مصر ترسل وفدًا لإطلاع روما على نتائج التحقيقات.. ومجلس الشيوخ يهدد بسحب السفير واعتبارها دولة غير آمنة حقوقيون: لهذه الأسباب تهديدات إيطاليا لا قيمة لها !!
يبدو أن فتيل الأزمة التى اشتعلت بين القاهرةوروما عقب مقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجيني"، لم تنته بعد، ما أدى لتهديد مجلس الشيوخ الإيطالى بسحب سفير رومابالقاهرة، حال عدم تقديم المحققين المصريين أى جديد بشأن مقتل الشاب الإيطالي، حسبما أكد "لويجى مانكوني" رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر المجلس وحضرته أسرة "جوليو ريجيني" منتصف الأسبوع الماضي. وأضاف "مانكوني" أن مجلس الشيوخ الإيطالى يتجه إلى اعتبار مصر بلدًا غير آمن وإلزام الحكومة الإيطالية بسحب سفيرها بالقاهرة ومطالبة الجالية الإيطالية فى مصر بسرعة مغادرتها البلاد وعدم زيارة القادمين لها، احتجاجًا على استخفاف الحكومة المصرية بالتحقيقات التى تجريها فى مقتل "جوليو ريجيني". وطالب "مانكوني"، باستدعاء السفير الإيطالى فى القاهرة لغرض التشاور، وأكد ضرورة إعادة النظر فى العلاقات القنصلية مع مصر. يشار إلى أن الإيطالى "جوليو ريجيني" اختفى يوم 25 يناير الماضى وعثر على جثته فى الثالث من فبراير فى محافظة الجيزة وعليها آثار تعذيب حسبما أفاد تقرير الطب الشرعى آنذاك ولم يستدل على قاتليه حتى الآن. ومن المقرر أن ترسل الحكومة المصرية، وفد المحققين المصريين المتولى للقضية إلى روما، يوم 5 إبريل القادم، لإيفاد الجانب الإيطالى بنتائج التحقيق، حسب المدة المحددة بين الجانبين الإيطالى والمصري، التى ستنتهى فى غضون أيام. ولم تقتنع الحكومة الإيطالية، بالرواية التى أعلنتها وزارة الداخلية المصرية يوم 24 مارس الماضي، والتى أعلنت فيها تصفية 5 أشخاص فى التجمع الخامس بالقاهرة، متهمين بمقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجيني"، مضيفة أن القتلى الخمسة ينتمون إلى تشكيل عصابى متخصص فى سرقة المواطنين والأجانب بالإكراه، من بينهم جريمة سرقة وقتل الشاب الإيطالى الذى عثر على جثته مقتولا فى صحراء أكتوبر بالجيزة، ما أدى لتراجع وزارة الداخلية عن تصريحاتها مرة أخرى، نافيًا ضلوع العصابة فى مقتل "ريجيني". وأضافت وزارة الداخلية فى بيان لها، أنها تواصل البحث عن قتلة "جوليو ريجيني" الحقيقيين، مؤكدة فى الوقت نفسه أنه لم يتم إغلاق القضية بعد. وعقب نفى وزارة الداخلية لروايتها، يكمن السؤال الأهم: إذا كانت العصابة بريئة من دم ريجيني، فأين وجدت وزارة الداخلية المصرية جواز سفره وبقية متعلقاته الشخصية؟! أيضًا لماذا لم يتم التحقيق مع قتلة هؤلاء الضحايا الخمسة وتقديمهم للمحاكمة العادلة؟. السؤال بدوره أعاد الشكوك حول مسئولية وزارة الداخلية نفسها عن مقتل "ريجيني" خاصة أن الشاب تعرّض للتعذيب قبل الموت بنفس الطريقة التى يتعرض لها المواطنون المصريون فى أقسام الشرطة، حسبما أعلنت منظمات حقوقية. وقبل ذلك نفت وزارة الداخلية على لسان وزيرها مجدى عبدالغفار، أن تكون الشرطة المصرية ضالعة فى مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجيني، الذى عثر على جثته وعليها آثار تعذيب بعد اختفائه فى شهر يناير الماضي. وأبدى الوزير انزعاجه مما وصفه بشائعات وافتراضات لا تستند إلى معلومات أو دليل تتحدث عن تورط الأمن المصرى فى الحادث. وأضاف عبد الغفار، خلال مؤتمر صحفى عقد بمقر وزارة الداخلية بالقاهرة، أن الشرطة تكثف جهودها لكشف ظروف مقتل الشاب، وأنها تحيط الفريق