القوصي: نقاوم إسرائيل.. وحمزة: لا قناة السويس الجديدة حذر خبراء من مغبة تعثر مفاوضات سد النهضة، ومماطلة الجانب الإثيوبي في المفاوضات الجارية مع مصر، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي بالالتفاف إلى خطورة الموقف الحالي. وقال الخبراء إن حصة مصر بدأت في الانخفاض بالفعل، وأن مخطط أثيوبيا ضد كينيا، سيتكرر مع مصر إن لم يكن هناك ردة فعل قوية. وقال الدكتور ضياء القوصى، خبير المياه ومستشار وزير الري الأسبق، إنه يتوجس خيفة من مخاطر المرحلة القادمة من بناء سد النهضة، مشيرا إلى أن الجانب الأثيوبي سيلجأ كدأبه إلى المماطلة. وأضاف خلال مؤتمر "مخاطر بناء سد النهضة" بنقابة الصحفيين مساء السبت، أن "هناك ضررًا بالغًا متوقعًا بشأن السد على حصة مصر من المياه وعلى المحاصيل الزراعية"، موضحًا أن السودان يعد ملتزمًا أخلاقيًا باتفاقه مع مصر في مواجهة الجانب الأثيوبى. وتابع: "لا بد أن نعترف أننا في حالة مقاومة لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن "كل مواطن أثيوبى يدفع جزءًا من راتبه كمساهمة في بناء سد النهضة"، واستطرد أن هناك معتقدات سائدة لدى الشعب الأثيوبى منذ القدم أن مصر استولت على الجزء الأكبر من مياه النيل، وبنت بها حضارتها العريقة، وأن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان يتعامل مع الشعوب الأفريقية كأنهم "قطيع من العبيد". من جانبه، قال الدكتور ممدوح حمزة، الخبير الهندسي، إنه يوجه رسالة للرئيس السيسى مفادها "لا قناة السويس ولاالتفريعة الجديدة ولا المليون وحدة سكنية لها أي قيمة أمام مخاطر بناء السد". وتساءل حمزة: "هل يدرك وزير الرى أن مصر فقدت من حصتها الرئيسة للمياه جراء بناء المرحلة الأولى من السد نحو 12 مليون متر مكعب من المياه؟ مؤكدا أن السودان غير متضرر من بناء السد الأثيوبى لأنه سيحظى بنصيب مصر. وتابع: "يجب أن يتنبه الرئيس إلى أن السد أحادى الغرض فقط وفقا للاتفاقيات الموجودة بين البلدين، أي أنه يستخدم لغرض توليد الكهرباء فقط، مشددا على أن السد الأثيوبى يعلو السد العالى في مصر بنحو 60 %، مما يؤكد أن الغرض من بنائه سياسي وليس لتوليد الكهرباء". واستطرد: "‘إثيوبيا تسلك مع مصر نفس المنهج الذي سلكته مع كينيا عندما بنت أربعة سدود على بحيرة "التروكانا" وعندما لجأت كينيا للمفاوضات واحتجت ماطلت وأخبرتهم أنها تولد الكهرباء من الماء المحتجز ثم تخرجه لهم مرة أخرى مما ترتب عليه حدوث مجاعات كثيرة في كينيا". من جانبه، قال السفير إبراهيم يسرى، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية الأسبق، إن أديس أبابا تتبنى حملة لتقزيم مصر وتعطيشها، قائلاً: "أثيوبيا هتخلينا نعمل عجين الفلاحة لأننا أعطينا القرد مفتاح القرار"، مشيرا إلى أن مشروع السد قضية قومية تسمو فوق كل القضايا المتواجدة على الساحة. وأضاف إبراهيم ل "المصريون": "أثيوبيا دولة هشة وحاولنا التحدث مع وزير الرى أكثر من مرة لإطلاعه على الحلول ولكنه لا يسمع إلينا فهو لا يعير أذنيه إلا للإعلام". وتابع: "أثق في قرارة نفسي ومن خلال رؤيتي للمشهد أن أثيوبيا لا تريد إلا المماطلة لتكسب وقتًا إضافيًا لإنهاء المرحلة الثانية من بناء السد، مضيفا: "الخارجية المصرية غلابة ومش عارفين هما بيتعاملوا مع مين".