام، وأن هناك محاولات من الحكومة لدخول القطاع الخاص وشركاته في عملية استيراد وتوزيع الدواء ودخول الدكتور أحمد العزبي وشركته "مالتي فارما" في توزيع 20% من الأدوية داخل، في الوقت الذي فازت فيه الشركة المصرية ب80% من صفقة توزيع الألبان المدعمة، واحتكار عدد من رجال الأعمال البارزين لسوق الألبان والأدوية المدعومة. وتابع "فؤاد": "وزارة الصحة والسكان كانت تدعم 23 مليون علبة لبن يوزع منها 7 ملايين علبة بدعم كلي من خلال مراكز طب الأسرة أو الوحدات الصحية، بينما يتم توزيع 7 ملايين علبة بدعم جزئي للأطفال تحت سن 6 أشهر على الصيدليات بسعر 17 جنيهًا، و9 ملايين علبة بدعم جزئي للأطفال أكثر من 6 أشهر في الصيدليات بسعر 18 جنيهًا، هذه الألبان توزع على ما يقرب من 60 ألف صيدلية، وتم تخفيض العدد في المناقصة القادمة إلى 18 مليون عبوة فقط وسيتم تجاهل احتياج شريحة كبيرة من المجتمع تستفيد من الدعم الجزئي، وسيتم فتح الباب لمافيا الدواء للبدء في تسويق ألبان بديلة بسعر 60 جنيهًا، وهو ما سيرهق أهالي الأطفال ويحملهم أكثر من طاقتهم". وأوضحت الدكتورة سحر شلبي، استشاري التغذية: "أن هناك أحكامًا تحكم استيراد الألبان وضعها المعهد القومي للتغذية، أن يكون الصنف مُسجلًا بوزارة الصحة داخل مصر، وتقديم دراسات حديثة تثبت سلامة وجودة مكونات المنتج من بداية إنتاجه، وحتى نهاية فترة الصلاحية، ومصدر اللبن من دول مرجعية محددة وموثقة من قبل وزارة الصحة في صناعة الألبان، وتقديم شهادة من الجهات الرقابية الصحية الحكومية وموثقة من السفارة المصرية ببلد المنشأ الذي تم فيه تصنيع اللبن تثبت التداول والبيع الحر الفعلي للمنتج في بلد المنشأ، مع ضرورة خضوع عينات عشوائية للمنتج المستورد، للتحليل بمعرفة الجهات المختصة بوزارة الصحة، والتأكد من خلوها من الملوثات والمواد الضارة. وأضافت "شلبي": "الألبان السائبة من الممكن معرفة ضررها إذا كان لونها يميل إلى الزرقة يدل على إضافة الماء إلى اللبن، أو ظهور حبيبات النشا به". من جانب آخر، صرح مسئول المكتب الإعلامي لمباحث التموين، بأن هناك رقابة على معامل بير السلم بالمحافظات، ويتم التنسيق مع وزارة الصحة وحماية المستهلك لضبط تلك المعامل، والعقوبة تجاه المخالفين تشمل غلق المنشأة طبقا لقانون الغش التجاري رقم 67 لسنة 2006 وفرض غرامة تتراوح بين 5 آلاف جنيه و100 ألف جنيه، وقد تم ضبط 38 علبة ألبان خاصة بالأطفال حديثي الولادة، منتهية الصلاحية، داخل مستشفى خاص في السويس.