الأمنى الإيطالى الموجود فى العاصمة المصرية علمًا بتطورات القضية. وبيّن تشريح جثة الطالب الذى جرى فى إيطاليا أن الوفاة ناجمة عن ضربة عنيفة أسفل الجمجمة فضلا عن وجود كسور متفرقة فى أنحاء الجسم. وقال وزير الداخلية الإيطالي، انجلينو الفونسو، فى حوار له عقب تشريح جثة "ريجيني" إنه لم يستعد أنفاسه منذ أن اطلع على تقرير التشريح الصادم. من ناحيتها طالبت أسرة الطالب الإيطالى "جوليو ريجيني"، برد قوى ضد القاهرة إذا لم تكشف حقيقة مقتل ابنها، وقالت "باولا ريجيني" والدة الشاب الإيطالى إن ابنها توفى تحت التعذيب مثلما كان سيحدث لأى مصرى وليست حالة معزولة كما يزعم المصريون. وأوضحت "باولا"، فى تصريحات لها، نقلتها وسائل الإعلام الدولية، أنها قد تنشر صورة لجثة ابنها "ليرى العالم ما حدث له فى مصر إذا لم يتم الكشف عن القتلة"، مضيفة "عرفته فقط من أرنبة أنفه.. أى شيء آخر فيه لم يكن هو". وأمضت قائلة: "إذا اتضح أن الخامس من إبريل مجرد نفض لليد فنحن نتوقع ردًا قويًا من حكومتنا.. نتوقع ردًا قويًا حقًا". فى سياق متصل، قالت "أليساندرا باليريني" محامية عائلة "ريجيني"، إن رواية الداخلية المصرية حول العثور على متعلقات ل"ريجيني" بحوزة تشكيل عصابي، تمثل مظهرًا جديدًا من التضليل تمارسه وزارة الداخلية. وأمضت "باليريني" قائلة: "تشريح الجثة الذى أجرته السلطات الإيطالية بيّن أنه بقى على قيد الحياة حتى الأول أو الثانى من شهر فبراير الماضي، وأنه لم يكن هناك على الإطلاق طلب لفدية أو سرقة مال من حسابه المصرفى خلال أيام اختفائه، مضيفة أنه "أيا كانت الحقيقة، فمن الواضح أنها ليست مريحة كثيرًا للنظام المصري". من جانبه استنكر نجاد البرعي، المحامى والناشط الحقوقي، تصفية الداخلية ل5 أشخاص فى منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، بدعوى اتهامهم بقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجيني"، مضيفًا أن الداخلية تستسهل فى إطلاق النار على الأشخاص بزعم خطورتهم على الأمن القومى حال مطاردتهم، متسائلًا فى الوقت نفسه:" لماذا لم تلق الداخلية القبض على التشكيل العصابى والتحقيق معه والتوصل لبعض خيوط القضية الشائكة عقب اعترافاتهم بدلًا من إنهاء حياتهم وتعقيد القضية مرة أخرى؟. وقلّل البرعي، فى تصريحات ل"المصريون" من تهديدات مجلس الشيوخ الإيطالى المتمثلة فى سحب السفير للتشاور وإعلان مصر بلد غير آمن، قائلًا:" التهديدات الإيطالية لا قيمة لها ولن تخسر مصر كثيرًا حتى لو تم إعلانها بلدًا غير آمن وتم سحب السفير الإيطالي، لأن الوضع الاقتصادى منهار بالفعل والسياحة مضطربة ولكن علينا كمصريين التروى فى الأزمة وإعلان الحقيقة كاملة للرأى العام المحلى والدولى لاحترام العالم لنا". وأضاف الناشط الحقوقي، أنه على المحققين المصريين إثبات حقيقة مقتل الباحث الإيطالى كاملة وعدم الالتفات للتهديدات الخارجية فالقضية كبيرة ولا يمكن اكتشاف ملابساتها فى غضون شهرين أو 3 أشهر، لذا علينا جميعًا ترك المساحة أمام جهات التحقيق وعدم استعجال التحقيقات حتى لا يتم تصفية متهمين آخرين لا علاقة لهم بالقضية مثلما حدث مع المتهمين الخمسة الذين تمت تصفيتهم فى التجمع الخامس. وطالب البرعي، الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الداخلية والنيابة العامة ببذل قصارى جهدها للكشف عن القاتل الحقيقى للباحث الإيطالى "جوليو ريجيني" وعدم الاستسهال فى الملف وتلفيق القضية لبعض الأشخاص للظهور بمظهر إيجابى أمام العالم الخارجي".