مليون متر مكعب من الأحماض والكيماويات تلقى يوميًا على سطح البحيرة.. والمصانع فوق القانون تتعرض بحيرة المنزلة جنوب بورسعيد، لكارثة بيئية كبرى وانتهاك صارخ للبيئة من جانب المصانع التى تلقى يوميًا صرفها الصناعى غير المعالج بمياه البحيرة. وعندما حاول بعض الصيادين، لمس هذه المادة من فوق سطح المياه وجدوها حارقة تتفاعل مع الجلد وتسبب تآكل واحتكاك باليد هذا بخلاف ما شاهدوه من الأسماك النافقة على جانبى البحيرة نتيجة المياه المشبعة بصرف مخلفات المصانع البتروكيماوية. وتشهد منطقة جنوب بورسعيد العديد من المصانع منها من يعمل بالحديد والصلب والأسمنت والصودا الكاوية والأحماض والنسيج والبويات، والعديد من تلك الصناعات تستخدم الأحماض والمواد الكاوية ومن الطبيعى أن تحتوى صرف تلك المصانع على مواد كيماوية تدمر البيئة خاصة الثروة السمكية والتى يتناولها الإنسان. كانت لجنة من البيئة والصحة، قد شكلت عام 2015، حيث وجدت أن بورسعيد هى أكثر المحافظات التى تلقى مخلفات صناعية ببحيرة المنزلة، حيث يقع فى الجنوب المنطقة الصناعية وما تحتويه من مصانع للكيماويات والبويات والنسيج والأسمنت وكلها صناعات تستخدم الكيماويات هذا بخلاف مصانع البتروكيماويات غرب المدينة. وتم تقدير ما يلقى بالبحيرة بحوالى 1,9مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحى غير المعالج والتى تتسبب فى تدمير الثروة السمكية وصحة الإنسان بل وتدمر البيئة كلها. كما تم حصر الشركات التى تضخ مخلفاتها فى البحيرة والتى وصل عددها إلى ست شركات، والتى طالبتها اللجنة البيئية بتجديد المخطط البيئى لها وإجراء تحاليل وتجارب على مياه الصرف الصناعى . من ناحيتها، قامت بعض الشركات بمخالفات واضحة وعدم الالتزام باللوائح والقوانين وتدمير البيئة وكأنها فوق القانون. وعلى الرغم من قيام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بضخ 55 مليون جنيه لتطهير بحيرة المنزلة على مدار عامين منذ 2014 وحتى الآن لتقليل التلوث وتحسين نوعية المياه داخل البحيرة والتى تتجاوز مساحتها 90 ألف فدان وعمل بواغيز بمنطقة الجميل غرب المحافظة، إلا أن التعامل خارج القانون ما زال ساريًا. ومؤخرًا استجاب اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لشكاوى الصيادين لما يواجهونه من تدمير لبحيرة المنزلة ومشاهدتهم طبقات المواد البيضاء التى تطفو على سطح مياه البحيرة والتى تسببت فى نفوق الكثير من الأسماك على جانبى البحيرة. وقد أجمع قطاع كبير من الصيادين بمنطقة القابوطى، على أن إنتاج الأسماك قد قل بشكل كبير داخل البحيرة بسبب هروب الأسماك من البحيرة الملوثة التى لم تعد بيئة صالحة للصيد.