"أنا الأرض في جسد ،لن تمرّوا ،أنا الأرض في صحوها ،لن تمرّوا ،أنا الأرض . يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها ،لن تمرّوا لن تمرّوا "..كلمات عبر بها الشاعر الفلسطيني محمود دروش عن ذكرى يوم الأرض. ويُحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس من كلّ عام، ذكرى يوم الأرض، مؤكدين تمسكهم بأرضهم، وعدم الاستسلام إلى جميع إجراءات وسياسات العدو الإسرائيلي، الهادفة إلى الاستيلاء على الأرض وطمس الهوية الفلسطينية الوطنية. يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ثابت العمور إن أحياء ذكرى يوم الأرض هو محاولة استذكار واستحضار لسرقة إسرائيل للأراضي الفلسطينية وتحديدا عقب عام 1967فالأرض جزء أساسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكل يوم هو يوم أرض فلسطين ولكن 30 مارس اختير كمناسبة عامة يستحضرها الفلسطيني أينما كان في أراضي العام 48 وفي مخيمات اللاجئين وفي غزة والضفة والقدس. وأضاف عمور في تصريحات إلى "المصريون": "30 مارس من كل عام هو يوم بمثابة التعبير فيه عن عدم التفريط بأي شبر من أرض فلسطين وهو مناسبة قوية للتذكير عربيا وإسلاميًا أن هناك قضية مركزية وأرض مقدسة مسلوبة ومحتلة أسمها فلسطين" وأكد المحلل السياسي أن الدور العربي مغيب وبتعبير أدق تم إلهائه أو إشغاله بقضايا داخلية وفريدة وثانوية فلم تعد فلسطين حاضرة في الأجندة العربية ولا في أولويات الدول العربية الأمر الذي أفضى جعل إسرائيل تسلب مزيد من الأراضي الفلسطينية في القدس وفي الضفة الغربية حتى الأراضي التي يفترض أنها فلسطينية حسب اتفاق أوسلو " وتعود أحداثه لشهر مارس 1976 بعد أن قامت سّلطات الاحتلال الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة،وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات. يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الإسرائيلي حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية. وقال المحامي جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن "فلسطين ستبقى عربية رغم أنف الكيان الصهيوني". وأضاف في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "اليوم 30 مارس، هو يوم الأرض الفلسطيني، فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية". وأكد محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، أن القضية الفلسطينية لن تتأثر بإقامة بعض الدول العربية علاقات مع الكيان الصهيوني. وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك: "رغم أنوفكم جميعًا، هي فلسطين وليست إسرائيل ، يستطيع السيسي ونظامه وتستطيع الأنظمة العربية وحكامها أن يعترفوا بإسرائيل ويتصالحوا ويتحالفوا و ينسقوا معها، ويستطيعوا أن يصرخوا ليل نهار بأنهم خائفون منها ولا قبل لهم بقتالها، وأن يكذبوا ويضللوا شعوبهم بأن إسرائيل أصبحت أمر واقع يجب الاعتراف والتعايش والسلام معه. يستطيعوا أن يفعلوا كل ذلك في حماية ورعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجتمعها الدولي وترسانتهم العسكرية". وتابع: "ولكن رغم أنوفكم جميعًا حكام وصهاينة وأمريكان، ستظل هذه الأرض الطيبة من نهرها إلى بحرها تسمى فلسطين وليست إسرائيل".