قالت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، إن المؤشرات تتزايد حول تورط أجهزة أمنية فى قتل طالب الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر، حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 14 فبراير، أن المنطقة التى عُثر فيها على جثة ريجيني، تتميز بتواجد أمنى كثيف، يمنع تحرك أى سيارة عادية تحمل جثة. وتابعت: "من غير المعقول أن تتحرك سيارة غير رسمية تحمل جثة فى تلك المنطقة". وتحدثت الصحيفة عن تفاصيل جديدة بشأن يوم اختفاء ريجيني، مشيرة إلى أنه اتفق فى يوم الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير مع صديق له يدعى جرفاسيو على اللقاء فى ميدان التحرير، للقاء شخصية معارضة مصرية، لم تذكر اسمها. وأضافت أن ريجينى لم يصل إلى محطة مترو "البحوث"، التي تبعد عن مكان سكنه دقيقتين مشيًا، وقالت إن شهودًا كشفوا أنهم رأوا رجال أمن يأخذونه، على حد زعمها. واستطردت: " عندما لم يصل ريجينى إلى موعده فى تمام الساعة الثامنة مساء، اتصل به صديقه جرفاسيو عدة مرات دون رد، وفى الساعة 8:25 توقف هاتف ريجيني". وكانت صحيفة "الماسيجرو" الإيطالية رجحت احتمال اعتقال وتعذيب الطالب جوليو ريجيني، الذى وجد مقتولاً فى مصر، على حد قولها. وتحدثت الصحيفة فى تقرير لها فى 6 فبراير عن مزاعم مفادها أن ريجينى كان مُراقبًا من قبل الأجهزة الأمنية، لأنه كان يعد بحثًا عن استقلالية النقابات العمالية فى مصر فى الوقت الراهن. وتابعت: "ريجينى ربما أتم مقابلات مع شخصيات، لا تروق للنظام الحالى فى مصر"، على حد قولها. واستطردت الصحيفة، قائلة: "الأرجح أن الطالب الإيطالى تم اعتقاله وتعذيبه من أجل الاعتراف على شخصيات معارضة للنظام المصرى"، على حد زعمها. وبدورها، تحدثت صحيفة "كوريرى ديلا سيرا" الإيطالية أيضًا عن مفاجأة بشأن مقتل ريجيني، مفادها أنه كان ينشر أيضًا مقالات باسم مستعار فى موقع إلكتروني، يساند ثورات الربيع العربي. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 8 فبراير أن موقع "نينا نيوز"، الذى كان ينشر مقالات جوليو ريجيني، يساند "الربيع العربي"، و"القضية الفلسطينية"، وهو ما يرجح -من وجهة نظرها- احتمال اعتقاله وتعذيبه فى مصر، على حد زعمها. وتابعت "يبدو أن ما حدث مع ريجينى كان متعمدًا، بهدف منعه من مواصلة كتابة المقالات حول الأوضاع السياسية فى مصر، لأنها ليست فى مصلحة النظام الحالى فى البلاد"، على حد قولها. وكانت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية قالت أيضًا إن ريجيني، كان عبر فى السابق للمقربين منه عن مخاوفه من تعرضه ل"الاعتقال" هناك، حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 6 فبراير أن ريجينى طلب بالفعل من صحيفة "المانيفستو" التى كان يراسلها من القاهرة، كتابة تقاريره باسم مستعار، خوفا من الاعتقال، على حد قوله. ورفضت الصحيفة الروايات التى ترددت فى مصر حول كيفية مقتل الطالب الإيطالي، وتحدثت عن مفاجأة مفادها أن معلومات موثوقة حصلت عليها إيطاليا تؤكد أن دوافع سياسية، وليست إجرامية أو إرهابية، تقف وراء مقتله. ورجحت الصحيفة أن تكون ما سمتها "أجهزة أمنية سرية" هى من قتلت الطالب الإيطالي، واستندت فى هذا إلى مزاعم مفادها أن هناك شاهدين قالا إن شخصا ذا ملامح غربية تعرض للاعتقال فى وسط القاهرة فى نفس اليوم، الذى اختفى فيه ريجيني. وتابعت: "عدم العثور على الطالب الإيطالى فى السجون بعد ما قاله الشاهدان من القاهرة، يدعم فرضية مقتله لدوافع سياسية"، حسب تعبيرها. وأشارت إلى أمور أخرى تدعم فرضيتها السابقة، منها تضارب الروايات داخل مصر حول كيفية مقتله، مشيرة إلى أنه تم الحديث فى البداية عن تعرضه لاعتداء جنسي، وسرعان ما تردد أنه مات فى حادث سير. كما أشارت إلى أن الإرهابيين لا يقتلون ضحاياهم سرا، مثلما حدث مع ريجيني، حسب تعبيرها. وكان الشاب الإيطالى جوليو ريجينى (28 عاما) اختفى بشكل غامض وسط القاهرة، يوم 25 يناير الماضي، الذى وافق الذكرى الخامسة للثورة الشعبية، التى أطاحت بنظام الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك عام 2011. ونقلت "رويترز" عن مصدر أمنى مصرى قوله:" إنه تم العثور على جثة طالب إيطالى ملقاة فى الطريق غربى القاهرة الأربعاء الموافق 3 فبراير، وإن السلطات المصرية بدأت تحقيقا لمعرفة ملابسات الوفاة". وفى 8 فبراير، طالبت إيطاليا السلطات المصرية بالقبض على قتلة ريجيني، ومعاقبتهم، بينما رفضت القاهرة أى اتهامات توجه للشرطة بالضلوع فى واقعة قتله. وقال وزير الخارجية الإيطالى باولو جنتيلونى لصحيفة "لا ريبوبليكا" فى 8 فبراير:"نريد الكشف عن الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم وفقا للقانون". وأضاف أن إيطاليا لن تقبل بالافتراضات فى هذه القضية. ومن جهته، قال وزير الداخلية الإيطالى أنجلينو ألفانو:"إن تشريحا ثانيا أجرى فى إيطاليا "وضعنا فى مواجهة شيء غير إنساني، شيء حيواني". وقالت وسائل إعلام إيطالية إن التشريح الثانى أكد وجود كسر فى رقبة ريجيني. ولم يتم تأكيد ذلك رسميا. كما أعلنت جامعة "كامبريدج" البريطانية، التى يدرس فيها ريجينى إنها أرسلت كتابا إلى السلطات المصرية تطالبها فيه بإجراء تحقيق شامل بشأن ملابسات وفاة الطالب الإيطالي. ومن جانبه، رفض وزير الداخلية المصرى مجدى عبد الغفار بشدة الشائعات التى تقول إن جهاز الأمن يقف وراء الحادث. وقال عبد الغفار فى مؤتمر صحفى فى 8 فبراير:"ما أزعجنا بشكل كبير جدا عندما أثير الحادث، أن هناك العديد من الترديدات والشائعات التى شاهدناها على بعض صفحات الصحف، التى تنسب لجهاز الأمن بعض التلميحات أنه يكون وراء هذا الحادث. هذا طبعا أمر مرفوض.. مرفوض أن يوجه هذا الاتهام.. لأن هذه ليست سياسة جهاز الأمن المصري". يذكر أن ريجينى (28 عاما) طالب دراسات عليا فى جامعة "كامبريدج" البريطانية، وكان يقوم بأبحاث حول النقابات العمالية المستقلة فى مصر.