قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الحرب التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة, قد خرجت عن السيطرة، ولذا فإنهما تريدان إيجاد حل في مفاوضات جنيف. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 14 مارس أن هذه الحرب بالوكالة أدت لموجة هائلة من اللاجئين, تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي، كما أنها أدت لاشتعال الصراع في العراق, وتهدد باندلاعه أيضا في لبنان, وفاقمت من الأزمة الاقتصادية في روسيا. وتابعت "التداعيات السابقة, والتي أكدت خروج الحرب عن السيطرة, فرضت على الدول, التي أشعلتها أن تفرض حلا في مفاوضات جنيف". واستطردت " أمريكاوروسيا يبدو أنهما أدركتا أخيرا أن العقبة التي كانت في الجولتين السابقتين من مفاوضات حنيف, وهي مصير بشار الأسد, لم تعد تستحق عناء استمرار الحرب بالوكالة في سوريا, وهو ما يعطي التفاؤل بشأن الجولة الثالثة, التي انطلقت في 14 مارس". وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا بدأ مباحثات "جنيف 3", بلقاء مع وفد النظام السوري. ونقلت "الجزيرة" عن دي ميستورا قوله في مؤتمر صحفي قبيل لقائه مع وفد النظام إن المحادثات ستكون من ثلاث جولات، تنطلق الأولى منها في 14 مارس, وتستمر عشرة أيام وبعدها ستكون هناك استراحة في الرابع والعشرين من الشهر. ووفقا للمبعوث الأممي, ستعقب ذلك المرحلة الثانية ثم استراحة ثم المرحلة الثالثة و"في النهاية ستكون هناك خريطة طريق واضحة وليس اتفاقا، وشدد على أن المحادثات الحالية تمثل "لحظة الحقيقة" وأن النقطة الأساسية فيها هي الانتقال السياسي. وأكد المبعوث الدولي أنه سيرد القضية إلى روسيا والولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إذا لم يكن هناك استعداد من الأطراف السورية للتفاوض في محادثات جنيف. وأضاف "جدول الأعمال وضع استنادا إلى القرار الدولي 2254 وفي إطار توجيهات إعلان جنيف بالطبع"، دون أن يذكر تفاصيل إضافية عن جدول الأعمال. وحذر المبعوث الدولي من أن البديل عن عدم نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب، وربما أسوأ مما هي اليوم . ويأتي اللقاء بين وفد النظام إلى جنيف والمبعوث الدولي في إطار الجلسة الأولى من المفاوضات غير المباشرة. ويفترض أن يجتمع في وقت لاحق مع وفد المعارضة السورية وكبير مفاوضيها محمد علوش، وهو أيضا الممثل السياسي لفصيل "جيش الإسلام". وتعقد الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف وسط تباين كبير في وجهات النظر بين طرفي النزاع، لكن في ظل اتفاق لوقف الأعمال القتالية صامد إجمالا منذ 27 فبراير الماضي. ويستثني الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن ولقي دعما من مجلس الأمن، تنظيم الدولة "داعش", وجبهة النصرة. ويشكك كثيرون في إمكانية تحقيق تقدم سريع في مفاوضات جنيف, ويبقى مصير بشار الأسد نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين, إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام السوري على أن الأسد "خط أحمر". وكان وفد المعارضة السورية أكد في 13 مارس بعد وصوله إلى جنيف على ضرورة تشكيل هيئة للحكم الانتقالي يستبعد منها الأسد تماما. وقال عضو وفد المعارضة سالم المسلط إن الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية لن تقبل بحكومة وحدة وطنية يكون الأسد فيها رئيسا. وتعترض دمشق بشدة على مناقشة هيئة الحكم الانتقالية، وتقول إن المعارضة تسيء تأويل بيان جنيف1 فيما يخص عملية سياسية انتقالية محتملة. وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن المفاوضات يجب "أن تشمل جميع قوى المعارضة". ويطالب الروس بإشراك ممثلين عن الأكراد في المفاوضات، الأمر الذي ترفضه الهيئة العليا للمفاوضات وتركيا الداعمة للمعارضة السورية.