قالت صحيفة "إسرائيل ناشيونال نيوز" العبرية إن واقعة ضرب النائب المصري توفيق عكاشة ب"الحذاء"، بسبب لقائه السفير الإسرائيلي، لا تنفي حقيقة أن العلاقات على المستوى الرسمي بين القاهرة وتل أبيب في أقوى مراحلها في الوقت الراهن، حسب زعمها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 فبراير أن من "مظاهر قوة العلاقات الرسمية بين النظام المصري الحالي وإسرائيل، أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تعززت سواء في مجال التنسيق الأمني، أو على الساحة الدبلوماسية"، على حد قولها. وزعمت الصحيفة أن أحدث خطوة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بينهما، هي تحديث نظام التعليم المصري، ليشمل تضمين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في المناهج الدراسية. واستطردت: "رغم الغضب الشعبي في مصر إزاء التطبيع مع إسرائيل، إلا أن العلاقات على المستوى الرسمي تسير في اتجاه آخر". وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية زعمت أيضًا في تقرير لها في 17 فبراير، أنه سيتم تدريس معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لأول مرة في المدارس المصرية. وأضافت الصحيفة: "سيخصص فصل في كتاب التاريخ لمعاهدة السلام"، وتابعت: "سيتم وصف اتفاق السلام بشكل واقعي، دون تحيز، أو أي محاولة لإظهار إسرائيل بصورة سلبية". واستطردت: "الفقرات ستتضمن اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي وقع معاهدة السلام، وألقى خطابه التاريخي بالكنيست، لكنه لن يتم ذكر أنه قتل على يد المعارضين للاتفاقية". وتابعت: "من بين التغييرات أيضًا، تهميش دور الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في حرب أكتوبر، وإزالة بعض الفقرات، التي تمت إضافتها خلال فترة رئاسة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي". وزعمت "تايمز أوف إسرائيل" أنه سيتم إدراج معاهدة السلام ضمن التغيير الشامل الذي تجريه وزارة التربية والتعليم المصرية في الكتب المدرسية، طبقا للخطة التي أعلنتها منذ عامين. وكان النائب المصري توفيق عكاشة التقى السفير الإسرائيلي في مصر حاييم كوريين الأربعاء الموافق 24 فبراير، ما أثار استياء واسعا في مصر. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن "اللقاء سبب عاصفة هوجاء في الشارع المصري"، ولفتت، إلى أنه "فى أعقاب اللقاء، طالب 100 برلمانى مصري بإجراء جلسة عاجلة لمناقشة الأمر". وتابعت أن عكاشة وكورين اتفقا على الاستمرار في عقد اللقاءات فيما بينهما، وأنهما تحدثا عن عدد من الأفكار لتطوير العلاقات التجارية والمشاريع الزراعية بين مصر وإسرائيل. وكان عكاشة، قال إنه لا يجد مشكلة في مقابلة سفير إسرائيل، وأضاف "اعترف بدولة إسرائيل، وجميع الاتفاقيات التي بيننا"، فيما وافق مجلس النواب على التحقيق معه بسبب استقباله في منزله السفير الإسرائيلي لدى مصر. وقال الدكتور محمود يزبك، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة حيفا داخل الخط الأخضر، إن توقيت استقبال النائب المصري توفيق عكاشة في بيته السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين، يعتبر خطيرا للغاية. وأضاف يزبك في تصريحات ل"الجزيرة" أن لقاء عكاشة والسفير الإسرائيلي جاء في وقت يشهد العالم مقاطعة قوية تجاه إسرائيل، خصوصا أوروبا، الأمر الذي تستثمره إسرائيل لتقول للعالم إنها مقبولة في المنطقة، وهو ما يعتبر أكبر مكسب عالمي لإسرائيل في هذا التوقيت. وتابع:" أهمية اللقاء في عين إسرائيل ليس في شخص توفيق عكاشة، بل في منصبه وبما يعنيه أنه يمثل شريحة مجتمعية داخل مصر، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا أيضًا استطاعت تل أبيب الحصول عليه". واستطرد يزبك: "ما يجري في مصر يلحق أكبر الضرر بآمال الشعب الفلسطيني الذي تعاضده حركة مقاطعة قوية في العالم، بينما يأتي تطبيع بعض المصريين ليضرب الجهود الدولية الضاغطة على إسرائيل". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت في وقت سابق أن دعوات المقاطعة الدولية لإسرائيل تتزايد يوما بعد يوم، وأن الضربة الأحدث في هذا الصدد جاءت من إيطاليا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 يناير الماضي أن 168 أكاديميا وباحثا من سبع جامعات إيطالية وقعوا بيانا طالبوا فيه بتجميد الاتفاقيات البحثية والعلمية مع معهد "التخنيون" وباقي الجامعات الإسرائيلية، لأنها تشارك في تطوير السلاح، الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي لقمع الشعب الفلسطيني، وفق ما جاء في نص البيان. ووقع على البيان، أكاديميون وباحثون من سبع جامعات في ميلانو وتورينو وكلياري وفيرنسا وروما وفروجيه. وأبدى الموقعون على البيان "قلقهم العميق من استمرار التعاون البحثي مع الجامعات الإسرائيلية المنخرطة في أنشطة بحثية عسكرية وتطوير للسلاح الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين، وتوفر المساعدة العسكرية للاحتلال الاستعماري ضد الفلسطينيين".