تشهد العلاقات المصرية السعودية في الآونة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار، وهو ما ظهر جليًا في اختلاف، السياسات بين كلا البلدين خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، وانحياز النظام المصري موقفًا مؤيدًا للتدخل الروسي في الأزمة، ورفضه التدخل السعودية العسكري في سوريا بالتعاون مع الجانب التركي. وأواخر الشهر الماضي، نشرت صحف خليجية، تقارير عن قرار سعودي بإيقاف المساعدات المالية المقررة لعدد من الدول العربية, من ضمنها مساعدات لمصر بقيمة 30مليار دولار على شكل استثمارات سعودية في مجالات معينة. ويواجه السيسي تحديًا كبيرًا، بعد قرار مجلس التعاون الخليجي، لاعتبار "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، منددًا بممارسات الحزب التي رآها تهديدا للأمن القومي العربي كما تعهد المجلس باتخاذ إجراءات ضده. واتخذت السعودية قرارًا بعدها ضد دولة لبنان، حيث أوقفت ضخ مساعدات بقيمة 3مليارات دولار، على خلفية خلافات سياسية بين البلدين. وبحسب مراقبين، فإن قرار دول التعاون الخليجي، باعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية سيؤثر بشكل كبير على مصر، خاصة وأن الأخيرة تحتفظ بعلاقات جيدة مع الحزب اللبناني، وقد استقبلت القاهرة وفدًا من الحزب قبل أيام، خلال حضوره لتقديم العزاء في الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل. ورأى مراقبون أن تجاهل مصر لقرار اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية أو ترددها في الإعلان عن تصنيفها لحزب الله بوصفه كيانًا إرهابية سيكون تمهيدًا لقطيعة حقيقية مع الخليج، وخاصة مع الرياض وأبوظبي ، وهما السند الأساس وربما الوحيد للنظام الحالي في مصر، خاصة وأن الخليج احترم قرار السلطة الحاكمة في مصر بتصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كجماعة إرهابية. من جهتها، أكدت مصادر سياسية أن الملك سلمان كان قد وعد السيسي بعد أن تم الإعلان عن المجلس التنسيقي المصري السعودي منذ عدة أشهر بضخ استثمارات كبرى في مصر, وتقديم مساعدات نفطية, لكن المملكة رفضت كل المشاريع التي قدمتها الحكومة المصرية كاستثمارات لمبلغ 30 مليار ريال سعودي. ويرى محللون أن السبب الأساسي لقطع المساعدات السعودية عن مصر يرجع إلى انحياز مصر للجانب الروسي في مواجهة السياسة الخارجية للمملكة, وبالأخص في سوريا, بالإضافة إلى تباين المواقف بين البلدين بخصوص عدد من القضايا الإقليمية من بينها اليمن. وقال الدكتور مختار غباشي رئيس المجلس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن هناك اختلافًا في الرؤى بين السعودية ومصر في عدد من القضايا، على رأسها القضية السورية، وقضايا أخرى مثل اليمن. مع ذلك، أكد غباشي ل "المصريون"، أن "هذه الاختلافات لن تصل لمستوى القطيعة فحدوث أي خلل كبير في علاقة مصر بالسعودية يمثل شرخًا كبيرًا في العالم العربي". وأضاف أن "اختلاف وجهات النظر بين البلدين، في بعض القضايا قد يؤدي بالطبع إلى تأثر الدعم السعودي لمصر، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية كبيرة".