قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، سعد الدين إبراهيم، إن مبادرته لإجراء مصالحة بين السلطة والإخوان المسلمين تستهدف وقف ما سماه ب"حرب الاستنزاف" المستمرة منذ حوالي 3 سنوات بين الشرطة والجيش والجماعات المسلحة. وأضاف إبراهيم، في حواره مع «أصوات مصرية»، أن مبادرة المصالحة لم يجن منها سوى الشتائم والإهانات، رغم أنها مستوحاة من تجارب دولية أخرى مثل جنوب أفريقيا والجزائر، ومن قبلهما تجربة رسول الإسلام محمد الذي عاد بعد الهجرة منتصرا ليقول لكفار قريش "اذهبوا فأنتم الطلقاء". وأطلق سعد الدين إبراهيم، مطلع مارس الجاري، مبادرة لإجراء مصالحة بين السلطة السياسية والإخوان المسلمين وقال إنها تستهدف وقف نزيف الدم المسال على الجانبين، كما طرح منذ سنوات مبادرة للمصالحة بين مصر وقطر. وكشف أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية أنه تلقى مكالمة هاتفية من الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أبلغه فيها رفضه لمبادرة المصالحة مع الإخوان المسلمين وخلط الدين بالسياسة. وأوضح أن "الدور السياسي لشفيق لم ينته بعد، لكن عودته إلى مصر قد تتعطل قليلا بسبب محاصرته بالبلاغات والدعاوى القضائية.. فهو قريب جدا من الدولة.. والعقلية العسكرية لا تزال تسيطر عليه". وأشار سعد الدين إبراهيم، مؤسس مركز أبن خلدون للدراسات الإنمائية بالقاهرة، أنه التقى القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت والمعارض السياسي أيمن نور وعددا من "مطاريد الإخوان" في إسطنبول وطلبوا إجراء مصالحة مع السلطة لضمان عودتهم، لكن النظام السياسي لم تبد منه أي استجابة. وشدد على أنه لم يكن يوما بوابة النفاذ إلى الإدارة الأمريكية أو "عراب الإخوان" كما يحلو للبعض وصفه، لكن عندما يُطلب منه شهادة يقولها بضمير الباحث والأكاديمي. وعن انتقال مركز أبن خلدون من مربع المعارضة في عهد مبارك إلى مربع المهادنة في عهد السيسي، قال إبراهيم "ليس لدينا في المركز عداء مع السلطة ولكننا دائما ناقدين لها". ودافع سعد الدين إبراهيم عن موقفه قائلا "وجهت نقدا لاذعا للسيسي عدة مرات، ومقالي يوم السبت المقبل بعنوان (مصر والنحنوح) أوجه فيه نقدا لاذعا لسياسة استدرار العطف التي يتبعها السيسي". وأضاف إبراهيم "السيسي أرسل لي جنرالين من قبل بعد أن شتمته في مداخلة هاتفية على أحد البرامج التلفزيونية قبل الانتخابات الرئاسية.. ونقلوا لي عدم استيائه مني وسألوني عن أمور تتعلق بالأوضاع السياسية الداخلية". وتابع "شعرت أن هناك حالة ود غير مباشرة كانت محل تقديري له، إلى جانب أنني قدرت له إنقاذ مصر في لحظة حرجة زادت فيها المواجهات بين أنصار الإخوان والمعارضين في الميادين وأنذرت بكارثة حتمية".